مارك زوكربيرج يغضب الناشطين في مجال حقوق الإنسان.. ماذا قال؟

profile
  • clock 21 فبراير 2025, 11:56:11 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
مارك زوكربيرج يغضب الناشطين في مجال حقوق الإنسان.. ماذا قال؟

أكد مارك زوكربيرغ رئيس شركة ميتا (Meta)، إنه حان الوقت للعودة إلى جذورنا في مجال حرية التعبير. 

واستغل ثالث أغنى رجل في العالم حينها، تنصيب الرئيس دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، للإعلان عن مجموعة من المبادرات لمواجهة “الرقابة”، خصوصًا على منصتي فيسبوك وإنستغرام. وأشار إلى سنوات من “الضغط الذي تعرضت له من الحكومات ووسائل الإعلام التقليدية”، واعتبر ذلك بداية “عصر جديد” يمثل “منعرجا ثقافياً”.

وتنحصر هذه التغييرات في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى حدّ الساعة. لكنها تثير ردود فعل دولية قويّة، لاسيما من قبل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي عبّرت عن خوفها مما قد ينجرّ عنها من عواقب وخيمة على الفئات السكانية الهشّة.  

وأوضح مارك زوكربيرغ أن شركته سوف “تتخلّص” من مدققّي المعلومات ومدقّقاتها، من مؤسسات إعلامية مُعترف بها، مثل وكالة الأنباء الفرنسية، التي يعتبرها “متحيّزة كثيراً”. وسيُستبدل هؤلاء بنظام “تقييم الأعضاء المشاركين” مماثل لنظام منصّة X، التي يديرها إيلون ماسك، رجل الأعمال المقرّب من دونالد ترامب والمؤيّد لحرية التعبير المطلقة. ويتولّى الجمهور المستخدم للمنصّات بنفسه، في هذا النظام، وضع المنشورات المثيرة للجدال في سياقها.  

وستغيّر الشركة التي يوجد مقرها اللرئيسي في كاليفورنيا أيضاً الطريقة التي تدير بها المحتوى على منصاتها. ومن الآن فصاعدًا، ستُزال المنشورات ”غير القانونية“ أو التي تشكل ”انتهاكات خطيرة“ لسياسات المجموعة المرتبطة تلقائيا، على سبيل المثال، بالإرهاب أو استغلال الأطفال. وسيتعين الإبلاغ عن الانتهاكات الأخرى من قبل مستخدمي الإنترنت ومستخدماتها، في حين ستُسقط  بعض القيود، مثل تلك المتعلقة بالهجرة أو الجنس، لمجرد كونها “منفصلة عن الخطاب السائد”.  

مخاطر حقيقية  

وتقول ديبورا براون، نائبة مدير قسم التكنولوجيا وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش، المنظمة غير الحكومية ومقرّها في نيويورك: “هذا قرار غير مدروس تماماً. وأنا قلقة جداً من آثار هذا البرنامج على حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. إذ نعلم أن الأخبار المضلّلة يمكن أن تحرّض على العنف، والكراهية، وحتى الإبادة الجماعية.”  

ويُعدّ التأثير الذي تمارسه المنصّات التابعة لمجموعة ميتا، التي تضم فيسبوك، وإنستغرام، وواتساب، وثريدز، تأثيرا هائلا. ووفقاً للشركة، يتصل ما يقارب  4 مليارات شخص، من رجال ونساء، بإحدى خدماتها مرة واحدة في الشهر، على الأقلّ، ما يعادل نصف سكان الكوكب.  

ومع ذلك، فقد سلطت التحقيقات التي أجرتها الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية الدولية، والحكومات، الضوء على دور فيسبوك في نشر المعلومات المضلّلة وخطاب الكراهية، لا سيما خلال الانتخابات الأمريكية لعام 2016، وجائحة كوفيد-19.  

وشكّلت أزمة ميانمار في عام 2017، أبرز مثال على ذلك. فقد مثّل فيسبوك المصدر الإخباري الوحيد بالنسبة للكثير من مواطني هذا البلد ومواطناته؛ فاستخدم بكثافة في التحريض على العنف ضد الروهينغا. ووصف محققّون من الأمم المتحدة الاضطهاد الذي تعرّضت له هذه الأقلية المسلمة من قبل الجيش، بالإبادة الجماعية. واعترفت شركة ميتا نفسها بارتكابها أخطاء بخصوص تلك الأحداث.  

وتستطرد ديبورا براون قائلة: “لا يُعتبر إلغاء الخطاب الذي لا يمتثل لمعايير حرية التعبير رقابة”، مُعربة في نفس الوقت عن مخاوفها من انعدام الشفافية في ما سيترتّب عن سياسة المجموعة الجديدة من آثار على انتشار خطاب الكراهية، وغياب خطة مفصّلة عن الطريقة التي ستدير بها ميتا المخاطر.  

 

التعليقات (0)