- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
أمجد إسماعيل الآغا يكتب: رجب طيب أردوغان ومستقبله السياسي على مفترق طرق.
أمجد إسماعيل الآغا يكتب: رجب طيب أردوغان ومستقبله السياسي على مفترق طرق.
- 23 مايو 2023, 8:44:08 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الإنتخابات الرئاسية التركية، شهدت مفاجئة غير متوقعة، لجهة عدم قدرة رجب طيب أردوغان، من الفوز على غريمه، كمال كليتشدار أوغلو، وذلك من الجولة الأولى للإنتخابات، حيث لم يستطع أردوغان، تحقيق نسبة 50 في المئة +1، وحصل على نسبة 49.51 في المئة، مقابل 44.88 في المئة لـ كليتشدار أوغلو. الحدث بذاته كان غير متوقعاً، إذ صبَت كل التوقعات التي سبقت الإنتخابات، في خانة قدرة أردوغان على حسم الجولة الأولى، في حين يواجه حزبه تحديات قد تحول دون حصوله على أغلبية مريحة في البرلمان التركي.
من المبكر القول وعلى وجه اليقين، من سيفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، لا سيما أن المعارضة التركية استطاعت نقل الانتخابات إلى جولة إعادة، ولعل اتفاقها على مرشح واحد، عزز من دعم مرشحها كليجدار أوغلو، الذي وعد بترميم مؤسسات الدولة، وهيكلة الرئاسة بوجود نواب للرئيس، من قادة تكتل "تحالف الأمة"، بمن فيهم رؤساء بلديتي أنقرة وإسطنبول، والعودة إلى الحكم البرلماني والسياسات الاقتصادية التقليدية.
ضمن ذلك، يُسجل للمعارضة أنها، نجحت في استثمار الأزمة الاقتصادية، ووجود الملايين من اللاجئين السوريين، والتعهد بإعادتهم إلى أوطانهم، وعليه، فإن تركيا أمام مفترق طرق، فإما التغيير وإما إستمرار رجب طيب أردوغان في الحُكم.
في الجولة الثانية المُقررة في 28 الشهر الجاري، ثمة متنافسان بأسلوبين مختلفين. رجب طيب أردوغان الذي يتمتع بشخصية براغماتية، مستعدة للقتال في النهار والتفاوض في المساء، مع تغيير سياساته الداخلية والخارجية بحسب متغيرات الأحداث، بينما يميل كمال كليجدار أوغلو للهدوء في توجهاته، والحكم عبر التشاور، في دولة يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولديها قضايا معقدة للتعامل معها.
فوز المعارضة في المدن الكبرى، لا سيما أنقرة وإسطنبول وأزمير وديار بكر، كان متوقعاً، بينما كان فوز أردوغان بمحافظات "الزلزال" مفاجئاً، خاصة أن غالبية الأتراك انتقدوا استجابة الحكومة للزلزال، على أعتبار أنها بطيئة وغير كافية، الأمر الذي كان متوقعاً بموجبه، أن يؤدي إلى حشد الدعم لأحزاب المعارضة، والتي اتهمت الحكومة صراحة، بالفساد وسوء إدارة الكارثة.
في جانب أخر، وبحسب استطلاعات الرأي، التي جاءت ضمن أطر انخفاض شعبية أردوغان، إلا أن الأخير لا يزال يملك قاعدة صُلبة، وهو الأقرب للفوز، طالما يملك السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة، ومفاصل الدولة، وعلى أي حال تبقى الاحتمالات الأكثر ترجيحاً، هي فوز أردوغان بالرئاسة والأغلبية في البرلمان، أو خسارته الرئاسة مع الحفاظ على أغلبية البرلمان.
الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، ستعتمد نتائجها على عدة عوامل، أبرزها نسبة التصويت، وحملات المرشحين، والأهم يتمثل في وضع الإقتصاد التركي، فإذا كان الناخب التركي غير راضٍ عن الوضع الحالي للإقتصاد، فإن المشهد الإنتخابي سيكون عُرضة للعديد من التغييرات، لا سيما أن الإقتصاد سيكون له دوراً كبيراً في تحديد السياق الإنتخابي، وهو فعلياً لعب دوراً هاماً في الجولة الأولى، حيث أن الدولة التركية، تكافح مع إرتفاع نسب التضخم، وإنخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار، الأمر الذي ساهم وبقوة في تدني مستويات المعيشة لعديد من الأتراك، وجعل من الصعب على الشركات العمل، نتيجة لذلك فإنه من المُرجح أن الناخبين سيبحثون عن تغيير في القيادة لهذا السبب.
يُضاف إلى ما سبق، فقد كانت هناك مزاعم بالفساد في الانتخابات التركية الماضية، ومن المحتمل أن يكون هناك بعض الفساد في الانتخابات الحالية، مع ذلك من المهم ملاحظة أنه لا يوجد دليل يدعم هذه الادعاءات، إذ نفت الحكومة التركية ارتكاب أية مخالفات وقالت إن الانتخابات حرة ونزيهة.
يقول رجب طيب أردوغان إنه يريد إحداث تغيير في تركيا، ويقول أيضاً إن لديه علاقة وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين، ومثل هذه التصريحات لها تأثير مختلط في الانتخابات، إذ يعتقد بعضهم أن رغبة أردوغان في التغيير أمر جيد وأنه قادر على تحسين الاقتصاد وجعل تركيا دولة أكثر ديمقراطية، لكن في المقابل يعتقد آخرون أن التغيير الذي يتكلم عنه أردوغان أمر سيئ، خاصة إنهم يعتقدون أنه يحاول أن يصبح أكثر استبداداً. وبالتالي، لا يزال من السابق لأوانه تحديد تأثير تصريحات أردوغان في الانتخابات في الجولة الثانية، مع ذلك فمن الواضح أنها قضية رئيسة في الحملة، ويبقى السؤال حول مستقبل الرجل السياسي.
إذا خسر رجب طيب أردوغان الانتخابات في جولتها الثانية، فمن غير الواضح ما سيكون عليه مستقبله السياسي، إذ بنى خلال فترته في السلطة، قاعدة قوية داخل حزب العدالة والتنمية، في وقت طاردته قضايا الاقتصاد والإخفاقات السياسية.
فهو قد يتنحى عن منصب الرئيس، ويترك السياسة تماماً، لكن يمكنه أيضاً البقاء في السياسة ومحاولة استعادة السلطة في المستقبل، كما من الممكن أيضاً أن تتم مقاضاته بتهمة الفساد أو قضايا أُخرى.
في ذات السياق، قد تتعزز فرص أردوغان بالفوز، بعد إعلان المرشح الرئاسي السابق، سنان أوغان، عن دعمه لأردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المزمعة في تركيا 28 من الشهر الجاري. إعلان أوغان، جاء وفق ما نشرته صحيفة "حريت" التركية، حيث ذكرت، أن المرشح الرئاسي السابق عن تحالف أتاتورك، سنان أوغان، أعلن عن دعمه الرئيس الحالي ومرشح الانتخابات الرئاسية، رجب طيب أردوغان، في الجولة الثانية من الانتخابات.
بناءً على ما سبق من معطيات، سيعتمد مستقبل أردوغان السياسي على عدد من العوامل، بما في ذلك نتيجة الانتخابات، وكذلك رد فعل مؤيديه وإجراءات الحكومة الجديدة، إلا أنه لا يزال من السابق لأوانه قول ما سيحدث، لكن من الواضح أن مسيرة أردوغان السياسية على مفترق طرق