- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
علي محمد علي يكتب : يا ام ريهام بلي الشربات
علي محمد علي يكتب : يا ام ريهام بلي الشربات
- 7 يونيو 2021, 10:27:54 ص
- 1324
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تتكلف الدولة ملايين الجنيهات سنويًا في موسم الإمتحانات ، فمن طباعة ورق الأسئلة وأوراق أخرى إدارية ، و ورق أبيض فارغ للإجابة ، وتجهيز أماكن ، وتكليف مدرسين ومدرسات ، ومكافآت لهم ، وتأمين تلك الإمتحانات ، والدفع للداخلية مقابل الحماية والتأمين الخارجي للجان ، ثم أعمال التصحيح والكنترولات لتحديد النتيجة ، علمًا بأن مكافآت أعضاء الكنترولات مضاعفة عدة أضعاف ، ومستلزمات أخرى مثل مظاريف الأسئلة وأربطة وغيرها ، كما هناك مصاريف لنقل الأسئلة يوميًا من مركز الأسئلة إلى مقار اللجان ، أضف على ذلك المصاريف الإستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا من كمامات و قفازات ومطهرات وغيرها .
ناهيك عن حالة الطوارئ التي تكون عليها وزارتي التربية والتعليم والداخلية ، ثم تأتي تعليمات اللجان والتي تبدو أنها حقيقية وصارمة ولا ينقصها شيئ حتى تشعر أنك في النرويج أو فنلندا من شدة الحزم والصرامة ، لكن تلك التعليمات تأتي معها تعليمات أخرى غير مكتوبة مثل : " خففوا على العيال " ، " مش عاوزين مشاكل في اللجان " وغيرها ، ثم يبدأ الإمتحان ، وفي لجنة ١٣ بنات للصف الثالث الإعدادي في إحدى اللجان الفرعية لإدارة ما في محافظة ما ، يوجد ملاحظ اسمه " مستر خالد " وملاحظة اسمها " ميس أماني " قاما بتوزيع أوراق الإجابة على الطالبات في الموعد المحدد ، وبدأ الطالبات يكتبن بياناتهن إلى أن تأتي أوراق الأسئلة ، ثم لاحظ " مستر خالد " أن إحدى البنات كتبت فقط اسمها ورقم الجلوس الخاص بها ولم تكتب اسم المدرسة فطلب منها كتابة اسم المدرسة ، فترددت قليلًا ، فأصر حتى تكتمل البيانات ، فكتبت الفتاة تلك الحروف " سيتناخ فغاتص " فأدرك الرجل أن الفتاة لا تجيد الكتابة وأنها فقط تعلمت كتابة اسمها بشكل شبه صحيح ، وفهم لماذا ترددها ، فقام بشطب ما كتبته وسألها بلطف ما اسم مدرستك ؟ ثم كتبه هو نيابة عنها ، هنا سأل " مستر خالد " نفسه سؤالًا كيف وصلت تلك الفتاة للصف الثالث الإعدادي ومرت على ٨ إمتحانات سابقة ؟ المهم بدأ الإمتحان ، وبدأ الفتيات في إفراغ ما في رؤوسهن في ورقة الإجابة ، هكذا تخيل " مستر خالد " وبعد ١٠ دقائق من سير الإمتحان ، تفاجئ " مستر خالد " بإحدى الفتيات تبكي بحرقة ، فسألتها " ميس أماني " لماذا تبكين يا إبنتي ؟ فقالت الفتاة بصوت واضح : " أنتم ماسكين اللجنة " فتعجب " مستر خالد " من منطق الفتاة ، وسرعان ما إنتشر خبر بكاء الفتاة في بقية اللجان وسرعان ما أتى العاملون ورجال الأمن إلى اللجنة ومعهم الحلول ، نعم حلول مكتوبة في أوراق مصورة وقاموا بتوزيعها على البنات ، وقال أحدهم " إللي تخلص تعطي للثانية " ، فثار " مستر خالد " ماهذا الذي تفعلوه ؟ ولملم الأوراق ، وقال هذا مخالف لتعليمات الإمتحان ، أنتم كيف تجرؤن على فعل هذا ، ثم أن هذا حرام ، فنظر له مسئول الأمن نظرة من إياها ، ثم إستدعى رئيس اللجنة ، والذي قال : " إتبعني مستر خالد " ، ثم قال له : إنني أعفيك من دخول اللجان ، وأكلفك بالجلوس على بوابة المدرسة لمنع دخول أي شخص للجنة ماعدا وزير التربية والتعليم أو وكيل الوزارة أو مدير الإدارة ، وسلامي للست أم محمود ، وألف ألف مبروك نجاح محمود ، وبلي الشربات يا أم ريهام ، ريهام الأولى على الإدارة ،
لا تقولوا موسم إمتحانات ، بل قولوا مهرجان الغش الجماعي ، لا تقولوا تربية وتعليم ، بل قولوا التربية والتعليم على الغش ، لا تقولوا دولة ، بل قولوا كأنها دولة ، هؤلاء الطلبة والطالبات هم المطلوبين للمرحلة القادمة حتى يتنازلوا بسهولة عن أي شيء ( أرض ، عرض ، نيل ، حرية ....) أي شيء ، فهم لا يعرفوا ولا يفهموا قيمة أي شيء .
هؤلاء قنابل موقوتة ، ستنفجر في وجه الجميع ، إننا ندمر المستقبل ، إننا نربي الجهل في بيوتنا .
إن أردتم النهوض الحقيقي ، فلابد من إبادة منظومة التعليم الحالية ، وبناء منظومة جديدة بعيدًا عن طارق شوقي ، وكل المنتسبين إلى وزارة التربية والتعليم الحالية ، إن بناء البشر أهم من بناء العواصم ، إننا ننتظر معجزة حقيقية ، ندعوا الله أن ندركها ونشارك فيها .