غيورا آيلاند يكتب: النصر المطلق؟ إنه الفشل المطلق

profile
  • clock 12 فبراير 2025, 1:42:11 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

غيورا آيلاند - يديعوت أحرونوت

الطريقة التي عاد بها ثلاثة من الأسرى يوم السبت الماضي لا تزيد إلا تأكيدًا لما كان ينبغي أن يكون واضحًا منذ وقت طويل – إسرائيل فشلت في حربها على غزة.

هناك طريقتان شائعتان لتقييم نتائج الحرب: الأولى هي قياس مدى تحقيق كل طرف لأهدافه. وحتى الآن، يمكن القول إن إسرائيل فشلت في تحقيق ثلاث أهداف ونصف من أصل أربعة أهداف حددتها لهذه الحرب: لم تنجح في إسقاط القوة العسكرية لحماس، ولم تتمكن من إسقاط حكمها، ولم تستطع إعادة سكان مستوطنات "غلاف غزة" إلى منازلهم بأمان، أما فيما يتعلق بإعادة الأسرى، فقد تحقق ذلك جزئيًا فقط.

حتى وفقًا للمعايير الموضوعية لتقييم الحرب، فإن إسرائيل فشلت فشلًا ذريعًا. رئيس الحكومة ووزراؤه قد يطلقون تصريحات نارية، لكن في الواقع، هذه ليست سوى وعود جوفاء لا تستند إلى أي إنجاز حقيقي.

إعلان حماس عن تعليق صفقة إطلاق سراح الأسرى يعكس ميزان القوى الحقيقي، حيث باتت إسرائيل تجد نفسها في موقف ضعيف، بينما تتحكم حماس في مجريات الأمور، مما قد يجبر الحكومة الإسرائيلية على تقديم المزيد من التنازلات. هذه النتيجة القاتمة تعكس جهل الحكومة الإسرائيلية بطبيعة الحروب الحديثة، خصوصًا في القرن الحادي والعشرين.

الخطأ الأساسي كان في الفهم الخاطئ للواقع، إذ عندما أعلن نتنياهو أن "حماس مثل داعش"، فقد حكم مسبقًا على استراتيجيته بالفشل. منذ عام 2007، أصبحت غزة كيانًا مستقلًا فعليًا، ومع مرور السنوات، تمكّنت حماس من بناء مجتمع متماسك يدعم حكمها، استغلت حماس جميع الموارد المتاحة لتعزيز سلطتها وتحقيق أهدافها.

* غيورا آيلاند هو لواء صهيوني متقاعد ورئيس سابق لمجلس الأمن القومي الصهيوني، وبعد تقاعده من القطاع العام، كان باحثًا مشاركًا أول في معهد دراسات الأمن القومي، وواضع "خطة الجنرالات".

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)