- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
ألطاف موتي يكتب: قطر وإسرائيل.. علاقة متوترة ومضطربة
ألطاف موتي يكتب: قطر وإسرائيل.. علاقة متوترة ومضطربة
- 11 ديسمبر 2023, 3:02:21 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أمير قطر يصافح الرئيس الإسرائيلي على هامش COP28
تشارك قطر، التي تربطها علاقات وثيقة بحماس وتقدم مساعدات إنسانية وتنموية لغزة، في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس منذ اندلاع الحرب. وتعمل قطر مع مصر والولايات المتحدة، اللتين تشاركان أيضًا في عملية الوساطة، للتوسط في وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى بين الجانبين. وحتى بضعة أيام مضت، كانت قطر تستضيف مفاوضي إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، حيث أجروا محادثات غير مباشرة.
إن دور قطر ومصالحها في المنطقة معقد ومتعدد الأوجه. وقطر دولة صغيرة ولكنها غنية، وتمتلك ثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، كما أن دخل الفرد مرتفع. قطر هي أيضًا عضو في مجلس التعاون الخليجي، وهو تحالف إقليمي يضم ست دول عربية تشمل السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان. ومع ذلك، اتبعت قطر أيضًا سياسة خارجية مستقلة وطموحة، غالبًا ما تنحرف عن حلفائها في مجلس التعاون الخليجي وتدعم جهات فاعلة وقضايا مختلفة في الشرق الأوسط وخارجه.
ويعد دعم قطر لحماس جزءا من استراتيجيتها الأوسع لدعم الحركات والجماعات الإسلامية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها قطر قوى شرعية وشعبية للتغيير والديمقراطية في المنطقة. ودعمت قطر بنشاط انتفاضات الربيع العربي في عام 2011، حيث قدمت مساعدات مالية وإعلامية ساهمت في سقوط الأنظمة الاستبدادية في تونس ومصر وليبيا. كما لعبت البلاد دورا مهما في التدخل في الصراعات في سوريا واليمن وليبيا، حيث قدمت المساعدة المالية والعسكرية لمختلف الفصائل والميليشيات. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن دعم قطر كان مجرد عامل واحد من بين العديد من العوامل التي أدت إلى تغيير الأنظمة في بلدان الربيع العربي، وأن طبيعة الفصائل التي دعمتها تباينت بشكل كبير اعتمادًا على الصراع المحدد.
كان الدافع وراء مشاركة قطر في المنطقة هو رغبتها في تعزيز نفوذها ومكانتها الإقليمية والدولية، ومواجهة هيمنة منافسيها. كما استثمرت بشكل كبير في قوتها الناعمة، مثل استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وإنشاء شبكة الجزيرة الإعلامية، ورعاية المبادرات الثقافية والتعليمية.
وأثار دور قطر ومصالحها في المنطقة انتقادات ومعارضة من بعض جيرانها وخصومها، الذين يتهمون قطر بالتدخل في شؤونهم الداخلية، وزعزعة استقرار المنطقة، ودعم الإرهاب. وفي عام 2017، فرضت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر حصارًا دبلوماسيًا واقتصاديًا على قطر، وقطعت العلاقات وفرضت عقوبات، وطالبت قطر بوقف دعمها لحماس والجماعات الإسلامية الأخرى ومواءمة سياساتها مع دول مجلس التعاون الخليجي. تم رفع الحصار جزئيًا في يناير/كانون الثاني 2021، بعد التوصل إلى اتفاق مصالحة، لكن التوترات وانعدام الثقة الأساسية ظلت قائمة.
ادعاءات وردود فعل إسرائيل
اتهمت إسرائيل قطر بالتحيز وعدم المساعدة في عملية الوساطة، ودعم حماس بالأموال والأسلحة. كما زعمت أن قطر تحاول تقويض دور مصر كقوة إقليمية ووسيط للسلام، وزيادة نفوذها في المنطقة.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الرائدة، فإن التحذير الإسرائيلي لقطر تم تسليمه من قبل رئيس الموساد، ديفيد بارنيا، الذي زار الدوحة في 2 ديسمبر 2023، برفقة مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه قوله إن برنيا أبلغ القيادة القطرية أن إسرائيل لن تتسامح مع تدخل قطر في المنطقة، وأن إسرائيل ستتخذ إجراءات ضد مصالح قطر إذا استمرت في دعم حماس.
رد فعل قطر
جاء رد قطر على التحذير الإسرائيلي متحديا، وقالت إنها لن تتخلى عن دورها كوسيط، أو دعمها للقضية الفلسطينية. كما اتهمت قطر إسرائيل بخرق الهدنة والمبادئ الإنسانية من خلال قصف مجمع مدينة حمد في غزة، الذي مولته قطر ويضم آلاف الأسر.
في 3 ديسمبر 2023، وهو نفس اليوم الذي نشر فيه مقال صحيفة هآرتس، استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على غزة، واستهدفت ودمرت مجمع مدينة حمد الممول من قطر في خان يونس، وفقا لشبكة إم إس إن. وقالت إم إس إن إن الجيش الإسرائيلي زعم أن حماس تستخدم المجمع كمركز قيادة ومستودع للأسلحة. وأضافت أن وزارة الخارجية القطرية أدانت الهجوم ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت قطر إنها ستحمل إسرائيل المسؤولية عن أفعالها، وأنها ستطلب الدعم والتدخل الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية في غزة. وقالت أيضا إن تهديدات إسرائيل لن تخيفها أو تردعها وإنها ستتمسك بمبادئها وقيمها.
إن العلاقة بين إسرائيل وقطر، والتي ظلت متوترة ومعقدة لفترة طويلة، وصلت إلى مستوى منخفض جديد، وقد تكون لها انعكاسات خطيرة على استقرار وأمن المنطقة. وتهديد إسرائيل بتصفية الحسابات مع قطر قد يؤدي إلى تصعيد التوترات وأعمال العنف وقد يقوض جهود وقف إطلاق النار.
في الختام، كانت قطر لاعبا رئيسيا في أزمة غزة، كوسيط ومانح، فضلا عن كونها داعما وحليفا لحماس. وأظهرت قطر دورها الإنساني والدبلوماسي في المنطقة، وقوتها ونفوذها على الأطراف المتصارعة. كما واجهت قطر معارضة وعدوانًا من إسرائيل، التي حذرتها من عواقب دعمها لحماس. وإن دور قطر في أزمة غزة هو فرصة لتحديد هويتها ودورها في المنطقة والعالم، والعمل من أجل حل سلمي ودائم للصراع يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.