-
℃ 11 تركيا
-
22 أبريل 2025
الجيش الإسرائيلي: عاملو الإغاثة في رفح لم يُعدموا لكن الجنود اخطأوا وكذبوا
من صحافة العدو..
الجيش الإسرائيلي: عاملو الإغاثة في رفح لم يُعدموا لكن الجنود اخطأوا وكذبوا
-
22 أبريل 2025, 11:13:47 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشر الجيش الاسرائيلي أمس التحقيق حول قتل الـ 15 عامل اغاثة في تل السلطان في رفح في الشهر الماضي. التحقيق يقول بأن قوة للجيش الاسرائيلي اطلقت النار في ثلاث حوادث على سيارات اسعاف وسيارة تابعة للامم المتحدة بالخطأ، الذي احيانا تجاوز التعليمات لأن الجنود اعتقدووا أن السيارة هي لحماس. ولكنه ينفي ادعاءات وشهادات بأن عاملي الاغاثة تم اعدامهم باطلاق النار بدون تمييز، وأن جثثهم تم تكبيلها. حسب التحقيق فان القوة شعرت بالتهديد الفوري واعتقدت أنها تطلق النار على رجال حماس.
كاتبو التحقيق، وعلى رأسهم الجنرال احتياط يوآف هار ايفن، يعتقدون أنه على الاقل اطلاق النار على سيارة الامم المتحدة قامت به القوات بصورة “معقولة بالنسبة للوضع العملياتي”. مع ذلك، اضافوا بأن عدد من جنود القوة كذبوا في تقريرهم عن الحادث – قالوا بأن السيارات سافرت بدون اضواء وبدون تنسيق، وأن واحدة منها لم تكن سيارة اسعاف، وأنه كان هناك 14 قتيل والسيارات تم دفنها بعد يوم أو يومين على الحادثة.
هذه الادعاءات ظهرت في التقرير الاولي للمتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، ومنشورات عن الحادث في البلاد وفي العالم دحضتها حتى قبل اجراء التحقيق.
يتضح ايضا أنه خلافا لادعاءات الجنود بأنهم شعروا بالخطر الفوري، هم لم يلاحظوا أنه كان مع عاملي الاغاثة سلاح، حتى بعد اطلاق النار عليهم. وكتب في التقرير ايضا بأن العقيد طل الكوبي، قائد اللواء 14 الذي في اطاره عملت القوة، اهمل اعدادهم للعمليات وسيتلقى ملاحظة تحذير انضباطية في ملفه الشخصي. نائب قائد دورية غولاني، ضابط الاحتياط الذي قاد القوة المسؤولة عن الحادث، سينهي وظيفته “بسبب مسؤوليته، وبسبب التقرير الناقص وغير الدقيق حول الحادث”.
الحادث الذي كان في ليلة 23 آذار بدأ تقريبا في الثالثة فجرا عندما كان جنود احتياط في كتيبة دورية غولاني في كمين من اجل العثور على مخربين. ثلاثة احداث اطلاق نار حدثت في غضون بضع ساعات. تقريبا الساعة الرابعة فجرا اطلقت القوة النار على سيارة اسعاف تم نسبها لحماس وقتلت اثنان. وقد تحدث مستجوب في الكتيبة مع احد المسعفين الذين تم اعتقالهم، وبناء على المحادثة توصل الى أن هؤلاء كانوا من اعضاء حماس. حسب الاستجواب فانه في الصباح فقط تبين عدم وجود أي علاقة بين المسافرين في سيارة الاسعاف وحماس، وتم الافراج عن المعتقل.
الحادث الثاني كان في الساعة الخامسة وست دقائق عندما اطلقت القوة النار على قافلة عاملي الاغاثة، لأنهم خرجوا من سيارات الاسعاف وسيارات الاطفاء قرب القوة، التي شعرت بأنها مهددة بصورة حقيقية وفورية. نائب قائد الدورية اعتقد أن السيارات تخدم حماس “بسبب مجال الرؤية المحدود في الليل”، وقرر اطلاق النار. فقط عندما بزغ الفجر، كتب في التحقيق، لاحظ الجنود بأن هؤلاء طواقم انقاذ، 12 عامل اغاثة قتلوا في هذه الحادثة.
نتائج التحقيق
في الساعة 5:18 اطلقت القوة النار على سيارة فلسطينية تابعة للامم المتحدة. “نتيجة خطأ في ادراك الظروف العملياتية” وقتل عامل آخر. حسب التحقيق فان 6 من بين الـ 15 قتيل تم تشخيصهم كمخربين في حماس. كاتبو التحقيق قالوا إن الحادثين الاولين كانا “بسبب ادراك عملياتي خاطيء للقوة”، لأنهم قدروا أن أمامهم تهديد حقيقي لقوة معادية. في المقابل جاء في التحقيق أن اطلاق النار في الحادث الثالث تم خلافا للتعليمات.
