الخبير العسكري اللواء "علي ناجي عبيد" لـ"180 تحقيقات": قيام دولة فلسطينية مستقلة هو الحل.. و تصريحات ترامب بشكل صريح تخدم الصهيونية.. ومصر قلب الأمة العربية (حوار)

profile
  • clock 9 فبراير 2025, 12:46:13 م
  • eye 108
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
اللواء الركن "علي ناجي عبيد"

◄حل القضية الفلسطينية هو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة

◄ تصريحات ترامب بشكل صريح تخدم الصهيونية 

◄ لا تشابه بين القضية الفلسطينية واليمنية والسورية واللبنانية

◄ القضية اليمنية مركبة جزئها الأول هو سيطرة نظام صنعاء السابق على الجنوب في حرب ١٩٩٤م 

◄القضية اللبنانية هي إمتداد للقضية الفلسطينية

◄القضية السورية هي نتاج ما سمي بالربيع العربي التي بدأت سلمية وتحولت إلى العنف الشديد

◄حل القضية السورية يكمن بقيام دولة مدنية تشكيل حكومة شراكة وطنية 

◄ جمهورية مصر العربية تعتبر قلب الأمة العربية النابض إن نهضت نهض العرب والعكس صحيح

◄مفاتيح الحل للقضية الفلسطينية عديدة أهمها موقف فلسطيني داخلي موحد يدعمه موقف عربي إسلامي

 

قال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني اللواء الركن "علي ناجي عبيد"، إن حل القضية الفلسطينية هو قيام الدولتين الفلسطينية المستقلة ذات السيادة إلى جانب الدولة الإسرائيلية أو الدولة الواحدة أو عودة المستوطنين اليهود إلى حيث أتوا من مهاجرهم في الشتات.

 

 

اللواء الركن "علي ناجي عبيد"

 

وأضاف عبيد في حوار خاص لـ"180 تحقيقات"، أن  تصريحات ترامب بشكل صريح تخدم الصهيونية فإذا كان العالم إلى ما قبل فوز ترامب يسعى ويتسابق لإسترضاء الولايات المتحدة الأمريكية، فالإدارات الأمريكية الديمقراطية والجمهورية تسعى وتتسابق لإسترضاء الصهيونية المتحمكة على القرار الأمريكي عبر لوبياتها المتوغلة في المجتمع الأمريكي مستخدمة أقذر الأساليب في سبيل ذلك التحكم وها هو ترامب يصرح بما لم يتوقعه الكثير من سياسيي ومفكري الصهاينة بل ومنهم من اعتبره من المستحيلات وبالذات ما يخص القضية الفلسطينية بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام ،فالتصريح بترحيل الشعب الفلسطيني من غزة يعتبر أكبر هدايا ترامب المعبر عن أعلى مراحل التطرف للتطرف الصهيوني بما لا يدع مجالا للمنافسة من قبل الحزب الديمقراطى.



◄وإليكم نص حوار 180 تحقيقات مع الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني اللواء الركن "علي ناجي عبيد"

 

◄ما هي أوجه التشابة بين القضية الفلسطينة واليمنية واللبنانية والسورية؟

 

