- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
ميدل إيست آي: الصراع بين البرهان وحميدتي يهدد أمن السودان
ميدل إيست آي: الصراع بين البرهان وحميدتي يهدد أمن السودان
- 1 أبريل 2023, 9:37:12 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبر موقع ميدل إيست آي البريطاني إن الصراع على السلطة والتنافس المحموم بين قائد الجيش السوداني اللواء عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) رئيس قوات الدعم السريع من شأنه تهديد الوضع الأمني العام بالبلاد، وقد يعصف بالاتفاق الإطاري لتسليم السلطة لمدنيين.
ومن المقرر أن يتم توقيع المسودة النهائية للاتفاق الاطاري بين الفرقاء السودانيين مطلع أبريل/نيسان المقبل، بينما يبدأ تشكيل الحكومة الجديدة في الـ11 من الشهر ذاته.
وتهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين فرض البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية، بدأت بالسودان في 21 أغسطس/ آب 2019 مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.
ونقل الموقع عن مصادر سياسية وعسكرية مطلعة قولها إن التنافس بين البرهان ودقلو في الوقت الحالي "لا يمكن إيقافه"، مشيرين إلي إن هناك المزيد والمزيد من مؤشرات التصعيد بين وسط محاولات الوساطة بين الجانبين.
واستشهد الموقع على الصراع بين البرهان وحميدتي بتكثيف كبار المسؤولين من كل من الجيش وقوات الدعم السريع خطابهم العلني، حيث يتسابق كل من قائد الجيش وقائد الدعم الدعم السريع للحصول على الدعم الإقليمي والدولي.
وأضاف الموقع أنه في يناير/كانون الثاني، زار البرهان دولة تشاد. وفي اليوم التالي، وصل حميدتي إلى نفس البلد. بعد ذلك بيومين، وصل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الخرطوم، وقال حميدتي إنه لم يُبلَغ بالزيارة.
وفي فبراير/شباط 2023، في أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا، أرسلت القوات المسلحة السودانية طائرة مساعدات إنسانية إلى تركيا. بعد أسبوع، أرسلت قوات الدعم السريع طائرة منفصلة خاصة بها.
وفي مارس/آذار، تصاعد التنافس، حيث دعا البرهان إلى دمج قوات الدعم السريع في الجيش. رد حميدتي بتحدٍّ، قائلاً إنه يأسف لانقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021 الذي ساعد فيه مع البرهان.
مصادر قوة متباينة
حافظ البرهان وحميدتي، على تحالف غير مستقر منذ انقلاب أكتوبر/تشرين أول 2021، لكن كلا الرجلين لهما مصادر مختلفة للسلطة والثروة، بالإضافة إلى رعاة دوليين مختلفين.
وبصفته قائدًا للقوات المسلحة السودانية، يسيطر البرهان على مجمع صناعي عسكري كبير. كما أنه الشخصية المفضلة لدى كل من مصر، جارة السودان، والشخصيات الإسلامية التي تولت السلطة في أيام الرئيس السابق عمر البشير، الذي أطيح به من السلطة في عام 2019.
في المقابل يسيطر حميدتي، الذي كان في السابق على رأس ميليشيات الجنجويد سيئة السمعة في دارفور، على مناجم الذهب في المنطقة المضطربة وله مؤيدون مؤثرون في الإمارات والسعودية.
التقى كل من البرهان وحميدتي بأعضاء رفيعي المستوى من الحكومات الأمريكية والروسية والإسرائيلية، كما شوهد حميدتي في موسكو عندما غزت روسيا أوكرانيا.
في غضون ذلك، أصر الوسطاء الدوليون بين الممثلين المدنيين والعسكريين على توقيع الأطراف المعنية المختلفة على اتفاق نهائي بحلول منتصف أبريل/نيسان على أبعد تقدير. سيتضمن الاتفاق الإطاري دستورًا جديدًا وسيشكل الأساس لحكومة مدنية جديدة.
يُعتقد أن الصفقة يصب في مصلحة حميدتي، ولذلك فقد أعلن دعمها علنًا. وتدعو مسودة الاتفاقية النهائية إلى دمج القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع - بالإضافة إلى حركات التمرد السابقة - ليتم الاتفاق عليها في غضون عشر سنوات.
وذكر الموقع أن ورشة عمل بين ممثلي المدنيين والعسكريين وقوات الدعم السريع اختتمت أعمالها الأربعاء، دون التوصل إلى أي توصيات نهائية، مع اشتداد الخلافات حول نقطة دمج القوات شبه العسكرية وانسحاب وفد الجيش فجأة من الجلسة الختامية.
وتواصل لجان المقاومة، التي كانت في قلب الثورة المستمرة في السودان، معارضة الصفقة. وقال خالد محمود، عضو لجان المقاومة، إن الصفقة لن تحقق أي استقرار سياسي أو أمني.
ووفق محللون فإنه مع وجود العديد من القضايا التي لا تزال دون حل، فمن غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف أبريل/نيسان.
نقاط الخلاف
أشعلت قضية إعادة دمج قوات الدعم السريع الموقف، حيث قال قائد الجيش وعضو مجلس السيادة، شمس الدين كباشي، صراحةً إنه لا سبيل للسودان ليكون له جيشان، وإنه على هذا النحو، يجب ضم قوات الدعم السريع إلى صفوف الجيش.
بعد أيام قليلة، ألمح عبد الرحيم دقلو، الأخ القوي لحميدتي، إلى أن الوقت قد حان لكي يسلم الجيش السلطة إلى الشعب السوداني.
وقاد مبعوثون غربيون في السودان، بالإضافة إلى السعودية والإمارات وتحالف قوى الحرية والتغيير المدني، الوساطة بين الجانبين العسكريَّين.
ونقل الموقع عن دبلوماسي غربي، قوله إن المحادثات لا تزال جارية حيث اختلف الجانبان حول كيفية دمج قوات الدعم السريع، والإطار الزمني لذلك وغيرها من الجوانب الفنية.
ومن مجالات الخلاف الأخرى نفوذ ووجود رجال الدين الإسلاميين في الجيش منذ عهد البشير. أصر حميدتي على معالجة هذه القضية، بينما ينكر ممثلو الجيش نفوذ الإسلاميين داخل القوات المسلحة السودانية.
وبحسب ما ورد، ينوي البرهان تشكيل ما يسميه "المجلس الأعلى للجيش"، مما يعني فعلياً عزل حميدتي من منصبه كنائب لرئيس البلاد.