تكبير الخط تصغير الخط

قررت محكمة جنوب القاهرة المصرية رفض الطلب المقدم من الحركة المدنية المصرية لتنظيم وقفة سلمية أمام السفارة الأمريكية، يوم الاثنين 3 فبراير 2025، وذلك احتجاجًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين، حيث كان من المقرر تسليم مذكرة رسمية بهذا الشأن إلى السفيرة الأمريكية.

وكانت وزارة الداخلية قد رفعت مذكرة إلى قاضي الأمور الوقتية بالمحكمة تطالب برفض الطلب، مشيرةً إلى دواعٍ أمنية، وهو ما استجاب له القاضي بإصدار قرار برفض الوقفة وإخطار المنظمين رسميًا عبر محضر قضائي، مع توجيه الجهات الأمنية بمنع التجمع حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة.

انتقادات لقرار الرفض

أثار القرار انتقادات واسعة، حيث اعتبرته أطراف حقوقية وسياسية غير مبرر، خاصة أنه يتعارض مع الموقف الشعبي والرسمي الرافض لتصريحات الرئيس الأمريكي حول القضية الفلسطينية.

 كما تساءل البعض عن ازدواجية تطبيق القانون، مستشهدين بالتظاهرات التي شهدها معبر رفح أمس الجمعة، مشيرين إلى أنه لم يُعلن عن تقديم طلب رسمي لتنظيمها وفقًا لأحكام قانون التظاهر رقم 107 لسنة 2013.

وأمس، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده على أن كلا من الأردن ومصر سيستقبلان في بلديهما سكانا من قطاع غزة، في تصريحات أدلى بها لصحفيين في البيت الأبيض.

واقترح ترامب يوم 25 يناير نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة" الذي أبادته إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرا.

وتجنبت الردود المصرية الرسمية منذ اقتراح ترامب الإشارة له مباشرة، وأكدت بشكل عام على رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين، وذلك وفق بيان للخارجية المصرية الأحد الماضي، وكلمة لرئيس مجلس النواب حنفي جبالي الاثنين السابق، وكلمة لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بمجلس حقوق الإنسان الثلاثاء الماضي.

والأربعاء السابق، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، على أن "ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، مؤكدا عزم بلاده على العمل مع ترامب للتوصل إلى سلام قائم على حل الدولتين.

وإلى جانب مصر، أبدت جهات عدة رفضها مقترح ترامب، بينها الأردن والعراق وفرنسا وألمانيا وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة.

وفي وقت سابق أمس الجمعة، تجمّع مصريون أمام الجانب المصري من معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة للتظاهر ضد مقترح ترامب.