 لا تشابه بين القضية الفلسطينية واليمنية والسورية واللبنانية كون القضية الفلسطينية قضية إحتلال إستيطاني قائم على أساطير لا وجود ما يثبتها تاريخياً ولا في الآثار رغم نخل فلسطين بالتنقيبات الإسرائيلية ضمن محاولات إثبات تلك الدعاوى الصهيونية وقد ناقش الباحث الفرنسي روجيه جارودي ذلك بدقة في كتابه الهام ( الأساطير المؤسسة لإسرائيل) الذي آثار عليه الهجمات الصهيونية حينها. إنها قضية إحتلال إستيطاني صهيوني قائم على إحتلال الأرض وتهجير سكانها الحقيقين.
 القضية اليمنية مركبة جزئها الأول هو سيطرة نظام صنعاء السابق على الجنوب في حرب ١٩٩٤م بالتحالف مع قوى الإرهاب بالإنقلاب الكامل على إتفاقية الوحدة المعلنة في مايو ١٩٩٠م ومن ثم قيام الحراك الجنوبي في يوليو ٢٠٠٧ المطالب بفك الإرتباط حتى قيام المجلس الإنتقالي الجنوبي عام ٢٠١٧ لتحقيق نفس الهدف ولم القضية الجنوبية قائمة رغم مشاركة الإنتقالي في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا ومعظم الجنوبيين يعتبرون هذه المشاركه خطوة هامة للإعتراف بقضيتهم.
 الجزء الثاني هو قيام المليشيات الحوثية (حركة أنصار الله ) المدعومة من إيران والتي أدخلت أمريكيا في قائمتي الإرهاب العالمية والأجنبية ، وهي التي قامت بإنقلاب مليشاوي بالتحالف مع جناح علي عبدالله صالح من المؤتمر الشعبي العام عام ٢٠١٤ بإحتلالها صنعاء ثم محاولتها التوسع جنوباً حيث لاقت مقاومة شعبية قوية تم دعمها لا حقا من التحالف المكون من ١٣ دولة عربية منها جمهورية مصر العربية بقيادة المملكة العربية السعودية.
 لم تزل الحرب قائمة وعلى إثر تهديد الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب تشكل تحالف الإزدهار بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهتم ،لم يتوفر القرار السياسي لضربهم بقوة الذي ربما يتوفر في رئاسة ترامب.لم تزل هذه المليشيات تسيطر على صنعاء وتشن حملاتها العسكرية الداخلية مهدداً للسلم الاجتماعي الداخلي مما خلق أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم وكذا تهدد الأمن الإقليمي والدولي بشكل كبير وستظل بدعم إيراني حتى يتم إجتثاثها قريباً بتعاون إقليمي ودولي. مع العلم أن نهاية تلك المليشيات الحوثية لا يعني أنها الحل للقضية اليمنية فحلها النهائي الذي يستثني الفتن والحروب مستقبلا هو استعادة دولتي ما قبل الوحدة أي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والعمل على إعادة إنتاج الوحدة وفق برامج واضحة وبضمانات عربية ودولية كون الوحدة قُتلت وأصبحت قاتلة  
القضية اللبنانية هي إمتداد للقضية الفلسطينية بدأت عند نشؤ المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان ثم إحتلال جنوب لبنان فقيام مقاومة لبنانية ضد الإحتلال الإسرائيلي من جميع القوى اللبنانية اليسارية جنباً إلى جنب مع المقاومة الفلسطينية فتراجعت المقاومة الفلسطينية واللبنانية اليسارية على إثر خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام ١٩٨٢م لتتقدم المقاومة اللبنانية بقيادة حركة أمل وحزب الله لتتراجع حركة أمل لينفرد حزب الله الذي خاض حرب صيف ٢٠٠٦ ليخرج بالقرار الأممي ١٧٠١ الذي على أساسه تم الإتفاق مع إسرائيل في الحرب الأخيرة التي لم تزل إتفاقياتها هشة سواء مع الجانب اللبناني أو مع حماس في غزة.
حل القضية اللبنانية أولا تنفيذ القرار ١٧٠١ مع إسرائيل وتشكيل حكومة شراكة وطنية.

 

◄ما هي سبل وحلول هذه القضايا؟

 

 حل القضية الفلسطينية هو قيام الدولتين الفلسطينية المستقلة ذات السيادة إلى جانب الدولة الإسرائيلية أو الدولة الواحدة أو عودة المستوطنين اليهود إلى حيث أتوا من مهاجرهم في الشتات.

القضية السورية هي نتاج ما سمي بالربيع العربي التي بدأت سلمية وتحولت إلى العنف الشديد اشتركت فيها مختلف القوى السياسية والدينية شديدة الإختلاف فيما بينها تدعمها قوى دولية ذات أهداف مختلفة هي أيضا ما أطال من زمن الحرب لحوالي ١٥ عاما أكلت الأخضر واليابس لتأتي المفاجأة بإنهيار نظام الأسد لتفرض هيئة تحرير الشام سيطرتها على دمشق ومعظم سوريا لتلاقي إعترافا دوليا معظمه مشروطا ولم تزل تعاني من وجودها ضمن قائمة الإرهاب الدولية ومن العقوبات الدولية المفروضة على النظام السابق ومن خلافات مع كثير من فصائل المقاومة المسلحة لنظام الأسد وعلى رأسها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.


