-
℃ 11 تركيا
-
13 أبريل 2025
يديعوت أحرونوت: الزيارة الطارئة إلى واشنطن
يديعوت أحرونوت: الزيارة الطارئة إلى واشنطن
-
8 أبريل 2025, 9:01:10 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نتنياهو وترامب
يديعوت أحرونوت - إيتمار أيخنر
وصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ظهر الأحد إلى واشنطن في زيارة تستمر يومين، سيلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وسيُعقد الاجتماع في البيت الأبيض الساعة التاسعة مساءً بتوقيت "إسرائيل"، ومن المتوقع أن يتطرق إلى عدد من المسائل الاستراتيجية - الاقتصادية - السياسية، والأمنية، وفي طليعتها مسـألة المخطوفين، والتهديد الإيراني، والقلق "الإسرائيلي" من محاولات تركيا السيطرة على سورية، وأزمة الرسوم الجمركية التي يبدو أنها الذريعة الأولى للزيارة.
حوار عميق مع ويتكوف
إن وجود ستيف ويتكوف، الموفد الخاص للرئيس ترامب والمسؤول الأميركي عن مسألة المخطوفين، يعزز التقدير أن جوهر الاجتماع مع ترامب سيتناول موضوع تحرير المخطوفين الإسرائيليين في غزة. وفي تقدير مصادر إسرائيلية، فإن تدخُّل ويتكوف، الذي يُعتبر شخصية مؤثرة في المفاوضات مع "حماس"، يدلّ على جهد مشترك للضغط على الدول الوسيطة، قطر ومصر، من خلال واشنطن. والآن، المطروح خطة تتأرجح بين موافقة "حماس" على إطلاق 5 مخطوفين أحياء، وبين مخطط ويتكوف الذي تحدّث عن 11مخطوفاً.
لقد منح الأميركيون تأييدهم لاستئناف القتال وزيادة الضغط العسكري، لكن هذا التأييد ليس من دون حدود، فبينما يزداد عدد القتلى في غزة، فإن العالم يضغط على "إسرائيل". لدى ترامب خطة أكبر كثيراً، وهي التطبيع مع السعودية. ومن أجل هذا الغرض، هناك حاجة إلى الهدوء في غزة وحلّ مسألة المخطوفين، ولا يوجد كثير من الوقت، إذ ينوي ترامب زيارة الرياض بعد شهر ونصف الشهر.
ترى المنظومة السياسية في "إسرائيل" في التدخل المباشر للولايات المتحدة، وخصوصاً ويتكوف، وسيلة أساسية من أجل زيادة الضغط على "حماس" وتسريع المضيّ قدماً نحو صفقة. ومن المتوقع أن يطلب نتنياهو من ترامب استغلال نفوذه لدى شركائه الإقليميين، فضلاً عن التعبير عن التأييد الأميركي الكبير لمواقف "إسرائيل"، كي لا يخطىء التنظيم "الإرهابي" في حساباته بشأن وجود فجوات في المواقف بين إسرائيل وواشنطن.
الأولوية الكبرى للاقتصاد
تأتي زيارة نتنياهو على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية جرّاء فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على عشرات الدول، بينها "إسرائيل". أيضاً سيلتقي نتنياهو وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك، الشخص الذي يدير السياسة المالية للرئيس ترامب، في محاولة للحدّ من الضرر الذي سيلحق بالصناعة "الإسرائيلية". وتشعر أوساط نتنياهو بالقلق من التراجع الحاد في البورصة، ومن الضرر الكبير الذي سيلحق بالمواطنين الإسرائيليين. يريد رئيس الحكومة حلّ هذه المشكلة، أو الحدّ من الضرر على الأقل.
محور التنسيق في مواجهة النووي الإيراني والتهديد الإقليمي
من المنتظر أن يحتل التهديد الإيراني حيزاً مهماً في المحادثات. وتعتبر "إسرائيل" أن التطورات، التي جرت مؤخراً، هي وراء توثيق التنسيق مع واشنطن. وتتخوف من أن تواجه إيران تهديدات ترامب بالاندفاع نحو القنبلة؛ لذا، من المهم التنسيق مع الرئيس في حال فشلت الاتصالات الأميركية بشأن التوصل إلى اتفاق نووي جديد. ومن غير المستبعد أن يكون ترامب أراد الاجتماع بنتنياهو للتأكيد أن الرئيسين متفقان في موقفهما فيما يتعلق بالتهديد الإيراني، وأن إسرائيل لن تُفاجأ.
التنسيق بشأن هذا الموضوع بالغ الأهمية، وهو مهم للإجابة عن القضايا التي يمكن أن تنشأ إذا فشلت المفاوضات الدبلوماسية، مثل موعد مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وهل سيتحرك البلَدان معاً. من المحتمل أن يمنع ترامب "إسرائيل" من القيام بتحرك عسكري، وأن يُجري مفاوضات لوقت طويل. والسؤال المطروح هو كم سننتظر. يشكك نتنياهو في إمكان التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع إيران، وهو متأكد من أن طهران خدعت الأميركيين، لكنه من جهة أُخرى، يعلم بأن ترامب لن يسمح للإيرانيين بخداعه.
تشير مصادر سياسية في "إسرائيل" إلى أن دعوة ويتكوف إلى الاجتماع لها علاقة بقدرة الأميركيين على تحريك ضغوط إقليمية وأوروبية على طهران، ليس من أجل المخطوفين فحسب، بل من أجل وقف ازدياد النفوذ الإيراني.
القلق من سيطرة تركيا على سورية
من المنتظر طرح مسألة العلاقات الإسرائيلية - التركية في الاجتماع، وخصوصاً في ضوء ازدياد التدخل التركي في سورية وتداعيات ذلك على الحدود الشمالية لـ "إسرائيل". وفي "إسرائيل"، يتابعون بقلق التقارب بين تركيا وحكومة الجولاني، والموافقة على إقامة قواعد تركية للمسيّرات في سورية، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى قصف مطار T4 لمنع إقامة القاعدة.
في نهاية الأسبوع، تبادل الرئيسان "الإسرائيلي" والتركي رسائل تهدئة أوضحا فيها أن الدولتين لا ترغبان في الدخول في مواجهة. مع ذلك، المطلوب وساطة مهمة من ترامب من أجل ضمان عدم تدهور الوضع. ومن المنتظر أن يشارك نتنياهو ترامب في التقديرات الاستخباراتية الحديثة بشأن هذا الموضوع.
يديعوت أحرونوت







