في مقال بـ"معاريف"

الجنرال إسحاق بريك يكتب: إيال زامير.. أنت على مفترق طرق مصيري

profile
  • clock 16 أبريل 2025, 5:04:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إسحاق بريك - معاريف

رسالة مفتوحة إلى رئيس هيئة الأركان، اللواء إيال زامير.. على مدار أعوام، كنت على علاقة صداقة بك، وقدّمت إليك المشورة حين كنتَ تشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان والمدير العام لوزارة الدفاع، وقد اعتمدتَ توصياتي. كنا متفقَين في الرأي في معظم القضايا المتعلقة بأمن دولة إسرائيل.

وعندما كنتَ مديراً عاماً لوزارة الأمن، عرضتُ عليك وثيقة بعنوان: "توصيات للخمسة أعوام القادمة: استعداد إسرائيل للحرب"، وقد كُتبت هذه الوثيقة على يد خمسة فرق من الخبراء على مدار عام ونصف العام، أنشأتُها تحت مظلة جامعة رايخمان بالتعاون مع البروفيسور بوعاز غانور.

وتناولت خمسة موضوعات رئيسية، حُددت فيها المشكلات، والتوصيات، والحلول المقترحة للتنفيذ:

  • تحديث العقيدة الأمنية
    جاهزية سلاح البر للحرب
    جاهزية الجبهة الداخلية للحرب
    جاهزية جيش الدفاع الإسرائيلي للدفاع والهجوم ضد الصواريخ، والقذائف، والطائرات غير المأهولة (المسيّرات)
    الثقافة التنظيمية في جيش الدفاع الإسرائيلي

وأضيف ملحقَين إلى هذه الموضوعات لاحقاً:

  • جاهزية اللوجستيات والصيانة في الجيش الإسرائيلي للحرب
    أزمة القوى البشرية في الخدمة الدائمة والاحتياط في الجيش الإسرائيلي

أنت، كونك كنت المدير العام لوزارة الدفاع، صادقتَ على الوثيقة، وقررتَ أن تصبح جزءاً من خطة العمل المتعددة الأعوام للوزارة، وعندما تم تعيينك في منصب رئيس هيئة الأركان، كتبتَ إليّ بأنك ستدمج توصيات فرق الخبراء الخمسة في خطة العمل المتعددة الأعوام لجيش الدفاع الإسرائيلي.

آسَفُ بشدة على أنك، مع تعيينك في منصب رئيس هيئة الأركان، أعلنتَ على رؤوس الأشهاد أن سنة 2025 ستكون سنة حرب، وبخلاف سلفك، هرتسي هليفي، فإنك ستحسم المواجهة ضد "حماس"، وستقيم إدارة عسكرية في قطاع غزة، وستتحمّل المسؤولية عن المساعدات الإنسانية، وستسعى لتغيير حكم "حماس"، وتُطلق تصريحات تعلم يقيناً أنك لن تستطيع الوفاء بها.

سألت نفسي: ماذا جرى لإيال زامير الذي يعرف جيداً الوضع الصعب الذي يمر به جيش الدفاع، وعلى الرغم من ذلك يُضلّل الرأي العام؟

لدي إجابة واحدة فقط: تصريحاتك تلك كانت بطاقة وصولك إلى مقعد رئاسة هيئة الأركان. لقد تحولتَ في لحظة إلى الرجل الثقة لبنيامين نتنياهو، مع الولاء الكامل والالتزام الشخصي لرئيس الحكومة، وتنازلتَ عن المصلحة الأمنية الوطنية. أنت تنفذ أوامره كَدُمْيَةٍ يتم تحريكها بالخيوط، وتتنكّر للحقيقة. أنت ببساطة تغطّي على المصلحة الشخصية لبنيامين نتنياهو في استمرار هذه الحرب العبثية السياسية الأهداف، والتي تفتقد الأهداف الأمنية.

مجرد موافقتك على السير جنباً إلى جنب مع بنيامين نتنياهو، على الرغم من معرفتك نيّته كسر وقف إطلاق النار وعدم الالتزام بالاتفاق الذي وقّعه بنفسه، والمضي قُدُماً إلى المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، ووقف القتال، والإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، يعني أنك ساهمت في استمرار القتال، حين منحتَ بنيامين نتنياهو الانطباع بأنك قادر على تنفيذ كل ما لم يقم به سلفك. ومعنى استمرار القتال سيكون موت الأسرى الأحياء في الأنفاق، وتكبُّد قواتنا خسائر، واستنزاف اقتصاد إسرائيل، وتحويلنا إلى منبوذين في نظر العالم، وانحدار إضافي وخطِر في وضع الجيش، بينما أنت تدرك تماماً أن الضغط العسكري لن يعيد إلينا جميع الأسرى، ولن يحسم المعركة ضد "حماس"، ولن يقيم حكماً عسكرياً، وبالتأكيد لن يُسقط حكم "حماس".

في هذا الوضع، لن تكون قادراً على توسيع الجيش أو إعادة تأهيله في مواجهة التهديدات المتصاعدة على جميع حدودنا؛ حيث الأتراك والسوريون في الشمال، و"الإرهاب" في حدود الأردن، ومصر وجيشها يديرون إلينا ظهورهم ويُعدّون قواتهم لحرب ممكنة ضد إسرائيل، فضلاً عن "حماس" وحزب الله اللذين لم نحسم المعركة معهما، و"الإرهاب" القادم من الضفة الغربية، والمتطرفين داخل دولة إسرائيل؛ جميعهم يشكّلون جزءاً من هذا التهديد.

أنت الآن تقف عند مفترق طرق مصيري، ولديك خياران: الأول هو أن تواصل كونك أداة مطيعة في يد رئيس الحكومة، وتستمر في القتال الذي ستكون نتائجه كارثية على الدولة ومواطنيها، والثاني هو أن تعرض على رئيس الحكومة ووزير الدفاع الحقيقة الكاملة بشأن الوضع المتداعي للجيش، وعجزه عن تحقيق الأهداف التي يسعى لها المستوى السياسي، والحاجة الفورية إلى إعادة تأهيل الجيش. فقط وقف القتال، والإفراج عن جميع الأسرى، وإعادة بناء الجيش وتوسيعه استعداداً للمواجهات القادمة، هو الطريق الصحيح. وعندما نصبح أقوياء بما فيه الكفاية، سنكون قادرين على حسم المعركة ضد "حماس" والدفاع عن جميع حدود إسرائيل.

تمسّكك بالحقيقة التي تعرفها جيداً ربما لن يؤثّر بالضرورة في بنيامين نتنياهو ورفاقه، لكنه سيُلزمه أخذ كلماتك في الحسبان. وفي حال واصلت السير في الطريق الذي تسلكه حالياً، فلن يكون في مقدور جيش الدفاع، على المدى البعيد، أن يفي بالمهام المذكورة أعلاه، وقد بدأت الإشارات إلى ذلك تصل إلى مكتبك من جنود الاحتياط، إذ يهدد العديد منهم بوقف تطوعهم للخدمة في الاحتياط.

وبتمسّكك الثابت بالحقيقة، سوف تتجنّب ألم القلب الذي يمكن أن يلازمك طوال حياتك، كما ستتمكّن من إقناع المستوى السياسي بتغيير المسار نحو الطريق الصحيح، بدلاً من المسار الكارثي الذي تقوده الآن مع وزير الدفاع ورئيس الحكومة. الحقيقة تنتصر! وفي نهاية المطاف، ستكشف الحقيقة وتتغلب على الكذب، ومن الأفضل لك، ولنا جميعاً، أن تكون في صف الحقيقة.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)