حل القضية السورية يكمن بقيام دولة مدنية تشكيل حكومة شراكة وطنية تهيئ لإنتخابات ديمقراطية حقيقية.

 


وأرى أن على هيئة تحرير الشام الإستفادة من تجربة العراق بعد الإحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣ وبالذات سلبيات الإجتثاث والتصرفات الإنتقامية وبروز الطائفية بشكلها السافر والتصرفات الإنتقامية إلخ وأرى أن العمل على قاعدة العفو العام وأن ( الإسلام يجب ما قبله)هو الأسلم.


من نواح أخرى ذات صلة أتوقع أن تتغير التحالفات السياسية على ضوء ما تشكله إسرائيل من عدوان سافر على الأرض السورية وتدمير مقدرات الشعب السوري وممتلكاته بإستهداف تركة الجيش السوري السابق ومراكز البحوث والاستيلاء على أراض سورية ومواصلة الاستفزازات المرفوضة من مختلف القوى المتباينة في الداخل السوري وفي الجوار ،فقد نرى في الغد تحالفا قوياً مع قوى تدعمها تركيا مع قوى تدعمها إيران بل وقد نرى تحالفات إقليمية جديدة تجمع المختلفين سنة وشيعة ويسار ويمين مدعومة من قوى دولية ضد محاولات الهيمنة الإسرائلية على المنطقة.

 

اللواء الركن "علي ناجي عبيد"


◄ بعد تصريحات ترامب التي أثارت الجدل على مستوي العالم.. برأيك ما ما وراء هذه التصريحات؟

 

 تصريحات ترامب بشكل صريح تخدم الصهيونية فإذا كان العالم إلى ما قبل فوز ترامب يسعى ويتسابق لإسترضاء الولايات المتحدة الأمريكية ،فالإدارات الأمريكية الديمقراطية والجمهورية تسعى وتتسابق لإسترضاء الصهيونية المتحمكة على القرار الأمريكي عبر لوبياتها المتوغلة في المجتمع الأمريكي مستخدمة أقذر الأساليب في سبيل ذلك التحكم وها هو ترامب يصرح بما لم يتوقعه الكثير من سياسيي ومفكري الصهاينة بل ومنهم من اعتبره من المستحيلات وبالذات ما يخص القضية الفلسطينية بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام ،فالتصريح بترحيل الشعب الفلسطيني من غزة يعتبر أكبر هدايا ترامب المعبر عن أعلى مراحل التطرف للتطرف الصهيوني بما لا يدع مجالا للمنافسة من قبل الحزب الديمقراطى.


ما جعل ترامب يتطرف إلى هذا الحد هو استهانته بالعرب والمسلمين بشكل خاص والعالم بشكل عام ،فالعرب والمسلموب تفرجوا ولا شك ليس بإرتياح على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة ومعه جنوب لبنان نتيجة لحسابات داخلية ضيقة ما جعلهم رغم ما لديهم من قوة إن استخدموها ولو بقليل من البصيرة محط استهانة ترامب واستغراب حتى أعتى أعدائهم وسيأتي الدور على البقية فترامب كما صرح أخيراً ليس مستعجل على أمره في ترحيل الشعب الفلسطيني وبعدها ترحيل الأنظمة  العربية والإسلامية بزعمائها بالتتالي ( مش دفعة واحدة) حتى لا يصاب بعسر الهضم.


وراء تصريحات ترامب التي أثارت العالم كما تفضلت بسؤالك صنع عالم خانع يمشي بإشارة الولايات المتحدة الأمريكية كإمبراطورية تتحكم بالعالم بشكل عام وبالشرق الأوسط بشكل خاص عبر أقذر الأدوات المتمثلة بالصهيونية وحكومتها المتطرفة.

