- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
الولادة المبكرة وأسبابها
تحلم كل امرأة متزوجة برؤية طفلها وتحاول بشتى الوسائل لتتم مرحلة الحمل دون مشاكل أو أمراض حتى تصل إلى عملية الولادة وقد فعلت ما بوسعها ليأتي جنينها إلى العالم الخارجي وهو بصحة جيدة وبكامل عافيته.
ولكن في بعض الحالات قد تتعرض 15% من النساء الحوامل قبل أسبوع حملهن السابع والثلاثين لمخاطر حدوث مخاض مبكر وانقباضات سابقة لأوانها تكون مختلفة عن الانقباضات التي تحدث قبل موعد الولادة الصحيحة والتي تسمى انقباضات براكستون. وانقباضات براكستون هي التشنجات التي تسبب فتح عنق الرحم قبل إتمام الحمل الطبيعي للمرأة وهو تقريبا أربعين أسبوعا، أي قبل حوالي ثلاث أسابيع من تاريخ الولادة المقدّر ويرجع السبب إلى استعداد المرأة للولادة قبل اكتمال نمو الجنين في الرحم.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإن نحو 15 مليون طفل سنويا يولدون قبل الموعد المنتظر ولكن يموت منهم ما يقارب المليون بسبب هذه الولادة ويعاني معظم المواليد الباقون من بعض المشاكل الصحية طويلة أو قصيرة الأمد.
في هذه المقالة نورد لكم أهم ما تحب المرأة الحامل معرفته عن هذا الموضوع من الأسباب وصولا إلى الوقاية والعلاج.
أسباب الولادة المبكّرة
تتعدد أسباب الولادة المبكرة وفي معظم الأحيان تكون غير معروفة ومن بعض الأسباب الشائعة:
- ضعف بنية عنق الرحم أو قصور عنق الرحم أو تشوه يؤدي لصعوبة في الاحتفاظ بالجنين داخل الرحم حتى نهاية فترة الحمل.
- الحمل بأكثر من جنين أو ما يسمى حمل التوائم مما يؤدي لزيادة حجم الرحم بشكل كبير خلال فترة الحمل.
- التعرض لولادة مبكرة في حمل سابق يعرض الحامل لنفس الخطر في حمل آخر.
- الفترة القصيرة بين الحمل والآخر أي أقل من ستة أشهر وهو خطأ فادح على صحة الأم والجنين.
- الأمراض المزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والوزن الزائد.
- التهابات الرحم والتهابات المسالك البولية غير المعالجة وهي المسؤولة عن حوالي نصف الولادات المبكرة.
- التدخين بكافة أنواعه أو تعاطي بعض الأدوية والعقاقير غير المسموح بها.
- الإجهاض المتكرر سواء متعمد أو تلقائي يزيد من فرص الولادة المبكرة.
- وجود أسباب اجتماعية كفقدان أو موت شخص عزيز أو التعرض لعنف منزلي أو ضربة غير متوقعة على البطن.
- الحمل بالإخصاب في المختبر أو ما يسمى بطفل الأنبوب.
- التعرض للعمليات الجراحية في منطقة البطن خلال فترة الحمل مثل استئصال المرارة أو استئصال الزائدة الدودية أو أكياس المبايض والجهاز التناسلي.
أعراض الولادة المبكرة
من الأعراض الشائعة للمخاض المبكر:
- زيادة الإفرازات المهبلية وانقباضات عنق الرحم وتشنجات تشبه آلام الدورة الشهرية.
- آلام أسفل الظهر والخمول وضغط على الظهر.
- أعراض هضمية كتشنج المعدة والإسهال.
- سائل مائي أو إفراز وردي أو مائل للبني أو دموي من المهبل.
- ضغط على منطقة الحوض والفخذين.
في حال التعرض لأي من هذه الأعراض يجب التواصل مع الطبيب لأخذ المشورة اللازمة مع محاولة الحفاظ على الهدوء النفسي قدر الإمكان لأن التوتر والقلق يؤديان إلى زيادة التشنجات والتقلصات مما يعرض الأم بشكل أكبر للخطر.
تشخيص الولادة المبكرة
بعد وجود عدة علامات للمخاض المبكر يمكن أخذ عينات من عنق الرحم والمهبل لزرعها في المختبر أو تحليل عينة من البول لكشف الأسباب التي أدت إلى هذه العلامات لتبدأ مرحلة العلاج ومحاولة السيطرة على هذه الأعراض للحصول على حمل تام وسليم.
