- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
الدكتور يوسف رزقة يكتب: المحكمة اليهودية تدشن تقسيم الأقصى عمليا؟!
الدكتور يوسف رزقة يكتب: المحكمة اليهودية تدشن تقسيم الأقصى عمليا؟!
- 6 أكتوبر 2021, 8:42:32 م
- 633
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قلنا، وقال غيرنا: المسجد الأقصى في خطر؟!. يبدو أن هذا القول وغيره من مثله لم يعد يحرك وجدان من يستمعون له، وكأن المستمعين له من أهل المسئولية والقرار لهم أذن من طين وأذن من عجين، فهم يسمعون ولا يفقهون، والمهم عندهم مصالحهم الشخصية، وبطاقات الشخصيات المهمة، وآخر ما يهتمون به هو دينهم، ومقدساتهم؟!
ماذا يعني أن تقرر (محكمة جزائية) في القدس بحق اليهود في الصلاة الصامتة في باحات المسجد الأقصى؟! ما الذي جرأ قضاة المحكمة على هذا القرار؟! وما هي تداعياته على وضعية المسجد الأقصى التاريخية ؟!
إن الذي جرأ محكمة يهودية هي جزء من منظومة العدوان والاحتلال على التدخل في شئون المسجد الآقصى نحن؟!، أعني القيادات الفلسطينية صحابة السلطة والقرار، ذلك لأنهم لا يهتمون جيدا ودينيا بالمسجد الأقصى، وينظرون له من منظور لا يتناسب ومكانته كأول قبلة للمسلمين، وثالث الحرمين الشرفين. نعم، هم يتحدثون كثيرا عن المسجد الأقصى، ولكن لا يعملون له كما يتحدثون، وليست لديهم خطط محددة للمحافظة عليه خالصا للمسلمين، بغير تقسيم؟!
إن من يهمل الاقصى يعطى المحكمة اليهودية ضوءا أخضر للتدخل في شئون المسجد، ويأذن لها باتخاذ قرار مبدئي بتقسيم المسجد من خلال الإذن لليهود بالصلاة فيه صلاة صامتة؟! القرار صدر أمس الثلاثاء. الصلاة الصامتة بداية الطريق، وليست نهايته، وهي خطوة تتلوها خطوات لا تتوقف إلا بالتقسيم الزماني والمكاني؟!
الصلاة الصامتة وغير الصامتة سواء عندنا، لأنها تعني تدخل اليهود في شئون المسجد وفي شئون ديننا؟!، وهذا مناف للدين، ويهدد مستقبل الأقصى، والقادم أخطر، ومن يريد قراءة المستقبل عليه أن يحسن قراءة العنوان، فالعنوان يدل على المضمون، وهو أول عتباته كما يقول أهل الأدب.
الخارجية الفلسطينية استنكرت قرار المحكمة، وتقول إنها بصدد تنسيق الخطوات مع الأردن، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكأن الأمر جاء مفاجئا لها، ولهذه الأطراف، وهي الآن تبحث عن التنسيق؟!، آين كنتم من أصوات المتابعين للشأن اليهودي، ولشئون المسجد الأقصي ، والذين حذروا مرارا من الأخطار المحدقة بالمسجد منذ سنوات.
هذه الأصوات التي تغار على الدين وعلى الأقصى، كانت تطالب السلطة والنظام العربي والإسلامي بحماية الأقصى من التقسيم. القصة قديمة وطويلة، والخطر قديم، ولكن لا حياة لمن تنادي، لذا يجدر بالشعب الفلسطين في (القدس، والضفة، وغزة، والداخل)، أن يقوموا هم بحماية الأقصى، وإحباط قرار المحكمة، مهما كلفهم الأمر، لأن القادم بعد القرار أخطر، والصمت عن القرار أو استصغار شأنه جريمة أكبر، ومنظمات العرب والمسلمين لا تتحرك إلا إذا تحرك الشعب الفلسطيني، هذا قدرنا في أرض الرباط، والله المستعان