-
℃ 11 تركيا
-
19 أبريل 2025
د.رامي أبو زبيدة يكتب: عدم وجود مؤشرات على خفض التصعيد أو التوصل إلى حل أو اتفاق قريب
د.رامي أبو زبيدة يكتب: عدم وجود مؤشرات على خفض التصعيد أو التوصل إلى حل أو اتفاق قريب
-
18 أبريل 2025, 8:54:49 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عدم وجود مؤشرات على خفض التصعيد أو التوصل إلى حل أو اتفاق قريب
تحليل_اليوم الجمعة 18/4
شهد قطاع غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية نشاطًا عسكريًا إسرائيليًا مكثفًا، تركز بشكل خاص في مناطق خان يونس وجباليا ومحور رفح، وشمل غارات جوية وعمليات برية محدودة في رفح ، حيث أفادت مصادر فلسطينية ووكالات أنباء دولية عن سقوط ما لا يقل عن 27 إلى 37 شهيدا في يوم 17 أبريل وحده، مع تجاوز إجمالي عدد الضحايا منذ أكتوبر 2023 51000 شهيدًا، والغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال.
إلى ذلك أعلن خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس وفدها التفاوضي، عن استعداد الحركة للدخول الفوري في مفاوضات بشأن "رزمة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة. وأكد أن هذه الرزمة تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وشدد الحية على أن أي اتفاق يجب أن يشمل وقفًا كاملًا للحرب على غزة، وانسحابًا إسرائيليًا كاملًا من القطاع، وبدء عملية إعادة الإعمار، وإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وقد رفض الحية بشكل قاطع المقترحات الإسرائيلية الأخيرة التي وصفها بـ "الحلول الجزئية" أو "الصفقات الجزئية"، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستخدام هذه المقترحات كغطاء لأجندته السياسية القائمة على إطالة أمد الحرب. وأكد أن حماس لن تكون جزءًا من تطبيق هذه السياسة.
تحليل السياق والدوافع:
تأتي تصريحات خليل الحية في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وبعد انهيار هدنة سابقة في مارس 2025. ويبدو أن حماس تسعى من خلال هذا الطرح إلى تحقيق عدة أهداف:
⭕ إنهاء الحرب بشكل دائم: بعد شهور من القتال والدمار، تصر حماس على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يضمن عدم تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية.
⭕ تحقيق مكاسب استراتيجية: تربط حماس قضية الأسرى بإنهاء الحصار وانسحاب القوات الإسرائيلية، وهو ما يمثل تحقيقًا لأهداف رئيسية تسعى إليها.
⭕ رفض الحلول المؤقتة: يبدو أن حماس فقدت الثقة في إمكانية التزام إسرائيل بالهدن المؤقتة، وتسعى إلى اتفاق شامل يضمن حقوق الفلسطينيين على المدى الطويل.
⭕ الضغط على نتنياهو: تتهم حماس نتنياهو بتعطيل المفاوضات من أجل مصالحه السياسية، وتسعى إلى وضعه تحت ضغط دولي وإقليمي لقبول مطالبها.
⭕ التوافق مع مواقف دولية: يرحب الحية بموقف المبعوث الأمريكي الخاص بقضية الأسرى، آدم بوهلر، الذي يدعم حل قضية الأسرى والحرب معًا، وهو ما يشير إلى محاولة من حماس لإيجاد نقاط التقاء مع أطراف دولية فاعلة.
ردود الفعل الأولية:
كما هو متوقع، قوبل عرض حماس برفض من الجانب الإسرائيلي. فقد وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جيمس هيويت، تصريحات حماس بأنها دليل على أنها "غير مهتمة بالسلام بل بالعنف الدائم". وأكد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن إسرائيل لن تستسلم لحماس ولن تنهي الحرب دون تحقيق "النصر الكامل" وعودة جميع الأسرى، داعيًا إلى تصعيد القتال. وبالمثل، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إلى مواصلة القتال حتى "استسلام النازيين من غزة".
يبدو أن استراتيجية الاحتلال التي تعتمد على الضغط العسكري لتحقيق إطلاق سراح الأسرى قد تكون ذات نتائج عكسية وتزيد من تعقيد الوضع، حيث تتبادل الأطراف الاتهامات وتحافظ على مواقف متباعدة بشأن شروط أي اتفاق محتمل، ويشير إصرار حماس على وقف شامل لإطلاق النار إلى أن هذه العمليات قد تزيد من تصلب موقف حماس وتزيد من المخاطر التي يتعرض لها الأسرى الإسرائيليين.
كما أن الخلاف الجوهري بين مطالبة إسرائيل بنزع سلاح حماس كمقدمة لوقف دائم لإطلاق النار وإصرار حماس على انسحاب إسرائيلي كامل كشرط لأي اتفاق نهائي قد خلق مأزقًا كبيرًا في مفاوضات الأسرى.
يشير رفض حماس للعروض المؤقتة والجزئية إلى مزيد من الجمود في التوصل إلى حل. بالإضافة إلى ذلك، تسلط الآراء المتباينة داخل إسرائيل بين موقف الحكومة المتشدد، كما يتضح من تصريحات الوزراء، والدعوات المتزايدة من عائلات الاسرى وأجزاء من الجمهور الإسرائيلي إلى صفقة تنهي الحرب، الضوء على الانقسامات الداخلية بشأن أفضل طريقة لتأمين إطلاق سراح الاسرى. يمكن لهذا الضغط الداخلي أن يؤثر على قرارات الحكومة المستقبلية بشأن المفاوضات والعمليات العسكرية.
التقدير الختامي:
يعكس خطاب خليل الحية إصرار حماس على التوصل إلى حل شامل ودائم في غزة بتوافر ضمانات دولية، ورفضها للحلول الجزئية التي تعتبرها غير كافية ولا تلبي مطالبها الأساسية. وبينما يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين مواقف حماس وإسرائيل، فإن الضغط الدولي والإنساني المتزايد قد يدفع الأطراف إلى إعادة النظر في مواقفها والانخراط في مفاوضات جديدة، وعليه لا يزال الوضع في غزة متوترًا للغاية مع عدم وجود مؤشرات فورية على خفض التصعيد أو التوصل إلى حل او اتفاق بناءً على المعلومات المتاحة.
يتم تحديث هذا التحليل بشكل يومي بناء على تطور الأحداث









