-
℃ 11 تركيا
-
13 أبريل 2025
كيف يساهم عمالقة التقنية في الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين؟
الذكاء الاصطناعي في خدمة الاحتلال
كيف يساهم عمالقة التقنية في الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين؟
-
11 أبريل 2025, 1:52:58 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عمالقة التكنولوجيا العالمية شركاء في الإبادة الإسرائيلية
سلطت قضية المبرمجة المغربية في شركة "مايكروسوفت" الأمريكية، ابتهال أبو السعد، الضوء مرة أخرى على دور الشركات التكنولوجية في دعم الكيان الصهيوني في جرائمه الوحشية ضد الفلسطينيين، عبر تسخير تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمة آلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
واتهمت "أبو السعد" إدارتها بالتواطؤ في المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة، مؤكدة أن أيدي الشركة ملطخة بدماء الأبرياء، وذلك أثناء مقاطعتها كلمة ألقاها المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت مصطفى سليمان، خلال احتفال في واشنطن بمرور خمسين عاماً على تأسيس الشركة.
وفي مقطع مصور نشرته في 5 أبريل الجاري، وثقت المبرمجة لحظة احتجاجها قائلة: "أنتم تجار حرب، أوقفوا استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية"، كاشفة أن مايكروسوفت تزود الكيان الصهيوني ببرمجيات الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها في عدوانه على الفلسطينيين.
وخلال الحفل نفسه، وبينما كان بيل غيتس المؤسس المشارك لمايكروسوفت، والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر، والرئيس الحالي ساتيا ناديلا على المنصة، قامت زميلتها فانيا أغراوال بتوجيه صرخة غضب قائلة: "عار عليكم جميعًا، أنتم جميعًا منافقون.. عار عليكم أن تحتفلوا فوق دماء الأبرياء. اقطعوا علاقاتكم مع إسرائيل". وسرعان ما تم إخراجها بالقوة من القاعة.
وفي 7 أبريل، كشفت قناة "CNBC" الأمريكية أن مايكروسوفت أقدمت على فصل أبو السعد وأغراوال، عقابًا لهما على احتجاجهما ضد الخدمات التي توفرها الشركة لدعم آلة القتل الإسرائيلية.
استغلال الذكاء الاصطناعي في الإبادة
بدوره، أكد الخبير المغربي في المجال الرقمي والتواصل عبد الحكيم أحمين، أن الذكاء الاصطناعي "يتحمل مسؤولية مقتل نحو 75 بالمئة من ضحايا الحرب في غزة وفق دراسات حديثة".
وأوضح أن دعم الشركات التقنية للكيان الصهيوني يعود إلى استثمارات مالية ضخمة داخل الأراضي المحتلة، مشيراً إلى أن شركات كبرى مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل وغيرها ضخت أموالاً هائلة في مشاريع داخل إسرائيل، ما يشكل دعماً مباشراً للاحتلال.
وأضاف أن هذه الشركات لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز قدرات الاحتلال على التجسس والمراقبة، مستشهدًا ببرنامج "بيجاسوس" الإسرائيلي، الذي يُستخدم للتجسس على المعارضين في الداخل والخارج.
دعم تقني لتعقب الفلسطينيين
أوضح أحمين أن الاحتلال يستفيد من الدعم التقني للشركات الكبرى عبر مشروعات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيراً إلى مشروع "نيمبوس" الذي تنفذه جوجل وشركتها التابعة "جوجل كلاود بلاتفورم".
وشرح أن المشروع يعمل على تصنيف الفلسطينيين وفق مؤشر من 1 إلى 100، ما يسمح للكيان الصهيوني بمراقبتهم وتتبع تحركاتهم بدقة، وصولًا إلى استهدافهم بالغارات الجوية.
وكشف تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" في مطلع 2025 أن شركتي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" تساهمان في برنامج عسكري إسرائيلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف القصف في غزة ولبنان.
الخوارزميات في خدمة الاحتلال
أكد الخبير المغربي أن من بين أدوات الدعم التكنولوجي للاحتلال، أنظمة الخوارزميات التي تتيح الوصول السريع إلى معلومات واسعة النطاق، يتم استخدامها بطريقة تنافي القوانين الدولية.
وأشار إلى أن هذه الخوارزميات تُغذّى بمعلومات حول الفلسطينيين، ما يجعلهم أهدافًا عسكرية في نظر جيش الاحتلال، الذي يعتمد على هذه البيانات لاستهداف المدنيين بذرائع واهية.
كما أشار إلى أن التخزين السحابي يمثل أداة أخرى تستخدمها إسرائيل في عدوانها، حيث توفر شركات مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل خدمات تخزين البيانات الهائلة، التي يستغلها الاحتلال في عمليات القصف وتحديد الأهداف.
الشركات الكبرى متورطة في الإبادة
أوضح أحمين أن مايكروسوفت تُعتبر المزود الرئيسي لخدمات التخزين السحابي للكيان الصهيوني، إلى جانب شركات أخرى، وهو ما يثبت التواطؤ العلني في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين.
وأشار إلى أن شركات مثل "ميتا" استغلت خوارزمياتها في التلاعب بالسردية الإعلامية، عبر محاربة المحتوى الفلسطيني، في الوقت الذي تروج فيه للدعاية الإسرائيلية، وتعمل على تقييد وصول المنشورات التي تفضح جرائم الاحتلال.
كما اتهم "ميتا" بالسعي لتشويه صورة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ضمن حملة تضليل ممنهجة تدعمها إسرائيل.
العلاقة التجارية.. قناع زائف
أكد الخبير المغربي أن الشركات التكنولوجية تبرر علاقتها بالاحتلال على أنها "شراكة تجارية"، لكنها في الواقع تخدم مصالح الاحتلال الاستعمارية.
وأضاف أن الشركات الأمريكية تسعى لتحقيق الأرباح بأي ثمن، ضاربةً بعرض الحائط أي اعتبارات أخلاقية أو حقوقية، مشيرًا إلى أن العديد من المديرين التنفيذيين في هذه الشركات يحملون جنسية مزدوجة ويمتلكون ميولًا سياسية ودينية تدعم إسرائيل.
إبادة جماعية مستمرة بدعم أمريكي
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل بدعم أمريكي غير مشروط حرب الإبادة في غزة، ما أدى إلى سقوط أكثر من 166 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود، وسط صمت عالمي مخزٍ.







