- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: قمة العقبة: سَمٌّ يستهدف المقاومة ، (وَمَكرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورْ).
د. ناصر محمد معروف يكتب: قمة العقبة: سَمٌّ يستهدف المقاومة ، (وَمَكرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورْ).
- 26 فبراير 2023, 7:05:00 ص
- 344
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سبحان الله الذي جعل هذا الشعب عَصِيٌّ على الإنصهار ، فبعد عشرين عاما بالضبط على قمة العقبة العام 2003 ، والتي وعد فيها محمود عباس يوم كان رئيسا للوزراء بأن ينهي كل أشكال المقاومة مقابل أن يعلن شارون إمكانية قيام دولة فلسطينية وليس قيام دولة فلسطينية ، مما أدى إلى الإطاحة برأس الثورة الفلسطينية القائد ياسر عرفات ، وإيفاء محمود عباس بوعده بحيث سمح بحملة السور الواقي كما سمتها اسرائيل ، وتصفية رؤوس المقاومة وشبابها ، لينعم محمود عباس برئاسة السلطة ويرفع راية الإستسلام ومحاربة كل اشكال المقاومة كما وعد.
وعلى مدار عشرين عاما لا زال عباس يقدم دماء شعبه للمحتل عبر التنسيق الأمني ويعلن كفره بالمقاومة ، حتى إن الناظر ليظن أن الضفة انصهرت تحت هذا النهج المقيت.
وبعد قهر وإذلال لشعبنا طوال عشرين عاما ، وبعد راحة واطمئنان لعدونا في الضفة طوال عشرين عاما ، إذا بدماء الشهداء تحيي جيلا جديدا ، رضع الكرامة والأنفة ، فرفض حياة العبودية ، ووقف ليقول كلمته من جديد ، ويعلن بأن هذا الشعب عَصِيٌّ على الإنصهار والإنكسار ، ولن يقبل أن يستفحل السرطان في جسده ، فقام وانتفض في وجه عدوه بتشكيلاته العسكرية الجديدة التي ذابت أمامها الحزبية وعلت فيها مصلحة هذا الشعب بأكمله ، فذاق الإحتلال الويلات في فترة قصيرة لم يذق قبلها إيلاماً كما هذه الأيام.
وكالعادة فإن هذا الشعب في نظر المنظومة الدولية لا حقّ له ، ولا يُنْظَرُ له إلا إذا رفع البندقية وآلم عدوه ، وهذا ما حدث ، حيث تحركت أمريكا بعد أن صرخت إسرائيل ، فكانت الدعوة إلى قمة العقبة الجديدة الأحد 26/2/2023 ، لتكون قمة أمنية بامتياز.
حتماً سيكون لهذه القمة ازدياد سقوط في وحل العمالة وبيعٍ لدماء شهدائنا ، وإعادة صياغةٍ للواقع الجديد في الضفة ، وسيكون تقسيما للادوار ، فالسلطة التي قبضت الأموال على حساب دماء شعبها يعنيها مزيدا من الأموال ولو كان ذلك ثمنه سحق الشعب بأكمله ، وإسرائيل يعنيها أن تكبح جماح هذا الشعب حتى لو أدى ذلك إلى سور واقي من جديد ، فدور السلطة أن تستلم شعبا ميتاً لتحارب فيه من تنفس، وتنعم هي بالأموال ، والأردن أيضاً تقوم بدورها فهي محطة السقوط في الوحل وتدريب الجنود على موت الضمير والولاء لإسرائيل وإذلال الفلسطينيين ، مقابل أن تاخذ الإمتيازات من سيدتها أمريكا وتظهر في مظهر القائد الذي لا يُقْطَع أمر بدونة.
النتيجة/ معاناة جديدة لشعبنا الذي لا أعتقد أن يستسلم هذه المرة حتى ولو دخل في حرب سور واقي جديد ، لأن غزة حتما ستدخل الصراع فسكوتها اليوم يعني سحق كرامة هذا الشعب بأكمله.
وكما كانت قمة العقبة 2003 منهية لحكم عرفات ، فستكون هذه القمة ايضا منهية لحكم عباس ، ولا يمنع الصراع على منصب عباس بين طوائف السلطة إلا المال المغري إذا أرادت إسرائيل أن تدفع ، فهل ياترى هذا يكون ، هذا ما سيظهر بإذن الله وسينتصر شعبنا حتماً ويعود أقوى عودا بإذن الله.