عزات جمال يكتب: متجذرون في الأرض؛ لن نرحل يا خالتي

profile
عزات جمال كاتب فلسطيني
  • clock 30 مارس 2025, 5:24:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تمر علينا اليوم ذكرى يوم الأرض، متزامنة هذا العام مع عيد الفطر السعيد، ونحن ما زلنا نعيش النزوح وسط حرب الإبادة الجماعية، والحصار المفروض على قطاع غزة.

في ذكرى يوم الأرض الخالد، أتذكر خالتي رحمها الله التي قضت شهيدة في حرب الإبادة، بعد رحلة معاناة متأثرة باصابتها؛ أذكر أنني زرتها في مستشفى الشفاء قبيل الاستشهاد وقد كانت تفتقد نجلها البكر الذي سبقها في الشهادة، فلم أجد منها إلا كل صبر واحتساب وتصميم على الصمود والثبات في هذه الأرض.

قد حدثتني عن الحصار الذي عاشته في فترة حصار مستشفى الشفاء الأولى حيث لجأت هي وعدد من العائلات لمبنى يتبع الأمم المتحدة بالقرب من مستشفى الشفاء، ومع دخول جيش الاحتلال للمنطقة، خاطبهم عبر مكبرات الصوت وتحت تهديد الدبابات، وطلب منهم التوجه فوراً للجنوب، حيث خرجت العائلات والنساء والأطفال من بين الدبابات، ولكنها اتخذت قرارها بالنزوح لشمال القطاع وتحديداً توجهت نحو مخيم جباليا، وعاشت النزوح لأكثر من مرة حتى استقرت في مستشفى كمال عدوان.

وبعد فترة وجيزة تم حصار المستشفى، واضطرت للنزوح لغرب غزة، وساءت حالتها الصحية؛ رافضة في كل مرة الذهاب لجنوب القطاع، وعندما سألتها عن سبب ذلك، فقد اجابتني رحمها الله بكل حزم، "فشروا اليهود نرد عليهم" ، صحيح بحب خانيونس ولي فيها ذكريات جميلة، لكن فشروا نرد عليهم، لقد كان جوابها جواب الواثق المحب لأرضه .. بعد هذا الفقد وهذه الجراح وانتي على سرير المرض يا خالتي وقدمك مهددة بالبتر!

لقد كان درساً كبيراً، وموعظة أيما موعظة في حب الأرض والصمود، علمتني إياها يا خالتي، فإلى جنات خلدٍ مع نجلك الشهيد وكل شهدائنا الأبرار، سلامٌ عليكم في الخالدين.

كلمات دليلية
التعليقات (0)