د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: وداعا حرب الوكالة.. إسرائيل في مواجهة إيرانية.. أين نحن منها؟

profile
د. إبراهيم جلال فضلون أستاذ العلاقات الدولية
  • clock 26 أكتوبر 2024, 1:28:19 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

"الهجوم بالدفاع عن النفس" هكذا وصف مسؤولون في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي، لكنها مشرفة علي كل جوانبها.

لقد كذب البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي في نقاشٌ حيويٌ دار في الكونغرس الأميركي بشأن الحرب بين إسرائيل وإيران، وحول فرص السلام في المنطقة. تقول النائبة الجمهورية، إليز ستيفانيك، إن "إسرائيل تقوم بالقضاء على الإرهابيين المدعومين من إيران، ما يجعل العالم أكثر أمنا لإسرائيل والولايات المتحدة".

لقد همّش الرئيس بايدن نفسه من خلال توفير الأسلحة لإسرائيل، ما سمح بتجاهل نداءاته. لقد شجع ذلك نتانياهو على تجاهل بايدن والإفلات من العقاب. والنتيجة هي أن بايدن لم يرعَ السلام الإقليمي الذي يريده، بل على ما يبدو حرباً إقليمية، مع تعرض أميركا لخطر الانجرار إليها.

وهكذا تتحول الحرب من الوكالة لحرب مباشرة.

بضرب مئة طائرة اسرائيلية من أحدث الطائرات في العالم قامت بانفجارات قوية" قرب طهران. ومطار مهرآباد غرب العاصمة.. ليكون الهجوم وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش "يهاجم أهدافا عسكرية" في إيران، ردا على الهجمات الإيرانية على إسرائيل، في إشارة إلى الهجوم الصاروخي مطلع الشهر الحالي. وسابقا قال المتحدث باللغة العربية أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس"، أن الجيش "يضرب بشكل موجه بدقة أهدافا عسكرية إيرانية، وذلك ردًّا على الهجمات المتواصلة للنظام الإيراني ضد إسرائيل على مدار الأشهر الأخيرة"، وفق تعبيره. وشدد على ان القوات الإسرائيلية على أهبة الاستعداد "هجوميا ودفاعيا".

.وقد خدعنا لأننا لا نسمع الا تهاويل الاعلام الإسرائيلي والغربي.. تنقيها المصادر الايرانية

تقليلا بقيمة الضربات.. التي استهدفت مدنا ومواقع حساسة.. في غياب الروايات الرسمية الواقعية.. على الاقل من الجهات الرسمية او الاعلام الايراني..

وقالها وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت "كل من يحاول إيذاء دولة إسرائيل سيدفع الثمن".. لتكون الضربات رادعة لإيران وموقعها العسكرية.. ليتفاقم خطر اندلاع حرب نووية عالمية لا سيما وسط تصاعد الخلافات بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران من جهة والغرب وروسيا بشأن أوكرانيا من جهة اخرى، وتراكم التهديدات والتلويح باستخدام النووي مراراً.

وحال تكاملت شبكة الحرب سنرى خلال 72 دقيقة استطاعة 3 دول مسلحة نووياً من قتل المليارات من البشر، بينما يبقى الباقون يتضورون جوعاً على أرض مسمومة حيث لم تعد الشمس تشرق ولم يعد الغذاء ينمو.

وهكذا ضربت إسرائيل بالتكامل مع أميركا (العمياء او المتخبطة وهي على ابواب انتخابات مرتهلة) ايران دون حسابات للمواقع النووية الايرانية.. لكن لا نعلم هل ترد إيران بسرعة ام سترد كعادتها بعد أسابيع ؟..

إن عالمنا ليس آمناً تماماً، كما نأمل.. لنبدأ حرب شاملة لا يعلم العالم العربي مداها فكل على حدوده متعب في الشرق الأوسط حيث وضعٌ متدهور بين إسرائيل وحماس، ممتدا الآن لإيران بإشراف أمريكي . لكن الأمر لا يقتصر عليهما، فهناك أطراف أخرى تُشارك في الصراع، كالميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، وشهدنا بالفعل هجمات على الأردن، إضافة إلى تورط الحوثيين في اليمن.

لقد كان الرد الصهيوني مباشرا علي ايران، مرافقه بالقرصنة الإلكترونية ، ليعلن جيش الاحتلال في بيان: "ردا على أشهر من الهجمات المتواصلة من قبل النظام في إيران ضد إسرائيل – في الوقت الحالي، تنفذ قوات الدفاع الإسرائيلية ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران"... فهل من رد من الحرس الثوري الذي قد يكون هدفا طالته الضربات الاسرائيلية بعد موجتين من الهجوم علي ايران.

وأضاف البيان: "لقد هاجم النظام في إيران ووكلاؤه في المنطقة إسرائيل بلا هوادة منذ 7 أكتوبر 2023 – على سبع جبهات – بما في ذلك الهجمات المباشرة من الأراضي الإيرانية".

وتأتي تلك التطورات في وقت حساس حيث تصاعد التوتر في الشرق الأوسط جراء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ولبنان أيضا. فهل استعد العالم العربي حال انجرت المنطقة الي حرب لا شرف فيها إلا الدفاع؟


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)