MEE: الأسد طلب اعتذارا من حماس لكنها رفضت.. وزيارة مرتقبة من الحركة إلى دمشق

profile
  • clock 20 سبتمبر 2022, 4:21:40 ص
  • eye 663
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ثار جدل كبير بعد قرار حركة "حماس" الفلسطينية استعادة العلاقات مع النظام السوري بعد أكثر من 10 سنوات من القطيعة. فبعد فترة بسيطة من الحياد تجاه الثورة السورية، عبّرت "حماس" عن دعمها للمعارضة السورية في عام 2012 وأنهت العلاقات مع رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، وانتقلت قيادات الحركة من دمشق إلى الدوحة. ومع ذلك، أعلنت قيادة "حماس" قبل أيام أنها تسعى لاستعادة العلاقات مع نظام "الأسد".

وقالت حماس في بيان رسمي يدين القصف الإسرائيلي المتكرر لمختلف المناطق في سوريا، إنها تقدر "سوريا قيادة وشعبا لدعمهم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة". وأكدت الحركة في بيانها على أنها ستمضي في "بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية في إطار قرارها باستئناف علاقتها مع سوريا الشقيقة خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين".

وأضاف "نتطلع إلى اليوم الذي تستعيد فيه سوريا موقعها الرائد في الأمة العربية والإسلامية. وتدعم حماس جميع الجهود الصادقة التي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في سوريا."

ويعد هذا القرار محفوفا بالمخاطر بالنسبة لحماس، خاصة مع دعم قطاع واسع من الفلسطينيين في غزة للمعارضة السورية.

وأوضح مصدر مطلع داخل "حماس" أن قرار استعادة العلاقات مع سوريا تمت الموافقة عليه من قبل جميع أعضاء المكتب السياسي باستثناء عضو واحد. وقال المصدر: "كان هناك نقاش مستمر بين مؤسسات حماس الداخلية حول القرار، واتخذ المكتب السياسي العام قراره باستعادة العلاقات مع سوريا".

وفي يونيو/حزيران الماضي، أكد نائب رئيس "حماس" في قطاع غزة "خليل الحية" أن قرار استعادة العلاقة مع دمشق جاء بعد مناقشة داخلية وخارجية شملت قادة وكوادر الحركة وحتى المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية.

وقال "الحية" لصحيفة "الأخبار" اللبنانية إن "الظروف والتوقيت والشكل" نوقشت "و"وضعت خطة سيتم تنفيذها بمساعدة الحلفاء"، مضيفًا أن هناك اتجاهًا بالبدء بأصحاب المصلحة والمفكرين والعلماء ثم الأطر الشعبية الأوسع". وقال إنهم أثاروا القضية مع تركيا وقطر، وهم أصدقاء لـ"حماس"، ولم يعارضوا هذه الخطوة.

وبالرغم من ذلك، عبّر عدد من الأشخاص والمجموعات الداعمة لحماس قد أعربوا عن استيائهم من قرار إعادة العلاقات مع سوريا. ووصف "صالح النعامي"، وهو كاتب سياسي قريب من حماس في غزة، الخطوة بأنها "خطيئة أخلاقية". وقال: "هذا القرار لا يتناقض فقط مع توقعات الأمة من حماس، ولكنه لا يعبر عن موقف كوادر الحركة والغالبية العظمى من نخبها".

وأضاف: "كان من الممكن فهم هذه الخطوة وفق حسابات الواقعية السياسية والمتطلبات الاستراتيجية لو أنها أعطت الحركة ساحة جديدة لإطلاق نشاطها المقاوم بطريقة من شأنها تخفيف العبء عن ساحاتها الحالية. ولكن في الوقت الذي يستهدف فيه الصهاينة النظام والوجود الايراني في سوريا باستمرار فهذا الرهان لا يمكن أن يكون واقعيا".

كما قال الكاتب الفلسطيني "محمد خير موسى" المقيم في تركيا، على حسابه في "تويتر"، إن تحرك حماس كان "مؤسفًا ومؤلماً" وما تم "تقديمه في سياق تبرير إعادة العلاقة ليس أكثر من مصالح وهمية وغير حقيقية".

ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين السياسيين أن حماس لا تملك رفاهية رفض الانفراجة مع النظام السوري. وتحافظ حماس على علاقات وثيقة مع إيران التي تمدها بالمال والأسلحة وغيرها من أدوات الدعم اللوجستي، كما تقيم "حماس" علاقات مهمة مع "حزب الله"، وكلاهما (إيران وحزب الله) داعمان رئيسيان للنظام السوري.

وفي الوقت نفسه، وقّعت عدد من الدول العربية، بما في ذلك بعض الدول التي كانت داعمة للقضية الفلسطينية سابقًا، اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، بينما أعادت تركيا العلاقات أيضًا بعد سنوات من التوتر.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة "مخيمر أبو سعدة" إن "حماس عالقة بين خيارين: إما البقاء بمفردها في ظل التطبيع العربي الإسرائيلي وعودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل، أو العودة إلى التحالف الوثيق مع إيران وسوريا وحزب الله".

وأضاف: "حماس تعتقد أن النظام أنهى المعركة داخل سوريا، وأن النظام سيعود قريبا إلى جامعة الدول العربية، كما إن عودة سفراء بعض الدول العربية إلى دمشق يشير إلى بقاء النظام، لذلك تشعر حماس بالقلق بشأن البقاء دون علاقة مع النظام".

وقال مصدر بارز في حماس إن إيران و"حزب الله" بذلوا جهودًا مضنية لاستعادة العلاقات بين حماس وسوريا على مدى الأشهر والسنوات الماضية. وقال هناك شرطان رئيسيان بالنسبة للنظام السوري قبل أن يعيد العلاقات مع حماس: أولا تقديم اعتذار عن الموقف السابق للحركة من الحرب في سوريا، ثانيا عدم السماح لبعض الشخصيات بدخول البلاد مرة أخرى وعلى رأسهم القيادي البارز "خالد مشعل".

وأوضح المصدر أن "حماس رفضت بشكل قاطع الاعتذار، وتم الاتفاق على إصدار بيان يؤكد دعم القيادة السورية، وهذا ما عبر عنه البيان الأخير". وقال إنه يتوقع خلال الأيام المقبلة أن يزور وفد من حماس سوريا برئاسة "موسى أبو مرزوق" أو "خليل الحية" وليس رئيس المكتب السياسي "إسماعيل هنية" في هذه المرحلة.

ولا تتوقع حماس عودة قيادتها إلى الإقامة في سوريا بسبب الوضع الأمني نتيجة القصف الإسرائيلي وعدم الاستقرار في مناطق مختلفة من سوريا. وأوضح أن "إعادة العلاقات ضرورة سياسية ولوجستية في ضوء التحالفات في المنطقة".

المصدر | آدم خليل/ ميدل إيست آي

التعليقات (0)