- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
أذاعوا نشرة إخبارية عن غزة.. قراصنة إيرانيون يخترقون منصات بث أوروبية
أذاعوا نشرة إخبارية عن غزة.. قراصنة إيرانيون يخترقون منصات بث أوروبية
- 15 فبراير 2024, 2:41:23 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لقطة مأخوذة من الشاشة وزعتها مايكروسوفت من النشرة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي التي قدمها قراصنة مؤيدون لإيران في الإمارات العربية المتحدة
تمكن قراصنة سيبرانيون مدعومون من إيران من قرصنة برامج منصة بث تلفزيوني في الإمارات العربية المتحدة، حسبما أفاد محللون من مايكروسوفت في تقرير نشر في 6 فبراير الجاري.
وبدلا من البث المعتاد للمنصة، فوجئ المشتركون في هذه الخدمة، مذهولين، بنشرة إخبارية عن الحرب في غزة "يظهر فيها مذيع تم إنشاؤه على ما يبدو بواسطة الذكاء الاصطناعي".
وقبل كل ذلك ظهرت على شاشات المشتركين هذه الرسالة: "ليس لدينا خيار سوى اختراق الشبكة لنشر هذه الرسالة وإيصالها إليكم".
يصف أحد سكان دبي، الذين قابلتهم صحيفة "الخليج تايمز"، الموقف قائلا "كنت أشاهد بي بي سي في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء عندما توقف البرنامج فجأة وظهرت صور مفجعة من فلسطين على شاشتي. شاهدت، مذهولا، تجمد شاشتي وعرض رسالة من القراصنة بأحرف كبيرة على خلفية خضراء. تبع هذه الرسالة على الفور نشرة أخبار قدمها مذيع منشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي. كان الأمر سرياليا ومخيفا".
بينما يقول مستخدم آخر للخدمة "جميع القنوات التي شاهدناها كانت تعرض المحتوى نفسه".
وكما تصف صحيفة "الغارديان"، بدأ المذيع الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي على الشاشة في "تقديم صور لم يتم التحقق منها تظهر الفلسطينيين المصابين والقتلى خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة".
كما تبلغت مايكروسوفت أيضا باختراقات مماثلة في كندا والمملكة المتحدة، موضحة أن "بي بي سي" كانت من بين القنوات المستهدفة، لكن المجموعة التلفزيونية العامة البريطانية لم تتعرض للهجوم مباشرة من قبل القراصنة.
ووفقا لتقرير عن الهجمات الإلكترونية الإيرانية ضد إسرائيل صادر عن مركز تحليل التهديدات التابع لشركة مايكروسوفت، فإن هذه الهجمات حدثت في بداية شهر ديسمبر وطهران هي من تقف وراءها.
وفقا لصحيفة "الغارديان"، يعزو محللو مايكروسوفت هذا الهجوم الإلكتروني إلى مجموعة تعرف باسم "كوتون ساندستورم" (عاصفة الرمال القطنية) وهي ليست المحاولة الأولى لها.
وقال تقرير أمني سابق صادر أيضا عن مايكروسوفت إن "كوتون ساندستورم (نبتونيوم سابقا) هي هيئة حكومية إيرانية خاضعة لعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية لمحاولاتها تقويض نزاهة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020".
أول عملية إيرانية بالذكاء الاصطناعي
ودائما وفقا "للغارديان"، فقد تتبع أثر هذه المجموعة من القراصنة على منصة الرسائل تلغرام، حيث نشرت مقاطع فيديو تظهر اختراقهم لثلاث خدمات بث عبر الإنترنت باستخدام مقدم أخبار تلفزيوني مزيف.
"هذه هي أول عملية ذات بصمات إيرانية تكتشفها مايكروسوفت ولعب فيها الذكاء الاصطناعي دورا رئيسا في نشر الرسائل"، كما تشير في تقريرها شركة مايكروسوفت.
بالنسبة لعملاق تكنولوجيا المعلومات الأمريكي، تقف طهران وراء هذه العملية والهجمات الإلكترونية الأخرى.
في الأسابيع التي أعقبت بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تقول مايكروسوفت إنها لاحظت "التعاون بين الجماعات المرتبطة بإيران"، لا سيما بين قراصنة وزارة الاستخبارات الإيرانية و"وحدات حزب الله الإلكترونية".
يعلق فابريس بوبينو، الأستاذ والباحث في كلية الهندسة والمتخصص في الذكاء الاصطناعي: "الإنجاز ليس إذاعة نشرة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولكن النجاح بإدخالها في المكان المناسب".
يوضح نيكولاس أرباجيان، نائب رئيس شركة "هيدمايند بارتنرز" المتخصصة في تحليل المخاطر الرقمية: "لم يستهدف الهجوم الإلكتروني القناة التلفزيونية مباشرة ولكن المشغل نفسه، أي ليس المرسل بل المستقبل".
يعتقد هذا الخبير أن العملية الناجحة لهذا النوع من الهجوم تندرج تحت "التحريض والدعاية السياسية". ثم يردف قائلا: "من اللحظة التي يكون لديك فيها أشخاص يشعرون بها، ويعيشونها في منازلهم، وفي خصوصيتهم، يتحقق الهدف منها".
حملة من الهجمات الإلكترونية
بهذا الهجوم، تحاول إيران توكيد مقدرتها على الوصول بهجماتها إلى كل مكان وأي مكان، حتى عندما لا يكون ذلك متوقعا.
في تقريرها، كشفت مايكروسوفت أن عمليات التهديد السيبراني القادمة من طهران تضاعفت في الأسابيع التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 وقالت: "زاد نشاط إيران بسرعة من تسع مجموعات كانت تحت مراقبة مايكروسوفت وتنشط في إسرائيل خلال الأسبوع الأول من الحرب إلى 14 بعد أسبوعين فقط من بدء الحرب. زادت الهجمات الإلكترونية من نحو عملية واحدة كل شهرين في عام 2021 إلى 11 في شهر أكتوبر 2023 وحده".
في نهاية نوفمبر، بدأت الجماعات المرتبطة بإيران في توسيع هجماتها الإلكترونية خارج إسرائيل، مستهدفة الدول المتحالفة مع الاحتلال الإسرائيلي.
في 22 نوفمبر، اكتشف موظفو إحدى وكالات هيئة المياه في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة على شاشات أجهزتهم وجود شعار لمجموعة من القراصنة الإيرانيين التابعين للحرس الثوري، يطلق عليهم "المنتقمون الإلكترونيون"، مصحوبة بهذه الرسالة: "لقد تم اختراقك. تسقط إسرائيل. أي معدات مصنوعة في إسرائيل هي هدف قانوني للمنتقمين الإلكترونيين".
ويهاجم القراصنة المؤيدون لإيران وحدات التحكم المنطقية القابلة للبرمجة الإسرائيلية الصنع (PLC). هذه الوحدات هي معالجات مخصصة لتنفيذ برامج التشغيل الآلي في المصانع، ويتم استخدامها، على سبيل المثال، للتحكم في عمليات الإنتاج الصناعية مثل تصنيع الآلات والروبوتات في خطوط التجميع. وفتحت الشرطة الأمريكية تحقيقا جنائيا في الحادثة.