تكبير الخط تصغير الخط

البشائر والتفاؤل في ذكرى الإسراء والمعراج (2)

قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [سورة الإسراء:1].

البشارة الثالثة: (مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى)

المسجد الحرام قبلة الروح والمسجد الأقصى قبلة المقصد
إن تحرير المسجد الأقصى سهل المنال لمن أراد ، فمن أراد فالطريق ميسور ، فلا بد ان تبدا وجهته نحو قبلته "المسجد الحرام"، فيهذب نفسه بالصلاة والذكر وقراءة القرآن والقيام ، فهذا يصفي روحه وينقيها ويجعله قادرا على مواجهة الشهوات وجعلها خلفه ، كذلك يكون قادرا على ضبط نفسه عند الغضب وقهرها وضبطها عند الاعتداء عليه ، فإذا تم للعبد ذلك فإنه بذلك سيكون قد قطع المرحلة الاولى .

ثم تأتي المرحلة الثانية وهي: أن يوجه العبد نفسه ليكون المسجد الاقصى قصده بعد ذلك ، فالمسجد الأقصى هو أرض النعيم والخيرات ، وهذه الخيرات وهذا النعيم إنما جعله الله في الدنيا للمؤمنين ليعينهم على العمل لمنهج الله في الارض ، ومعروف أن من ملك المسجد الأقصى فهو الغالب وهو من يملك الدنيا ، يخبرنا سبحانه على لسان موسى علية السلام، قال لقومه: (فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) ، وهذا المسجد من النعيم الذي لا يسمح الله أن يكون بأيدي الظالمين ، ولذلك فمن الواجب حتى تقوم الدنيا وتخضع لهذا الدين ، ان يوجه المؤمنون انفسهم لتحريره ، وهذه هي الخطوة الثانية بعد تهذيب النفس وصقلها بالتربية الروحية. ولذلك جاءت سورة الإسراء لتذكر بهذا المسجد ومكانته.

وقد تميز الصحابة عن بني اسرائيل ، فبني اسرائيل جاءهم التصريح، (ادخلوا الأرض المقدسة) فرفضوا ، والصحابة فهموا ذلك من السورة فسارعوا  إلى فتحه وتطهيره واستطاعوا ، حتى جاء من ضيعه ، ليأتي صلاح الدين ويطهره مرة اخرى ، فيأتي من يفرط فيه ، لتذل الامة بضياعة ولا زالت ، واليوم لا يزال المسجد الأقصى تنتهك حرماته والأمة الاسلامية اكثر من 2 مليار مسلم ، فمن يتقدم ويبدأ بتجهيز نفسه ثم بتطهير مسجده الاقصى المبارك ويفوز فوزا عظيما؟