علي محمود يكتب : حرية التعبير

profile
  • clock 6 يوليو 2021, 11:54:41 م
  • eye 744
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في  الخمسينات او الستينات فى العراق 

الحوزة العلمية حرمت اقتناء التلفاز،

التحريم كان قويا الى درجة ان اجهزة التلفزيون في العراق كسدت في المحلات،

ومن كان يرى هوائي التلفاز على سطحه يعامل باحتقار شديد،

ويتهم تهما اخلاقية كالعادة تتعلق (بالعرض ). 

وكان الناس يذهبون الى السينما اسبوعيا،

كل اطفال الشارع ماعدا اطفال وكيل المرجعية،

لكنهم يكتشفون حينما يرجعون ليحكوا لهم الفيلم،

ان اطفال السيد يعرفون الكثير من التفاصيل، وحينما يسالونهم،

 يكتفي الاطفال بالقول انهم سمعوا

وفي يوم كان الاطفال  يلعبون في سطح منزل مجاور لوكيل المرجعية في ذلك الوقت،

 وبالصدفة رأوا هوائي استقبال على السطح، وسريعا ذاع الخبر في المدينة، 

فجاء الاباء الى السيد ليستفهموا منه.

كان جواب السيد انه لايخاف على نفسه الفتنة،

 وانه يستعمل التلفاز في الاشياء المفيدة،

 فاجابه الناس.. 

وماذا عن الافلام المصرية التي يحفظها اولادك.

اجاب السيد:

الملاعين يفتحون التلفاز حينما لا اكون موجودا

اجابه الناس:

وهل تتحمل اثما لهذا السبب؟

فقال:

لا

اجابوه:

طيب ونحن سنفعل الشيء ذاته.

وفي اليوم نفسه تم نصب خمسين جهاز تلفاز في هذا الشارع.

حرية التعبير جعلت ما كان يعتبر محرما ومعيبا في وقت ما،

عاديا جدا بل ومطلوبا الان،

فما تعتبره الان مسيئا ومعيبا، 

سيضحك اولادك عليك ، 

ان كانوا محظوظين...

وما عشناه خلال هذه السنين وجدنا كيف أصبحت أمور طبيعية جدا، التي كانت تعتبر معيبة او مخيفة او نشاز...!!

لأننا نختلف عن العالم كله

لا ننبهر بالجديد وإنما نخافه

لذلك نعيبه ولا نكتشفه ونخوض خباياه

حتى نتخلص من هذا الخوف.

لذلك نصيحة لمن يريد أن يعيش سعيدا

كن حرا في تعبير ما يوجد في داخلك..

من خواطر وافكار حتى وان كانت في نظر الآخرين معيبة...

التعليقات (0)