هدى زوين تكتب:العراقُ… بينَ نارَينِ لا ينحني

profile
هدى زوين إعلامية وصحفية من العراق
  • clock 22 مارس 2025, 1:04:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تُكسَّرُ في ساحِهِ المُعْتَدونْ.
هنا مَضغَ التّاريخُ جُرحاً عميقاً،
فأنبتَ من دَمِهِ الياسمينْ.

على كتِفِ الدّهرِ تمشي العصورُ،
وفي صَدرِهِ تستريحُ المُدنْ.
إذا ما انحنى النّجمُ يوماً قليلاً،
تُعيدُ المسارَ رؤى السّابقينْ.

هنا قَطَرتْ أنفاسُ نوحٍ دُموعاً،
وهامتْ صلاةُ الخليلِ الأمينْ.
هنا سارَ زينُ العبادِ حزيناً،
وفي كربلاءَ استوى المُستكينْ.

تظلُّ وتُبنى على جُرحِكَ الأرضُ،
تخطُّ اللظى، وتشقُّ السنينْ.
وإن أحرَقَ الحزنُ فيكَ الضلوعَ،
فَظِلُّك في الكونِ لا يَحترقْ.

عراقُ… وإن شَربَ الحقدُ دَمعَكَ،
فمنكَ النبوءاتُ والمُتَّكأْ.
ستنهضُ حتى وإن هدَّكَ الدّهرُ،
فجذركَ في الأرضِ لا يُقتلعْ.
العراقُ...
مهدُ الحضاراتِ والفجرِ الندي،
تاريخُهُ سِفرٌ من المجدِ الأبدي.
على شطآنِ دجلتِهِ نامتْ عصورٌ،
وتوشّحَتْ بالنُّورِ أرضُ السؤددِ.

هنا سَطَعَتْ شمسُ العلومِ فأشرقتْ،
على بابلٍ شِعرًا ونورًا يُهتدى.
وهنا تهادى النّخلُ يروي حِكمةً،
حملتْ بقايا العلمِ عبرَ المُقتدى.

وإن كَسَرَتْهُ الحُروبُ، فإنّهُ،
يُعيدُ بناءَ المُستحيلِ بيدِهِ.
فكم مرَّتِ الأيّامُ تُلقي جحيمَها،
فما لانَ أو هانَ الجريحُ المُهتدي.

وفي كُلِّ جرحٍ نابتِ الأرضُ سنبلاً،
وفي كلِّ دمعٍ يورقُ المُستقبَلُ.
عراقُ... وإن طالَ الظلامُ، فإنّهُ،
يُضيءُ بشمسٍ مِن جراحٍ تَرتقي.

التعليقات (0)