-
℃ 11 تركيا
-
19 أبريل 2025
فؤاد بكر يكتب: إسرائيل على حلبة الصراع تتصبب عرقًا
فؤاد بكر يكتب: إسرائيل على حلبة الصراع تتصبب عرقًا
-
18 أبريل 2025, 9:08:59 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فؤاد بكر يكتب: إسرائيل على حلبة الصراع تتصبب عرقًا
في خضم سلسلة من الأزمات المعقدة التي تتداخل فيها التحديات الداخلية والخارجية، تجد إسرائيل نفسها على حافة أزمة غير مسبوقة تهدد استقرارها السياسي والأمني. من تسريبات تكشف عن تصدعات عميقة بين الأجهزة الأمنية الاسرائيلية والسلطة السياسية، إلى ضغوط دولية متزايدة لإنهاء الحروب والصراعات الإقليمية، يبدو أن إسرائيل في مواجهة أخطر اختبار وجودي في تاريخها الحديث. فبين حرب غزة والملف النووي الإيراني، مرورًا بتوتراتها مع تركيا والسعودية، تصبح التحديات الداخلية والخارجية أكبر من أي وقت مضى. إسرائيل اليوم تقف على مفترق طرق يعيد رسم خريطة المنطقة بأكملها.
الأزمات الداخلية في إسرائيل: تصدعات داخلية تهدد استقرار الدولة
في واحدة من أخطر الأزمات التي تهزّ العلاقات بين الأجهزة الأمنية والسلطة السياسية، كشفت تسريبات من جهاز الشاباك عن تحذيرات خطيرة من احتمالية انهيار داخلي. الأزمة تتعدى حدود المجتمع لتصل إلى المؤسسة العسكرية نفسها، مع تسريبات تشير إلى أن وحدات عسكرية نخبوية قد ترفض تنفيذ أوامر في حال انفجار الوضع الداخلي. هذه الأزمة ليست مجرد نزاع سياسي، بل تهدد بتغيير شكل النظام الإسرائيلي نفسه، حيث يبرز مشروع التعديلات القضائية كتهديد مباشر لهيكل السلطة داخل الدولة.
فيما اثارت الوثائق المسرّبة موجة من الجدل داخل الشاباك، حيث بات الحديث عن "الخيارات غير التقليدية" لتصحيح المسار الداخلي موضوعًا ساخنًا. وقد جاء ردّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سريعًا وحادًا، حيث اتهم أطرافًا داخل الشاباك بمحاولة "الانقلاب الصامت"، معتبرًا أن هذه التسريبات تشكل تهديدًا لأمن الدولة. الأزمة تتفاقم بسرعة، مما يجعل إسرائيل في مواجهة خطر داخلي غير مسبوق.
الضغوط الأمريكية لإنهاء حرب غزة: التحديات الدولية تتصاعد
في أبريل 2025، تزايدت الضغوط الأمريكية على رئيس الوزراء نتنياهو لوقف الحرب في قطاع غزة. مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أرسل مبعوثه الخاص ستيفن ويتكوف إلى إسرائيل للضغط على نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي رسالة صارمة، طالب ويتكوف إسرائيل باتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء الصراع. ومع ذلك، رفضت حركة حماس أي اتفاق لوقف إطلاق النار قبل تحقيق شروطها، مما جعل جهود الوساطة الأمريكية تواجه صعوبات كبيرة وسط التعنت من جميع الأطراف.
القلق الإسرائيلي من التقارب الأمريكي – الإيراني: تهديدات نووية تلوح في الأفق
مع كل جولة جديدة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، تزداد المخاوف الإسرائيلية من تقارب محتمل بين واشنطن وطهران. اذ يعتبر رئيس الوزراء نتنياهو ان أي اتفاق قد يخفف من العقوبات على طهران فهو بمثابة تهديد مباشر لأمن إسرائيل. هذا القلق يعكس معركة إسرائيلية دائمة للحفاظ على التفوق الأمني في المنطقة. ورغم المخاوف الحقيقية، فإن هذه التهديدات تصب أيضًا في مصلحة نتنياهو السياسية، حيث يستخدمها لتعزيز صورته كحامي لأمن اسرائيل.
التوترات التركية – الإسرائيلية في سوريا: حافة الهاوية
في سوريا، تزداد التوترات بين تركيا وإسرائيل بسبب تضارب المصالح في مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري. حيث تسعى تركيا لتعزيز نفوذها في المنطقة بينما ترى إسرائيل في ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها. ورغم تصاعد هذه التوترات، يحاول الطرفان تجنب المواجهة المباشرة من خلال محادثات عسكرية، لكن الوضع يبقى هشًا.
الخوف من سباق نووي في المنطقة: تحديات نووية من السعودية وإيران
تواجه إسرائيل مخاوف متزايدة من إمكانية أن تشرع السعودية في تطوير برنامج نووي خاص بها. في ظل غياب تطبيع العلاقات مع الرياض، تزداد المخاوف من سباق تسلح نووي قد يعزز من زعزعة استقرار المنطقة. وتعتبر إسرائيل أن تسريع تطبيع العلاقات مع الدول العربية، خاصة مع السعودية، هو خطوة استراتيجية، ولكنها تدرك أيضًا أن الرياض تطالب بتنازلات كبيرة في ملف الأسلحة النووية مقابل ذلك.
أزمة البحر الأحمر: تهديدات الحوثيين والأمن البحري الإسرائيلي
تراقب إسرائيل الوضع في اليمن عن كثب، خاصة فيما يتعلق بمضيق باب المندب الذي يعتبر شريانًا حيويًا للتجارة العالمية. اذ تشكل تهديدات الحوثيين خطرًا على حركة التجارة البحرية الإسرائيلية، ما يضطر إسرائيل إلى تعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر.
التوترات في جنوب لبنان وغزة: صراع على جبهتين
في جنوب لبنان، تزداد التحديات الأمنية بسبب أنشطة حزب الله الذي يعد من أبرز القوى العسكرية المناوئة لإسرائيل، لاسيما بعد احتلال اسرائيل لخمس قرى في جنوب لبنان جديدة، وفشل اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية الى الان بنزع سلاح حزب الله.
وتتزامن هذه التوترات مع تواصل المقاومة الفلسطينية جهودها في قطاع غزة ومحاولة اسرائيل لقمع التحركات في الضفة الغربية، التي تشهد اقتحامات واسعة من قبل الجيش الاسرائيلي الذي يدمر البيوت والمخيمات الفلسطينية وشرد الى الان اكثر من 60 الف، الامر الذي يهدد بتفجر انتفاضة فلسطينية والتي قد تعقد الوضع الأمني لإسرائيل على جبهتين.
خطر الانفجار الداخلي والخارجي: إسرائيل أمام مفترق طرق
إسرائيل اليوم تواجه ضغوطًا هائلة على جميع الأصعدة، من أزمات داخلية تهدد استقرارها إلى تهديدات خارجية تطوقها من كل جهة. مع تصاعد التوترات وغياب حلول واضحة، تبدو إسرائيل على حافة الانفجار الداخلي في ظل هشاشة السلطة السياسية وتزايد الاضطرابات الإقليمية. أي خطوة خاطئة قد تدفع ااسرائيل إلى هاوية يصعب الخروج منها، ليظل السؤال الأهم: هل ستتمكن إسرائيل من تجاوز هذا المفترق الخطير؟









