- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
ألطاف موتي يكتب: الهجوم الإسرائيلي الاستفزازي على القنصلية الإيرانية.. تصعيد خطير في الشرق الأوسط
ألطاف موتي يكتب: الهجوم الإسرائيلي الاستفزازي على القنصلية الإيرانية.. تصعيد خطير في الشرق الأوسط
- 15 أبريل 2024, 9:13:19 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أثارت التصرفات الإسرائيلية الأخيرة في الشرق الأوسط، وخاصة الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، مخاوف كبيرة وأثارت إدانة بسبب طبيعتها العدوانية والاستفزازية.
واعتبر الهجوم الذي أسفر عن مقتل العديد من المسؤولين العسكريين الإيرانيين، بمن فيهم الجنرال محمد رضا زاهدي، انتهاكا للمعايير الدولية وتصعيدا خطيرا للتوترات في المنطقة.
ووقعت الغارة قبل وقت قصير من مكالمة جماعية آمنة عبر الفيديو بين كبار المسؤولين الإسرائيليين ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ووزير الخارجية بلينكن لمناقشة بدائل الغزو البري الإسرائيلي في رفح، لكن الضربة الجوية في سوريا لم يتم طرحها خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين ونصف.
وقد اتسم دور إسرائيل في الأحداث الأخيرة بسلسلة من التحركات العدوانية، بما في ذلك الضربات الموجهة ضد المسؤولين الإيرانيين والمنشآت الدبلوماسية التي اعتبرت استفزازية ومزعزعة للاستقرار.
كان الهجوم على القنصلية الإيرانية، وهي منشأة دبلوماسية، مثيرًا للجدل بشكل خاص، حيث تعتبر القنصليات امتدادًا للأراضي الوطنية بموجب القانون الدولي، مما يجعل الضربة اعتداءً مباشرًا على الأراضي الإيرانية.
علاوة على ذلك، يُنظر إلى تصرفات إسرائيل على أنها محاولة متعمدة لاستفزاز إيران وتصعيد الصراع مع احتمال إشعال حرب إقليمية أوسع.
ومن خلال استهداف مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى والانخراط في عمليات عسكرية عدوانية، أظهرت إسرائيل استعدادها لاتخاذ إجراءات محفوفة بالمخاطر يمكن أن تكون لها عواقب بعيدة المدى.
ويشكل قرار نتنياهو بمهاجمة القنصلية الإيرانية إشارة واضحة إلى أنه غير مستعد لانتظار أن تؤتي الجهود الدبلوماسية ثمارها.
وتعتقد الحكومة الإسرائيلية أن إيران تستخدم القنصلية كغطاء لعملياتها الاستخباراتية وأن الهجوم كان إجراء ضروريا لحماية الأمن القومي الإسرائيلي.
وقد أكدت الضربة على القنصلية الإيرانية ، إلى جانب تاريخ إسرائيل في التدخلات العسكرية في المنطقة ودعم الجماعات المسلحة ، دور البلاد كلاعب رئيسي في الشبكة المعقدة للجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.
وقوبلت أعمال إسرائيل بانتقادات وقلق من المجتمع الدولي بدعوات لضبط النفس ووقف التصعيد لمنع المزيد من العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.
الرد الإيراني
ردت إيران على الهجوم على قنصليتها بتهديدات بالانتقام وتعهدت بجعل إسرائيل تندم على أفعالها.
إن الحكومة الإيرانية، التي تواجه التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين حتمية الانتقام والحاجة إلى تجنب صراع واسع النطاق، تدرس بعناية خياراتها للتعامل مع هذا الوضع الحساس.
والتهديد بالانتقام يلوح في الأفق مع تعهد إيران بالحفاظ على شرفها الوطني ومصالحها الأمنية.
السياق الأوسع
إن الهجوم على القنصلية الإيرانية هو مجرد فصل أحدث في صراع طويل الأمد بين إيران وإسرائيل، ترجع جذوره إلى الثورة الإيرانية عام 1979 وما تلا ذلك من قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين.
وقد اندلع الصراع بطرق مختلفة، بما في ذلك من خلال دعم الفصائل المتعارضة في الصراعات في سوريا واليمن، وتشكل من خلال ديناميكيات القوة الأوسع في الشرق الأوسط، حيث تطمح كل من إيران وإسرائيل إلى الهيمنة الإقليمية.
وقد أدى الهجوم الأخير على القنصلية الإيرانية إلى تفاقم التوترات وزيادة خطر المزيد من التصعيد، مع احتمال جذب قوى إقليمية وعالمية أخرى.
ولا يزال الوضع غير مريح للغاية بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يواجه ضغوطا متزايدة من داخل الحزب الديمقراطي للحد من تدفق الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل وتجنب التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط.
كما أدى الهجوم على القنصلية الإيرانية إلى زيادة خطر التصعيد وتعريض القوات الأمريكية في المنطقة للخطر، مع وقوع أكثر من 150 هجومًا شنتها الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا على القوات الأمريكية في قواعد في تلك البلدان منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
علاوة على ذلك، فإن الهجوم قد يعرض الاتفاق النووي الإيراني للخطر. والصفقة، التي تم توقيعها في عام 2015، مهددة بالفعل بسبب انسحاب إدارة ترامب من الاتفاقية في عام 2018. وقد يؤدي الهجوم على القنصلية الإيرانية إلى تقويض الصفقة بشكل أكبر، مما يزيد من صعوبة إقناع إيران بمواصلة الامتثال لالتزاماتها.
عكس نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) من قبل إسرائيل وتداعياته
في أعقاب الهجوم، قامت إسرائيل بإخلاء سفاراتها في العديد من البلدان، خوفا من هجمات انتقامية محتملة من إيران أو وكلائها. وقد وُصف هذا القرار بأنه تحذير "صفعة" من إيران.
يعد عكس نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) من قبل إسرائيل خطوة مهمة، لأنه من المحتمل أن يحد من قدرة إيران على شن هجمات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية. ومع ذلك، فإنه يثير أيضا مخاوف بشأن احتمال حدوث عواقب غير مقصودة وخطر التصعيد.
وفي الختام، أدى الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث تعهد كلا البلدين بالانتقام. وفي حين أن طبيعة الرد الإيراني لم تتضح بعد، فإن عكس نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) من قبل إسرائيل وإخلاء السفارات الإسرائيلية يشيران إلى أن الصراع قد يتصاعد أكثر.