 

◄ كيف تصدت القاهرة لكل المخططات منذ اليوم الأول لأحداث السابع من أكتوبر لإستهداف القضية الفلسطينية؟

 


 جمهورية مصر العربية تعتبر قلب الأمة العربية النابض إن نهضت نهض العرب والعكس صحيح، لقد شكلت نهضتها في أواسط القرن الماضي نهضة ليس للعرب فحسب بل ولمعظم أفريقيا وآسيا كما شكلت مثلاً يحتذى به لشعوب أمريكا اللاتينية ، وهاهي أم الدنيا تثبت أنها كذلك برفضها القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني وكم كان مصيبا الرئيس عبدالفتاح السيسى برفضه القاطع للتهجير وإعادة النظر في ذلك للشعب المصري الذي هب وراءه بكل قواه ليس رفضاً للتهجير فحسب ولكن لكل أساليب الهيمنة الصهيو أمريكية مما أعطى مثلا يحتذى به لكل البلدان العربية والإسلامية ولكل العالم.يمكني القول نهضت مصر العالم العربي والإسلامي ينهض.


◄ كيف أشعلت تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين غضب المجتمع الدولي؟


عبرت شعوب العالم عن غضبها الشديد من حرب الإبادة الجماعية في غزة عبر أشكال عديدة من المسيرات والوقفات الإحتجاجية وتقديم الدعاوي إلى المحاكم الدولية وكثير من أشكل الغضب والإحتجاج بما في ذلك داخل الولايات المتحدة ودول أوروبا.تعاضمت الإحتجاجات على مستوى العالم ضد التصريحات الترامبية المتغطرسة بالتهجير وثقته أن مصر والأردن ستوافقان وإلحاقه بتصريح أنه يتعامل مع الأرض الفلسطينية وشعبها كمسألة عقارية.


الغضب العالمي يتعاضم لكن تكمن المسألة بفن إستغلاله وهاهي مصر ومعها المملكة العربية السعودية وكل الشعوب العربية تعمل على إنضاج موقف عربي إسلامي موحد مدعوماً عالميا.


◄ ما هي مفاتيح الاستقرار للقضية الفلسطينية؟


مفاتيح الحل للقضية الفلسطينية عديدة أهمها موقف فلسطيني داخلي موحد يدعمه موقف عربي إسلامي قوي يحشد معه موقف دولي في ظل ظروف مواتية في اللحظة الراهنة لتحقيق حل الدولتين.


◄ كيف كشفت تصريحات ترامب الوجه الاستعماري لأمريكا وعززت وحدة الشعب المصري؟


جاء ترامب ليكشف الوجه الحقيقي للإمبريالية الأمريكية ونواياها الإمبراطورية ليس تجاه القضية الفلسطينية أو العرب والمسلمين ولا الشرق الأوسط منفرداً فحسب بل وتجاه العالم بأسره بدء من أقرب حلفائه والصق جيرانه مثل كندا والمكسيك وأوروبا.


إستهانته بالشعوب العربية والإسلامية لم تلق سكوتا بل أُعتبرت شرارة إشعال نيران الغضب العربي والعالمي وجرس تنبيه قوي للمشاعر الوطنية وإيقاض للإرادات الجماهيرية.


الشعب المصري لم يغفل قط ،أستطيع أن أقول لك بكل ثقة بأن هناك تطبيع عبر اتفاقية سلام مع إسرائيل وُقعت من قبل نظام لكنها ظلت مرفوضة شعبياً والشواهد لا تحصى ، النظام الحالي برئاسة السيسي عبر عن مشاعر الشعب بإرساله تلك الرسائل الواضحة بأن تلك الإتفاقية في خطر إثر تصريحات ترامب الفجة.
أرى بأن مظاهر وحدة الشعب المصري تكرر وحدته في مواجهة الكيان الصهيوني في حرب الإستنزاف في ستينيات القرن الماضي في عهد الزعيم المصري العربي جمال عبدالناصر.
ستظل هذه الوحدة الوطنية المصرية لكل قواه مثلاً يحتذى للشعوب العربية والإسلامية ولكل شعوب العالم.

 

اللواء الركن "علي ناجي عبيد"

التعليقات (0)