أحمد قنيطة يكتب: الاعتراف الروسي باستقلال اقليم دونباس.. الأهداف والدلالات

profile
أحمد قنيطة كاتب وباحث سياسي
  • clock 22 فبراير 2022, 6:38:27 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد الاعتراف الروسي الرسمي بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، اعتقد أن طموح روسيا (حاليا) لا يتجاوز مسألة الاعتراف والسيطرة على اقليم #دونباس اضافة الى جزيرة #القرم الاستراتيجية المطلة على البحر الأسود، والتي تم احتلالها عام 2014, وذلك لتشكيل حزام أمني يبدأ من بيلاروسيا مروراً بدونباس وصولاً إلى جزيرة القرم، ليفصل بذلك بين روسيا وتوسّع الناتو في أوروبا الشرقية وينقل أي مواجهة عسكرية بين روسيا والناتو على الأراضي الأوكرانية.

المرحلة القادمة غالباً سيخبو فيها صوت المدافع تدريجياً، وسيعلو فيها صوت الدبلوماسية والعقلانية والبحث عن حلول وسط تمنع الانزلاق نحو الهاوية. 
 

وبنجاح روسيا بفرض واقع جديد عبر انتزاع دونباس من أوكرانيا يُتوقع أن يبدأ التصعيد الميداني بالتلاشي شيئاً فشيئاً، وستشعر أوكرانيا بالخذلان والتي ينطبق عليها حالياً المثل القائل "اشبعتهم شتماً وفازوا بالإبل"، فأوروبا لا يُتوقع أن تقدّم لأوكرانيا أكثر من التصريحات التضامنية، وبعض العقوبات الاقتصادية، التي اعتادت عليها روسيا، وتستطيع الالتفاف عليها بطرق مختلفة، منها التعاون مع الصين، من نحاية أخرى؛ يُستبعد أن ينخرط الناتو بصراع عسكري مع روسيا، والذي إن بدأ قد لا يتوقف إلا بعد اشعال حرب عالمية ثالثة. 

بوتين يدرك أن الموقف الأمريكي والأوروبي ضعيف وغير متماسك تجاه الازمة الأوكرانية، لذلك اتخذ قرار الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، ما يعني ضمها رسمياً لنفوذ روسيا الاتحادية، وهو بذلك يراهن على قدرته في تحييد بعض القوى الأوروبية كألمانيا التي تربطها بروسيا مصالح اقتصادية كبرى، وفرنسا غير المتحمسة للانضواء تحت منظومة الناتو بقيادة أمريكية، والتي تسعى لتكوين جيش أوروبي مشترك عوضاً عن حلف الناتو الذي تلقى هزيمة مذلة في افغانستان مؤخراً، اضافة إلى الاتهامات الفرنسية للولايات المتحدة بالغدر والخيانة، إثر إفشال صفقة الغواصات النووية مع استراليا، وذلك بعد قرار أستراليا الانسحاب من اتّفاق لشراء غوّاصات نووية فرنسيّة لصالح أخرى أمريكية. 

أما الرد الأمريكي والغربي على الإعلان الروسي فلا يُتوقع أن يتجاوز حد العقوبات الاقتصادية إلى قرار بضم اوكرانيا إلى حلف الناتو، فمثل هذا القرار يُعتبر تهديد استراتيجي للأمن القومي الروسي، وهو بمثابة اعلان حرب على روسيا لا يمكن أن تقف أمامه مكتوفة الأيدي، فانضمام اوكرنيا إلى حلف الناتو يعني السماح للأخير بنشر منظوماته الصاروخية والدفاعية على الحدود الروسية، ما يجعل العمق الروسي تحت رحمة حلف الناتو، خلال أي مواجهة قادمة متوقعة.. 

المرحلة القادمة غالباً سيخبو فيها صوت المدافع تدريجياً، وسيعلو فيها صوت الدبلوماسية والعقلانية والبحث عن حلول وسط تمنع الانزلاق نحو الهاوية. 
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)