- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عبدالعظيم حماد يكتب : الذوق ليس في الكتب
عبدالعظيم حماد يكتب : الذوق ليس في الكتب
- 27 يونيو 2021, 1:04:26 ص
- 2873
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هذا القول المأثور هو لأستاذنا الكبير جدا الراحل أحمد بهاء الدين وهو كان يقصد الذوق الفني والجمالي كما كان يقصد قواعد اللياقة الاجتماعية في التعامل والتخاطب ومجمل السلوك في المجال العام
لعلي أضيف اليه أن الذوق ليس أيضا في القانون ولكنه في العرف
ثلاث وقائع مررت بها اليوم تكشف عمق واتساع كارثة تردي اللياقة الاجتماعية الي حد الوقاحة أبدأها من أعلي السلم الثقافي فقد دخلت إحدي الصيدليات وفيما كانت إحدي الفتاتين اللتين تديران الصيدلية تحضر لي الدواء المطلوب دخل مشتر آخر فوق الخمسين من العمر حسن المظهر والكلام وطلب الدواء الذي يريده من الفتاة الواقفة علي الكاونتر فطلبته بدورها من زميلتها التي كانت تحضر لي طلبي بما أنها أمام أدراج حفظ الأدوية وكانت هذه الأخيرة قد استخرجت دوائي فجاءت به ورمته تقريبا علي الكاونتر ثم سألت زميلتها بصوت سمعته أنا (والتاني عاوز إيه )
كان المشتر الثاني بعيد نسبيا فلم يسمع ماقيل ثم أخذ دواءه وانصرف بينما تعمدت أنا الانتظار حتي انصرافه ثم ناديت علي الفتاة الثانية وتعمدت أن أكون في منتهي الذوق في الحديث اليها رغم انها اصغر من ابنائي وسألتها : هو حضرتك خريجة صيدلة أم عاملة مبيعات صيدلية مدربة ؟ فأجابت إنها خريجة صيدلة فقلت لها اذن هل يصح ان تقولي عن رجل في سن ابيكي جاء ليشتري منكم والتاني عاوز إيه ؟ أليس الأليق والطبيعي ان تقولي والأستاذ الثاني عاوز ايه ؟
ما خفف الموقف نسبيا أنها اعترفت بالخطأ واعتذرت
لكن هذا لم يحدث في الواقعة الثانية وكانت في متجر للملابس القطنية فقد طلبت مقاسا أكبر فنادت البائعة زميلها بنفاد صبر أو بشئ من الضيق قائلة هات له يا سيدي مقاسا أكبر فقلت لها كان يمكن ان تقولي هات مقاسا أكبر بدون (له) أو هات للاستاذ مقاسا أكبر فهذا هو الأليق في التعامل بين البائع والزبون فردت قائلة وفيها ايه يعني لما قلت هات له
كان المنطقي أن ادرك انه لا فائدة من استمرار الحديث فتركتها وانصرفت
الواقعة الثالثة جرت علي الطريق الدائري حيث سار قائد سيارة ملاكي مرسيدس حديثة و سائق سيارة ميكروباص أجرة لمدة طويلة ببطء متجاورين يتشاجران او يتحاوران لأني لم أتمكن من رؤية حركة الأيدي
مفهوم أن القانون قد ينطبق علي هذه الواقعة الأخيرة ولكن الذوق فيها هو الأوْلي والاهم لان عين القانون بفرض أنها حقا ساهرة لن تري كل صغيرة وكبيرة علي الطرق
أعلم أنه يحدث في كل يوم وفِي كل مكان ماهو أدهي وأمر ولكن لا مانع من التنفيس من باب أن نعزي بعضنا البعض في ضياع أو تضييع أبسط شروط التحضر والذوق