خطة مصر لإعادة إعمار غزة دون تهجير: آلية شراكة أوروبية وإدارة فلسطينية لا تتبع حماس أو السلطة

profile
  • clock 18 فبراير 2025, 2:55:15 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تتواصل المشاورات المصرية الأوروبية لصياغة آلية شراكة وإشراف على لجنة مؤقتة من شخصيات فلسطينية مستقلة،لا تتبع حركتي فتح وحماس أو السلطة الفلسطينية، لإدارة قطاع غزة، وذلك تحت إشراف مصري مباشر ومتابعة أوروبية، وفقًا لمصادر مصرية تحدثت لـ"العربي الجديد".

وبحسب المصادر، توصلت القاهرة إلى تفاهمات مع حركة حماس تقضي بابتعادها عن كافة مظاهر الإدارة المدنية في غزة، بما في ذلك الجانب الأمني، في خطوة تمهد لإعادة الإعمار بعد الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 16 شهرًا.

خطة مصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير السكان

بدورها، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن تفاصيل خطة مصرية تهدف إلى إعادة إعمار غزة دون إجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع، ردًا على اقتراح أميركي بإخلاء غزة من السكان. ووفقًا للوكالة، فإن صحيفة "الأهرام" المصرية أشارت إلى أن الخطة تشمل إنشاء "مناطق آمنة" داخل غزة، حيث يمكن للفلسطينيين الإقامة مؤقتًا بينما يتم تأهيل البنية التحتية للقطاع.

وأوضحت مصادر مصرية ودبلوماسية أن المسؤولين المصريين ناقشوا الخطة مع دبلوماسيين أوروبيين ومع كل من السعودية وقطر والإمارات، إلى جانب سبل تمويل عملية إعادة الإعمار عبر مؤتمر دولي.

ثلاث مراحل لإعادة الإعمار خلال خمس سنوات

بحسب صحيفة "الأهرام"، تهدف الخطة المصرية إلى مواجهة أي محاولات لتغيير البنية الجغرافية والديموغرافية لغزة. وستعرض مصر تفاصيل خطتها خلال اجتماع في الرياض هذا الأسبوع، تمهيدًا لطرحها في القمة العربية المقبلة.

وتتضمن الخطة المصرية ثلاث مراحل تمتد لخمس سنوات، دون تهجير الفلسطينيين من القطاع، حيث سيتم تخصيص ثلاث "مناطق آمنة" خلال فترة تعافٍ مبكرة مدتها ستة أشهر، مزودة بمنازل وملاجئ متنقلة ومساعدات إنسانية. كما ستشارك أكثر من 20 شركة مصرية ودولية في إزالة الأنقاض وإعادة بناء البنية التحتية، مما سيوفر عشرات الآلاف من فرص العمل لسكان غزة.

عقبات أمام التنفيذ: التوصل إلى اتفاق سياسي

يقترب اتفاق غزة من نقطة حاسمة مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في أوائل مارس/آذار المقبل. ولا تزال هناك حاجة للتفاوض على المرحلة الثانية، والتي تشمل إطلاق سراح المحتجزين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل، والتوصل إلى اتفاق طويل الأمد لإنهاء الحرب.

وترى وكالة "أسوشيتد برس" أن إعادة الإعمار لن تكون ممكنة دون التوصل إلى اتفاق سياسي يحدد الجهة التي ستتولى إدارة القطاع مستقبلاً. في الوقت ذاته، تصر إسرائيل على إنهاء وجود حماس كقوة سياسية وعسكرية، وهو ما فشلت في تحقيقه خلال الحرب.

من جانبها، أعلنت حماس استعدادها للتخلي عن السلطة، حيث أكد المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع أنها تقبل إما بحكومة وحدة فلسطينية بدون مشاركتها أو بلجنة تكنوقراط لإدارة غزة. ومع ذلك، تعارض السلطة الفلسطينية أي خطط تستثنيها من الحكم.

إدارة فلسطينية جديدة بإشراف مصري وأوروبي

تتمحور الخطة المصرية حول تشكيل إدارة فلسطينية غير متحالفة مع حماس أو السلطة الفلسطينية، تتولى إدارة القطاع والإشراف على إعادة الإعمار. كما تقترح الخطة تشكيل قوة شرطة فلسطينية مكونة من رجال شرطة سابقين من السلطة الفلسطينية، مع تعزيزات من قوات مدربة من قبل مصر والغرب.

وفيما يتعلق بإمكانية نشر قوات عربية في غزة، أكد مسؤولون مصريون ودبلوماسيون عرب أن الدول العربية لن توافق إلا إذا كان هناك "مسار واضح" لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

الموقف الإسرائيلي والعقبات السياسية

على الجانب الآخر، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض قيام دولة فلسطينية، كما يعارض أي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، دون تقديم بديل واضح. 

ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الجهود المصرية من تجاوز العقبات السياسية وإطلاق خطة إعادة الإعمار بنجاح؟

التعليقات (0)