- ℃ 11 تركيا
- 3 فبراير 2025
الداعية الشيخ خالد سعد يكتب: جنين تحت النار.. عندما يكون الصمت خيانة!
الداعية الشيخ خالد سعد يكتب: جنين تحت النار.. عندما يكون الصمت خيانة!
- 3 فبراير 2025, 6:51:03 م
- 65
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جنين تحت النار
الحمد لله القوي المتين، ناصر المستضعفين، وقاهر الجبابرة والمجرمين، والصلاة والسلام على سيد المجاهدين، وإمام المرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد..
ها هي جنين، عرين الأسود، قلعة المقاومة، ومقبرة الغزاة، تُباد تحت سمع العالم وبصره! تُدمر البيوت، وتُسفك الدماء، وتُستباح الحرمات، ولا رادع، ولا مانع، ولا مستنكر إلا القلة الذين ما زالت في قلوبهم غيرة على الإسلام وأهله.
لماذا تُستهدف جنين؟
ما يحدث اليوم ليس مجرد اجتياح عسكري، بل رسالة واضحة لكل من لا يزال مخدوعًا بأوهام "السلام" المزعوم!
هذه ليست غزة، ولا جنوب لبنان، ولم تشهد عمليات أسر لجنود الاحتلال، ولم تكن فيها حرب طوفان الأقصى، ومع ذلك يُمارس فيها الاحتلال أبشع الجرائم! إذن، ما العذر الذي بقي لمن يراهن على التفاوض والاتفاقيات؟!
أين اتفاقيات أوسلو؟! أين "التنسيق الأمني"؟!
أين وعود الاحتلال بالحفاظ على مناطق السلطة الفلسطينية؟! لقد سقط القناع، واتضح للجميع أن هذه الاتفاقيات لم تكن سوى خدعة لتمكين العدو من التغلغل أكثر، وأن كل من راهن عليها كان مجرد شريك في الجريمة، سواء علم بذلك أم لم يعلم!
التنسيق الأمني.. طعنة في ظهر المقاومة!
ما يحدث في جنين ليس مجرد عدوان صهيوني، بل هو نتيجة خيانة مستمرة منذ سنوات! هؤلاء الشباب الذين يُستهدفون اليوم، كم مرة طاردتهم الأجهزة الأمنية وسلّمتهم للصهاينة؟!
كم عملية فدائية تم إحباطها لصالح الاحتلال؟!
كم بيتًا للمجاهدين داهمته السلطة الفلسطينية، ثم قُصف لاحقًا بصواريخ الاحتلال؟!
أليس هذا خزيًا وعارًا؟!
لقد صرخنا مرارًا: من لم ينصر غزة، فالدور قادم عليه لا محالة! ومن خذل المجاهدين، فسيذوق طعم الخيانة حين ينقلب عليه الاحتلال بعد أن يستنفد خدماته! (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) [المائدة: 51]
الصهاينة لا يعرفون إلا لغة القوة! يا أمة الإسلام، لا يخدعنّكم الإعلام الكاذب ولا السياسيون الخائنون، فالصهاينة لا عهد لهم ولا ميثاق، وهذه عقيدتهم منذ الأزل: يعتقدون أن دولتهم ستكون"من النيل إلى الفرات.. أرضك يا إسرائيل!"
ويقولون “القدس لنا وحدنا.. ولن يبقى فيها مسلم واحد!” ويعتقدون أن “العرب مجرد عبيد خُلقوا لخدمتنا!” هذا هو المشروع الصهيوني الحقيقي، وليس مجرد "دولة" تبحث عن الأمن! إنهم يسعون لاحتلال كل بلاد المسلمين، وإن لم نوقفهم اليوم، فسيصلون إلى مكة والمدينة! (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) [التوبة: 36]
إلى الأمة الإسلامية.. هل تنتظرون دوركم؟
أيها المسلمون، هل تظنون أن الصهاينة سيتوقفون عند جنين؟! هل تظنون أنهم سيكتفون بالقدس؟! هل تعتقدون أنهم لن يصلوا إلى بلادكم، إن لم توقفوهم الآن؟!
إنهم لا يتوقفون إلا إذا واجهتموهم بالقوة! (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة: 120]
فستذكرون ما أقول لكم! يا أمة الإسلام، لا تقولوا لم نكن نعلم، ولا تدّعوا أنكم لم تسمعوا التحذير!
إنها معركة عقيدة ووجود، وليست مجرد قضية أرض وحدود! إما أن نكون أمة قوية تدافع عن دينها ومقدساتها، أو نستحق الذل والهوان!> (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ) [غافر: 44]
اللهم إنا قد بلغنا.. اللهم فاشهد! وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.