-
℃ 11 تركيا
-
20 أبريل 2025
سبيس إكس تتصدر السباق لبناء درع ترامب الصاروخي "القبة الذهبية"
تحالف إيلون ماسك في موقع الريادة
سبيس إكس تتصدر السباق لبناء درع ترامب الصاروخي "القبة الذهبية"
-
18 أبريل 2025, 2:23:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إيلون ماسك مع الرئيس ترامب والمشرعين في غرفة التحكم قبل إطلاق رحلة الاختبار السادسة لصاروخ سبيس إكس ستارشيب/رويترز
أفادت ستة مصادر مطلعة أن شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك، إلى جانب شركتي بالانتير المتخصصة في البرمجيات، وأندريل لصناعة الطائرات المسيرة، برزت كأبرز المرشحين للفوز بجزء محوري من درع الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" الذي يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت المصادر إلى أن هذا التحالف المكون من ثلاث شركات – أسسها جميعًا رجال أعمال قدموا دعمًا سياسيًا كبيرًا لترامب – أثار اهتمامًا واسعًا في أوساط الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا الدفاعية.
تهديد الصواريخ في صلب أولويات ترامب
في الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بتاريخ 27 يناير، وصف هجومًا صاروخيًا بأنه "أكثر التهديدات كارثية التي تواجه الولايات المتحدة". ويُذكر أن ماسك قدم أكثر من ربع مليار دولار لدعم حملة ترامب الانتخابية، ويشغل الآن منصب مستشار خاص للرئيس مكلف بخفض الإنفاق الحكومي من خلال وزارة كفاءة الحكومة.
المرحلة لا تزال أولية
رغم المؤشرات الإيجابية من البنتاغون تجاه مجموعة سبيس إكس، شددت بعض المصادر على أن عملية اتخاذ القرار بشأن مشروع "القبة الذهبية" لا تزال في مراحلها المبكرة، وقد تتغير بنيته والمشاركون فيه بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة.
مشروع طموح: مئات الأقمار الصناعية لرصد واعتراض الصواريخ
اجتمعت الشركات الثلاث مؤخرًا مع كبار المسؤولين في إدارة ترامب والبنتاغون لعرض خطتهم، التي تتضمن بناء وإطلاق ما بين 400 إلى أكثر من 1000 قمر صناعي تدور حول الأرض لرصد الصواريخ وتتبع حركتها، بحسب المصادر.
وأفادت ثلاث مصادر أن أسطولًا منفصلًا مكونًا من 200 قمر صناعي هجومي مزود بصواريخ أو ليزرات سيتولى مهمة إسقاط الصواريخ المعادية. وذكرت المصادر أن مجموعة سبيس إكس لن تشارك في تسليح الأقمار الصناعية.
"معاملة خاصة" لماسك في أروقة القرار
وصف أحد المطلعين على المناقشات هذه العملية بأنها "خروج عن مسار التعاقدات التقليدية"، مضيفًا أن "هناك شعورًا بأن مجتمع الأمن والدفاع القومي عليه أن يكون حساسًا ويظهر التقدير لإيلون ماسك بسبب دوره في الحكومة".
ورفضت سبيس إكس وماسك التعليق على ما إذا كان ماسك مشاركًا في أي من المفاوضات أو المناقشات بشأن العقود الفيدرالية التي تخص شركاته.
من جهته، لم يجب البنتاغون على أسئلة وكالة رويترز، واكتفى بالقول إنه "سيقدم للرئيس خيارات تتماشى مع الأمر التنفيذي وإرشادات البيت الأبيض والجدول الزمني".
كما لم ترد كل من البيت الأبيض وسبيس إكس وبالانتير وأندريل على طلبات التعليق.
خدمة اشتراك بدلاً من التملك
في خطوة غير تقليدية، اقترحت شركة سبيس إكس تنفيذ دورها في مشروع "القبة الذهبية" وفق نموذج "خدمة اشتراك"، حيث تدفع الحكومة مقابل الوصول إلى التكنولوجيا بدلاً من امتلاك النظام بالكامل.
وقالت مصدران إن هذا النموذج، الذي لم يُعلن عنه سابقًا، قد يتيح تجاوز بعض إجراءات المشتريات التقليدية في البنتاغون ويُسرّع من تنفيذ المشروع. ومع أن النموذج لا ينتهك القواعد، إلا أنه قد يُقيّد الحكومة بنظام اشتراك يفقدها السيطرة على التطوير المستقبلي والتكاليف.
وأعرب بعض مسؤولي البنتاغون عن مخاوف داخلية من الاعتماد على نموذج الاشتراك في مشروع دفاعي بهذا الحجم والأهمية.
