- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
أمجد إسماعيل الآغا يكتب: قراءة أولية.. طوفان الأقصى ومحددات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
أمجد إسماعيل الآغا يكتب: قراءة أولية.. طوفان الأقصى ومحددات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
- 8 أكتوبر 2023, 7:54:53 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا شك بأن عملية طوفان الأقصى تُعد تحولاً هاماً في سياق الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لا سيما أن هذه العملية ودقتها وتوقيتها تأتي في سياق تطورات إقليمية ودولية مُعقدة، والأهم أن هذه العملية وما احتوته من عناوين تحتاج إلى أشهر للتخطيط وتحديد ساعة الصفر. وعليه فإن هذه العملية بمجمل تفاصيلها تُعد فشلاً اسرئيلياً في المستويات السياسية والأمنية والاستخباراتية.
في المقابل فإن فلسطين هي أرض الثوابت ودائماً ما تُبدل عناوين الحروب، وتفرض بتبدلاتها وقائع ومُعطيات جديدة، تتمحور حول حسابات القوى الإقليمية والدولية، والظروف والمعادلات التي عادة ما تُنتجها الحروب، وبطبيعة الحال، فإن عملية طوفان الأقصى فتحت باب التساؤلات والتأويلات على مصراعيه، ليس فقط لجهة الخسائر المادية أو البشرية التي مُني بها العدو في اللحظات الأولى، بل ثمة الكثير من المعاني الإستراتيجية التي فرضتها هذه العملية، والتي تأتي في إطارين، إحداهما القدرة الهجومية والتكتيك الدقيق الذي تمتعت به الفصائل الفلسطينية، والأخر، يرتكز على جُملة المعادلات الجديدة، التي سترسمها بلا ريب نتائج عملية طوفان الأقصى.
في جانب موازٍ، لا يُمكن مناقشة الحق الفلسطيني، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لكن في عملية طوفان الاقصى، بدا واضحًا أنه ثمة تساؤل يتسق وعمق مضمون هذه العملية؛ هو تساؤل ينطلق من محددات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي عادت أبجدياته وعناوينه بقوة، عندما تمكنت المقاومة الفلسطينية، من تنفيذ ما خططت له وبدقة متناهية، وهذا بطبيعة الحال يطرح أسئلة عن كيفية إدارة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في المرحلة اللاحقة، وحسابات الموازين والظروف والمعادلات في الداخل والخارج، وسط التضحيات الهائلة التي قدمها ولا يزال يقدمها الشعب الفلسطيني.
نتيجة لذلك، يجب أن تقود التضحيات إلى تغيير الواقع الاحتلالي، والحصول على الحق الفلسطيني، أو أن تبقى في ذات المأزق، جراء حسابات بعض الدول الإقليمية، والتي تتخذ من فلسطين والقدس وشعار تحريرهما، عنواناً لسياستها وأجندتها في المنطقة.
إسرائيل حقيقةً تعيش واقع الصدمة ويجب أن تبقى رهن هذا الواقع، ولا يتم ذلك إلا عبر تكامل وتشابك الجبهات بما لا يسمح لاسرائيل بالتقاط انفاسها واحتواء الصدمة، لكن ومع التقييمات الأولية لتلك العملية، فإنه من المبكر اعتماد سيناريوهات واضحة ومحددة في ما يتعلق بمسار العملية وما يليها من تطورات، لكن في العمق يمكن القول بأن المقاومة الفلسطينية تمكنت من إيلام إسرائيل وإماطة اللثام عن فشل منظومتها الأمنية في استكشاف المخاطر والتهديدات، هذا الأمر سيكون بلا ريب عنواناً مفصلياً في سياق وطبيعة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في مساراته القادمة.