قائد اللواء قرر تدمير سيارات الاسعاف ودفن الجثث في المنطقة. في التحقيق تم الادعاء بأن قرار جمع الجثث وتغطيتها استهدف منع المس بها ومن اجل فتح الطريق، وليس لاخفاء الحادث. حسب اقوالهم هذا القرار حتى تم تنسيقه مع الامم المتحدة ومؤسسات دولية تعمل في القطاع. ورغم ذلك جاء أن تدمير سيارات الاسعاف تم بتقدير خاطيء، هدفه كان منع كشف قوات الجيش الاسرائيلي.
ايضا تم الادعاء بأن خلفية الحادث تنبع من “التجربة العملياتية التي اثبتت مرات كثيرة بأن حماس تستخدم الطواقم الطبية في عمليات ارهابية، بما في ذلك استخدام سيارات الاسعاف لنقل المخربين والسلاح”. اضافة الى ذلك قالوا في الجيش بأن “الجيش يأسف بسبب المس باشخاص غير متورطين”، وأنه “تم توضيح وابراز التعليمات فيما يتعلق بالحذر المطلوب بالنسبة لطواقم الانقاذ والطواقم الطبية”. نتائج التحقيق سيتم نقلها من اجل فحصها في النيابة العسكرية.
الشهادات الخارجية
في الاسبوع الماضي نشرت “نيويورك تايمز” بأنه من تقارير تحليل جثث 14 من عمال الاغاثة تبين أن معظمهم اطلقت النار عليهم عدة مرات، واربعة منهم اطلقت النار على رؤوسهم. في التقارير كتب أنه ربما أن اثنين من عاملي الاغاثة قتلوا بسبب انفجار. رئيس وحدة الطب الشرعي التابعة لوزارة صحة حماس، الدكتور احمد ظاهر، قال إن الجثث تم العثور عليها في حالة تحلل، لذلك لا يمكن تحديد هل عاملي الاغاثة اطلقت النار عليهم من مسافة قريبة.
منذر عبد، المتطوع في الهلال الاحمر والذي كان في قافلة المساعدة ونجا، شهد بأن الجنود اطلقوا النار على سيارات الاسعاف رغم أن اضواء الطواريء كانت مشغلة. الجيش في البداية قال بأن السيارات سافرت والاضواء مطفأة، لكن فيلم اكتشف في هاتف أحد القتلى ونشر في “نيويورك تايمز”، أكد على اقوال عبد. المتطوع شهد في مقابلة مع “الغارديان” بأن الجنود قاموا بجره بالقوة من سيارة الاسعاف، وبعد ذلك خلعوا ملابسه وعذبوه وضربوه وحققوا معه. “بعد فترة قصيرة جاء ضابط وأمر الجنود بالتوقف”، قال. وقال ايضا بأنه لم يكن في داخل سيارة الاسعاف أي مسلحين خلافا لادعاء الجيش بأنه في تلك الحادثة قتل ستة مسلحين من حماس والجهاد الاسلامي.
دفن السيارات بجوار الجثث
حسب اقوال عبد فان الجنود دفنوا سيارات الاغاثة بواسطة جرافة. مشاركون في عملية انقاذ جثث عاملي الاغاثة في بداية الشهر أيدوا روايته وقالوا إن الجثث والسيارات تم دفنها تحت اكوام الرمال وأنه فوق كومة رمال تم وضع مصباح دوار لسيارة الاسعاف. واضافوا أنه عثر على دلائل تشير الى أن عاملي الانقاذ اطلقت النار عليهم بعد اخراجهم من السيارات. أحد المشاركين في عملية الانقاذ قال للصحيفة بأن جثة كانت مكبلة الارجل، الامر الذي يعزز حسب قوله الاشتباه بأن عدد من القتلى تم اعدامهم. الهلال الاحمر أيد روايته، ووزارة الصحة في القطاع التي تسيطر عليها حماس قالت إن ايدي عدد من القتلى كانت مقيدة.
الهلال الاحمر وجهاز الدفاع المدني قالوا إن عمال الاغاثة الذين قتلوا هم مصطفى خفاجة، عز الدين شعث، صالح معمر، رفعت رضوان، محمد بهلول، اشرف أبو لبدة، محمد الحيلة، رائد الشريف، يوسف خليفة، فؤاد الجمل، زهير الفرا، انور العطار، سمير البهابشة، ابراهيم المغاري وكمال محمد شحتوت. باستثناء الـ 15 قتيل فان المسعف اسعد النصاصرة، الذي كان في قافلة الاغاثة، اختفى اثره منذ الحادث. الهلال الاحمر اعلن في بداية الاسبوع بأن اللجنة الدولية للصليب الاحمر قالت له بأن النصاصرة محتجز لدى اسرائيل، وعبد شهد في مقابلة “الغارديان” بأنه شاهده وهو يعتقل على يد الجنود. الجيش الاسرائيلي لم يرد على سؤال “هآرتس” بهذا الشأن.
بقلم: الكاتب الاسرائيلي ينيف كوفوفيتش
المصدر: هآرتس