من يملك النظام؟
أفاد المصدران بأن الجنرال مايكل غيتلين من قيادة القوات الفضائية الأمريكية، شارك في مناقشات حول ما إذا كان يجب أن تكون سبيس إكس هي مالكة ومشغلة الجزء الخاص بها من النظام، أو أن تتولى الحكومة الأمريكية الملكية والإدارة، أو أن تمتلكه الحكومة وتوكل التشغيل للمقاولين. ولم يرد غيتلين على طلبات التعليق.
وبحسب المصدرين، فإن الجنرال المتقاعد تيرينس أوشوغنسي، مستشار سبيس إكس البارز، يشارك أيضًا في المناقشات الأخيرة مع قادة الدفاع والمخابرات. ولم يرد بدوره على طلبات التعليق.
فرصة كبرى لسيليكون فالي
إذا فازت مجموعة سبيس إكس بعقد من عقود "القبة الذهبية"، فسيُعد ذلك أكبر اختراق لشركات وادي السيليكون في سوق العقود الدفاعية المربحة، وتراجعًا لمكانة المقاولين التقليديين.
لكن رغم ذلك، من المتوقع أن تلعب شركات كبرى مثل نورثروب غرومان، وبوينغ، وآر تي إكس دورًا رئيسيًا في العملية، بحسب مصادر مطلعة. حتى أن لوكهيد مارتن أطلقت صفحة خاصة كجزء من حملتها الترويجية.
أكثر من 180 شركة مهتمة
صرّح مسؤول أمريكي أن البنتاغون تلقى اهتمامًا من أكثر من 180 شركة ترغب في المساهمة في تطوير مشروع "القبة الذهبية"، بما في ذلك شركات ناشئة مثل إيبيروس وأورسا ميجور وأرمادا.
وأفادت أربعة مصادر بأن بعض الشركات قدمت عروضًا أمام مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.
وأكد مسؤولان في الدفاع أن القرار النهائي سيكون بيد ستيف فاينبرغ، الرجل الثاني في البنتاغون، وهو مستثمر سابق في الأسهم الخاصة ومؤسس "سيربيروس كابيتال مانجمنت"، والتي استثمرت في مجال الصواريخ فرط الصوتية، ولكن ليس في سبيس إكس.
وذكر فاينبرغ، الذي لم يرد على طلبات التعليق، أنه سيتخلى عن كل استثماراته في سيربيروس عند انضمامه إلى الإدارة.
تكلفة المشروع قد تصل لمئات المليارات
يقدّر بعض الخبراء أن التكلفة الإجمالية لمشروع "القبة الذهبية" قد تصل إلى مئات مليارات الدولارات، وقد حدد البنتاغون جداول زمنية لتسليم القدرات تبدأ من 2026 وتمتد إلى ما بعد 2030.
وتركّز سبيس إكس في عرضها على الجزء المسمى "طبقة الحيازة"، وهي شبكة من الأقمار الصناعية التي تقوم برصد الصواريخ وتتبع مسارها وتحديد ما إذا كانت تستهدف الأراضي الأمريكية، وفقًا لمصدرين مطلعين على أهداف الشركة.
وقدّرت سبيس إكس أن تكلفة التصميم والهندسة الأولية لهذه الطبقة ستكون بين 6 و10 مليارات دولار. وأشار المصدران إلى أن سبيس إكس أطلقت خلال السنوات الخمس الأخيرة مئات الأقمار الصناعية التجسسية، كما أطلقت مؤخرًا عدة نماذج أولية يمكن تعديلها لتناسب المشروع.
دعم لوجستي وزمني يمنح سبيس إكس الأفضلية
استعرضت رويترز مذكرة داخلية من وزير الدفاع بيتر هيغسث، صادرة قبيل الموعد النهائي في 28 فبراير، يدعو فيها قادة البنتاغون لتقديم مقترحات أولية بشأن "القبة الذهبية" ويشدد على "تسريع نشر" كوكبات الأقمار الصناعية.
وأشارت مصادر إلى أن هذا الإطار الزمني يمنح سبيس إكس أفضلية بفضل أسطولها من الصواريخ، وعلى رأسها فالكون 9، فضلًا عن الأقمار الموجودة لديها والتي يمكن تكييفها.
شكوك حول قدرة الشركات التقنية على إنجاز المهمة
رغم هذه الميزات، أعرب بعض المطلعين على المناقشات عن شكوكهم بشأن قدرة مجموعة سبيس إكس على تنفيذ هذا النظام الجديد بتكنولوجيا متقدمة وبشكل فعّال اقتصاديًا.
وقال أحد المصادر:
"لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت سبيس إكس وهذه الشركات التقنية قادرة على إنجاز نظام يعتمد عليه الدفاع القومي الأمريكي. لم يسبق لهم تسليم منظومة كاملة يعتمد عليها بلد بأكمله لحمايته".
رويترز