علاج أو منع الولادة المبكرة
أحيانا يتم السماح باستمرار المخاض خاصة إذا حدث نزف أو تمزق الأغشية المحيطة بالجنين. ولكن في أحيان أخرى يتم اتباع أساليب غيرها مثل:
- المضادات الحيوية بغرض استبعاد أي عدوى.
- الراحة وشرب السوائل واستعمال أدوية خاصة بتأخير المخاض وتقليل تقلصات الرحم في حال لم يحدث نزف مهبلي أو تسرب السائل الأمنيوسي.
- قد يقوم الطبيب بتطويق عنق الرحم بخياطته بغرز قوية لتقويته ويتم إزالتها عند الولادة.
- إعطاء حقن من الكورتيزون لتحسين وظائف الرئة عند الطفل.
مضاعفات الولادة المبكرة
تؤدي الولادة المبكرة إلى حدوث مضاعفات على المدى القصير والطويل للطفل ومنها:
- الصعوبة في التنفس عند الجنين لأن الرئة يكتمل نموها في المراحل الأخيرة من الحمل ولا تستطيع التمدد والتقلص بشكل طبيعي.
- قد تؤثر الولادة المبكرة على الجهاز العصبي والهضمي.
- حدوث نزيف في الدماغ وفي الغالب يكون هذا النزيف خفيفا.
- عدم قدرة الطفل على السيطرة على درجة حرارة جسمه فالأطفال الذين يتعرضون للولادة المبكرة لا يستطيعون تخزين الدهون كالطفل المولود بعد حمل تام فتبقى حرارتهم منخفضة.
- تضعف الولادة المبكرة من قدرة الطفل على الرضاعة الطبيعية الضرورية له.
- مشاكل في الحفاظ على درجة حرارة الجسم ضمن الطبيعي.
- مشكلات في الدم مثل الأنيميا واليرقان الذي يصيب أغلب الأطفال.
- مشكلات قلبية وانخفاض ضغط الدم حيث أن القناة الشريانية بين الشريان الأبهر والشريان الرئوي تكون مفتوحة وقد تغلق من تلقاء نفسها ويمكن أن تؤدي إلى النفخة القلبية.
علامات الولادة المبكرة على الطفل
ومن أكثر العلامات انتشارا للولادة المبكرة على الطفل والتي يمكن ملاحظتها عن غيره من الأطفال الذين يولدون بعد اكتمال الحمل:
- صغر حجم الطفل وكبر حجم رأسه بالنسبة لجسمه بشكل غير متناسب.
- زغب صغير يغطي أغلب مناطق الجسم أو وبر ناعم.
- حدة الملامح أكثر من المولود بعد فترة حمل طبيعية واستدارة أقل.
كل هذه الأعراض بسبب عدم إتاحة الوقت الكافي لتكون أعضاء هؤلاء الأطفال مكتملة وهم يحتاجون لرعاية طبية خاصة حتى تتمكن هذه الأعضاء من العمل دون مساعدة خارجية.
قد يضطر الطبيب لوضع المولود في الحاضنة للحفاظ على صحته ولهذه الأسباب يجب على المرأة الحامل أن تقوم بكل ما هو ضروري للحفاظ على حمل تام وسليم وجنين بصحة جيدة.
الوقاية من الولادة المبكرة
لتجنب الوقوع في الولادة المبكرة يجب اتباع بعض العادات الصحية والغذائية ومنها:
- الإقلاع عن التدخين بكل أشكاله وتجنب شرب المشروبات الغازية.
- اتباع نظام غذائي متوازن وصحي للحصول على كافة الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم خلال فترة الحمل كالكالسيوم والحديد وغيرها.
- الراحة وعدم حمل أشياء ثقيلة.
- تجنب التوتر النفسي والقلق وعدم الإجهاد بالتمارين الرياضية الشاقة.
- الإكثار من شرب الماء لمنع حدوث جفاف قد يؤدي إلى تقلصات مبكرة في الرحم.
- الحرص على مراقبة الأمراض المزمنة في حال وجودها كالسكري وضغط الدم.
- في حال وجود حالات سابقة يوصى باستخدام البروجسترون لمنع حدوث تقلصات في عنق الرحم ابتداءً من الثلث الثاني من الحمل حتى مرحلة ما قبل الولادة.
كل ما ذكر سابقا من عوامل لا يعني أنه بالضرورة ستتعرض الحامل للولادة المبكرة في حال حدوث أحد هذه الأعراض ولكن تزداد احتمالية التعرض لها في هذه الحالة والأهم من ذلك هو الحفاظ على راحة الحامل من أي جهد نفسي أو جسدي لتتم أشهر حملها بخير.