- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
عبود مصطفى عبود يكتب : علامة =
عبود مصطفى عبود يكتب : علامة =
- 15 أبريل 2021, 2:57:57 ص
- 1246
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
علامة يساوي عنوان لكتاب جميل وممتع لصديقي المبدع الدكتور إيهاب عبد السلام، فكرة الكتاب تقوم على جوهر العدالة في الحياة، وتوضيح جوهرها الحقيقي وتبيان أهميتها مع التأكيد على وجودها كقيمة وسنة كونية وضعها الله في الدنيا حتى تستقيم حياة الناس، وقدم أمثلة عديدة من الواقع للتدليل على وجود العدالة قسرا رغم أنف الناس، فمثلا المرأة العاملة التي تقدم العمل على رعاية بيتها وأطفالها بحجة احتياجها إلى المال، سيأتي اليوم الذي يهملها فيه أولادها بحجة إنشغالهم أيضا بأعمالهم وتحصيل لقمة العيش.
الحقيقة أنا أحب جدا هذا الكتاب وأعجب لعدم نشره حتى الآن، لكن عندي أيضا سبب شخصي جدا في الإعجاب بالكتاب وفكرته، عندما كنت طفلا لا يتجاوز عمري ستة أعوام، وكان ذلك عام ١٩٨٠ أعطاني والدي (٢٠ جنيه) لشراء بعض الأشياء، وحدث أنني لعبت كرة القدم في الشارع مع أقراني، وضاعت مني الورقة المالية، وفي البيت عنفتني جدا والدتي رحمها الله، وعندما عاد أبي من العمل وجد وجهي حزينا فسألني عن السبب فانفجرت باكيا وقصصت عليه الأمر، استاء جدا من أجلي، ولم يتحمل قلبه أن يحزن ولده الوحيد، فعاملني بمنتهى الرفق وأعطاني (٢٠ جنيه) بدلا من التي فقدتها..
ظل هذا الأمر عالقا في وجداني، حتى جاء عام ٢٠٠٢ وكنت شابا أتجهز للزواج فذهبت مع والدي إلى بيت أصهاري لنشتري معا شبكة العروس ووضعت في جيب أبي المبلغ الذي سنشتري به الشبكة وكان قدره عشرة آلاف جنية وهو مبلغ معقول جدا آنذاك.
وفي الطريق العام وكانت الساعة في حدود السابعة مساء سقط المبلغ من جيب والدي رحمه الله، عندما توقفنا في الطريق لشراء بعض من الفاكهة.
واكتشفنا ذلك عند وصولنا لبيت أصهاري.
هنا تذكرت موقف أبي القديم معي، فقلت له فداك ولا يهمك، وخرجت أنا وزوج شقيقتي إلى الطريق نبحث بأعيننا والناس والسيارات من حولنا مما يشي باستحالة العثور على المبلغ المفقود، وفجأة نظر زوج شقيقتي إلى منتصف الطريق وأشار إلى المظروف الذي كنت قد وضعت فيه المبلغ قائلا: ها هي الفلوس.
وبالفعل وجدناها كما هي إلا من آثار أقدام داست على المظروف ولم تنتبه لما بداخله..
سبحان الله!! إنها إرادته ورحمته وعلامة جديدة من علامات يساوي.