- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
رمضان في تونس| أجواء مزيانة والأصالة قديش مبهرة.. المقاهي تمتلئ حتى الفجر.. العطور والتوابل من علامات الشهر الفضيل (صور)
رمضان في تونس| أجواء مزيانة والأصالة قديش مبهرة.. المقاهي تمتلئ حتى الفجر.. العطور والتوابل من علامات الشهر الفضيل (صور)
- 20 مارس 2024, 5:55:26 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، يقدم موقع "180 تحقيقات" لقرائه الأعزاء، حلقات يومية على مدار الشهر المعظم، يجول فيها بكافة دول العالم ليستخرج منها عادات وعبادات المسلمين في جميع أنحاء المعمورة خلال الـ 30 يوما.
وفي الحلقة السابعة، يستطلع "180 تحقيقات" عادات وعبادات المسلمين في تونس خلال شهر رمضان والتي تسودها أجواء الفرح والاحتفال والكثير من البركة، ففي هذا الشهر تكون المجنية العتيقة بشكل خاص الوجهة المفضلة للجميع".
العمل والدراسة
اليوم في تونس مقسوم ما بين العمل أو الدراسة والذهاب إلى السوق للتزود بالمواد الاستهلاكية ولقاء الأصدقاء، ومن ثم إعداد مائدة الإفطار والعبادة والتجمع حول سهرة رمضانية بطعم الحلويات التقليدية والشاي والقهوة.
لباس تقليدي
وفي الأسواق التقليدية، يجد الجميع ما يبحث عنه سواء كان لباسا تقليدا أو مواد دينية ككتب القرآن أو السبح أو غيرها من البضائع التي تعزز الطابع الروحاني لهذا الشهر الكريم كالبخور.
ويقضي التونسيون، سهرات الأيام الأخيرة من شهر رمضان بمقاهي مدينة تونس العتيقة، أو بين محالها المتلاصقة.
تزدحم المقاهي خاصة خلال العشر الأواخر من شهر الصيام حتى ساعات الفجر، وعادة ما تكون المشروبات التي يتم إعدادها في تلك المقاهي، تماهي المكان وتبعث في النفس إحساسا خاصا.
وترتبط مدينة تونس العتيقة، في المخيلة الشعبية التونسية ارتباطا وثيقا بشهر رمضان، إذ إنها المنطقة الأكثر اجتذابا للزائرين ممن يريدون استرجاع ذكريات الزمن الجميل لهذه المدينة الضاربة في أعماق التاريخ والتي تضم العديد من المعالم الدينية والحضارية والتاريخية.
وتستقطب مقاهي "المدينة العربي" روادها من المولعين بتدخين الشيشة وتناول الشاي الأخضر بالنعناع أو باللوز أو "القهوة العربي"، التي يتم إعدادها على الفحم.
وتتميز مدينة تونس العتيقة، بطابعها المعماري الخاص وأحيائها المتناسقة التي تحاكي فترات هامة من تاريخ تونس وتختزل العادات والتقاليد التي تميز العائلات التي سكنت تلك المنطقة في أوائل القرن التاسع عشر،
روائح التوابل
ودائما ما تنتشر روائح التوابل والحبوب والقهوة والمحلات والفضاءات التجارية الكبرى، وتنتعش حركة التجارة ويتضاعف الاستهلاك.
وتقبل التونسيات، على شراء لوازم الوصفات والحلويات قبل أيام من بدء هذا الشهر، وأشهرها على الإطلاق حلويات “الغريبة” التي تصنع بخلط الدقيق مع السكر ومسحوق الخبز والزيت والسمن والفانيليا، فضلاً عن الصمصة وغريبة حمص وكعك الورقة والبقلاوة وغيرها.
يتم تنظيف المساجد في كل تونس وتزينها بأضواء الزينة وتعطيرها بأفضل العطور لاستقبال المصلين.
وتعمل ربات البيوت أيضًا على غسل الأواني التي ستستعمل طيلة رمضان وغسل منازلهم وتهيئته لسهرات رمضانية تتجدد كل عام إضافة إلى طلاء الجدران والأسقف بلون جديد مضيء، احتفالاً بهذا الشهر العظيم.
فضلاً عن هذه الاستعدادات الكبرى التي تميز هذا الشهر الفضيل، يتميز شهر رمضان في تونس بعديد من التقاليد والعادات، والبداية تكون بالاحتفال بيوم “القرش” أي اليوم الأخير من شهر شعبان، حيث تعد ربة البيت وجبة دسمة لوداع شهر شعبان، وتختلف هذه الوجبة حسب إمكانات وظروف هذه الأسرة وتلك، لكن في العادة ما تكون في القرى طبق كسكي بلحم الخروف.
وتتغير العادات الغذائية لدى التونسي في شهر رمضان، ويزداد استهلاكه للمواد الغذائية بشكل كبير، ويشمل هذا غالبية المنتجات الاستهلاكية على غرار الحليب والخبز والمواد السكرية نظرًا لارتباط بعض العادات الاستهلاكية بتناول الحلويات في “السهرية”.
مائدة رمضان في تونس
من أهم الحلويات التي تحضر يوميًا على المائدة المخارق والزلابية التي تقدم على شكل حلويات تتخذ أشكال نجوم وهلال، تيمنًا بالشهر الكريم.
حلقات القرآن
كما تزدهر حلقات تحفيظ القرآن ومجالس الذكر والوعظ الديني والمحاضرات، والمسابقات الدينية طوال ليالي وأيام الشهر الكريم، وتصدح المآذن بتلاوات خاشعة للقرآن، وتقام صلاة التراويح في كامل المساجد، تقربًا إلى الخالق العظيم ورغبة ورهبة في لقائه سبحانه وتعالى.
بوطبلية
ولازالت تونس تحتفظ بتقليد “بوطبيلة” أو “المسحراتي” كما يسميه المشارقة، ويجوب “بوطبيلة” الأزقة والشوراع مؤذنًا بقرب موعد السحور والإمساك، ويضفي “بوطبيلة” أجواءً جميلة ينتظرها التونسيون في الأحياء التي يجوبها من خلال نقر الطبل والمناداة بالدعوة إلى السحور.
ويستخدم المسحراتى في ذلك طبلة يُمسكها بيده اليسرى، وبيده اليمنى سير من الجلد، أو خشبة يُطبل بها، وترتبط مهنة “بوطبيلة” بتاريخ إسلامي يعود إلى عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – حيث كان المسلمون يعرفون وقت السحور في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام بأذان بلال بن رباح، ويعرفون الامتناع عن الطعام بأذان عبد الله ابن أم مكتوم.
فعل الخيرات
ويحرص التونسيون طوال هذا الشهر على فعل الخيرات ومساعدة المحتاجين، حيث توزع المساعدات على الأسر الفقيرة وتنظيم قوافل تضامنية تقدم هدايا ومبالغ من المال للمحتاجين، ليكون رمضان بذلك شهر التكافل الاجتماعي والإنساني بين عموم التونسيين في مختلف أنحاء البلاد.
المصدر:
سكاي نيوز وقناة القاهرة الإخبارية