احمد الرديني يكتب.. سحورا طيبا دكتور وليد

profile
  • clock 18 أبريل 2021, 1:25:17 ص
  • eye 1200
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قالت لي هبة__

 وهي تجمع الحطب خلف سور السجن الخارجي

أيها الأحمق.

أقصد،

الأحمد.

انظر على ابنتي نور 

وتمعن النظر فيها

فعينها تشتاق رؤية أبيها

وعينك  يوم ما 

رأته

فرب منحة من عينيك على خدها

لتمسح عن وجنتيها اليتم

وعلامات التعجب 

والأسئلة 


قالت لي هبة وهي تجمع الحطب من كل حدب وصوب__


وعلى مضض ابتسمَت

ثم اشارت تجاه نور وأردفت

قلت لها 

عليكِ تناول الطعام يانور

سجنا مقبولا وافراجا شهيا

بكت نور

في اللحظة التي كان يشرب أباها الظمأ على مائدة السحور

نادتني ثانية

أيها الأحمق

أقصد الأحمد


من يُجبر المطر على دخول السجن بقدميه؟!!


كيف يسجنون العصفور في السماء؟!!


قالت لها عجوز ذات يوم

الحمقى

هم الذين يولدون ويموتون شرفاء


قالت هبة

حمقاء صاحبة الحكمة الحمقاء


قالت لي هبة وهي تجمع الحطب_


الانجيل

والقرءآن

والتوراة

لا المتطرفون ينفذون تعاليمهم

ولا المعتدلون

كلنا عصاه .. 

وبحجة الخوف نقول 

اضرب بالآيات والأسفار عرض الحائط

تبا لله ..تبا لله ..نحن نخشى السجن

الأنبياء

الأنبياء

الأنبياء

الفلاسفة

العلماء

الحكماء

كلهم بعقائدهم وافكارهم

قالوا اصرخوا 

اهتفوا ضد الظلم

والله قال ذلك أيضا وهذه تعاليمه


ولكن مَن الله كي نرضيه؟!


ردّت امرأة من بعيد تدعى . ماهينور

قالت

أيها الأحمد

أقصد،

الأحمق


من قال لك ان أوامر الله تنفذ على الأرض

هم يتسابقون على كتابة (بوست) عن المتحرش المدني المجرم

ويمجدون في الفتاة التي كشفت حقيقته


ولكن 

لم ينطق ذكرا ولا رجلا بشيء 

عن الفتيات في السجون عندما تحرش بهن السجانة

من أثار قضية مثل هذه إلا أحمق مثلك


قالت لي هبة وهي تجمع الحطب__


وليد 

طفل قد بلغ الحُلم في السجن

فتزوج من زنزانة

عاقر عن الانجاب

أين الله من الذباب؟؟

مثل بعوض

خافت منها الكلاب

ها نحن والحاكم


الحطب الذي كانت تجمعه هبة_

 كانت 

الذكريات التي ازاحها وليد عن كاهله من نافذة الزنزانة الضيقة قبل النوم

جمعتها هبة

كي توقد النار تحت النيئ من الأمل كي يحيا

وتحت الألم

 كي يحترق

وتحت العلم

لأن فوقه نسر

لابد أن يحترق 

التعليقات (0)