تكبير الخط تصغير الخط

في افتتاحية نارية حملت عنوان ، وجهت صحيفة هآرتس العبرية انتقادًا لاذعًا لسياسات الحكومة الصهيونية تجاه قطاع غزة، متهمة إياها باتباع سياسة تجويع منهجية ضد أكثر من مليوني إنسان يعيشون في القطاع المحاصر، واعتبار ذلك سياسة رسمية ومصدر فخر.

وقالت الصحيفة إن سياسة التجويع التي تمارسها الحكومة بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم تعد مجرد نتيجة جانبية للحرب، بل تحولت إلى أداة سياسية واضحة، يُستخدم فيها الحصار كوسيلة لمعاقبة السكان المدنيين، وليس كوسيلة للضغط على الفصائل المسلحة فقط.

وأشارت الافتتاحية إلى أن الاحتلال، خلال السنة الأولى من الحرب، كان يحاول بين الحين والآخر التأكيد على أن عملياته العسكرية لا تستهدف المدنيين، وأنها تعمل على ضمان تدفق الاحتياجات الأساسية إلى القطاع. إلا أن هذا الخطاب تلاشى تمامًا في الأشهر الأخيرة، حيث أصبح التضييق على السكان والتجويع سياسة معلنة تبررها الحكومة بخطابات شعبوية ومضللة، تربط بين المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان غزة وبين القدرات القتالية لحركة حماس.

واعتبرت هآرتس أن هذه المقاربة خطيرة وغير أخلاقية، ونتيجتها المباشرة هي "جريمة إنسانية متدحرجة"، تتفاقم يومًا بعد يوم في ظل تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية داخل القطاع. فموت الأطفال بسبب سوء التغذية أو نقص الدواء لن يحرر الأسرى أو يقوض قوة حماس، بل سيتحول إلى وصمة عار تلاحق إسرائيل والمجتمع الدولي.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بدعوة صريحة للاحتلال إلى وقف هذه السياسة فورًا واستئناف ضخ المساعدات الإنسانية إلى غزة دون شروط، كما طالبت المجتمع الدولي بممارسة ضغوط حقيقية على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الجريمة الإنسانية، التي تتنافى مع أبسط القيم الأخلاقية والقانونية.