- ℃ 11 تركيا
- 18 ديسمبر 2024
أمريكا ترسل ألف جندي لبناء ميناء في غزة
أمريكا ترسل ألف جندي لبناء ميناء في غزة
- 24 مارس 2024, 6:27:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن إنشاء رصيف عائم في غزة، وسيشارك حوالي ألف جندي أمريكي في عملية إنشاء رصيف عائم بالإضافة إلى منطقة التفريغ خاصة على بعد حوالي خمسة كيلومترات من الساحل؛ لضمان عدم حدود أي احتكاك للجنود مع الأرض في غزة ومع حركة حماس استأجر الجيش الأمريكي خدمات مقاول مدني من الباطن؛ من المفترض أن تبدأ العملية برمتها في شهر مايو، وبحلول ذلك الوقت سيواصل العالم الضغط على إسرائيل لزيادة المساعدات من البر
يوم الخميس الماضي، 21 مارس، قامت القيادة المركزية الأمريكية بإسقاط حصص غذائية إضافية على قطاع غزة جوا، حيث أسقطت طائرتا نقل من طراز “C-17غلوبماستر” 80 حزمة تحتوي على 50 ألف حصة غذائية في شمال قطاع غزة، ولم تفتح خمس مظلات بشكل صحيح وهوت على الأرض بسرعة .
وأعلنت الولايات المتحدة أن خمسة طرود وقعت في منطقة مفتوحة دون أن تتسبب بأضرار. على عكس حادث مشابه وقع قبل أسبوعين ونصف، عندما وقعت طرود (للإمارات العربية المتحدة) دون مظلة وتسببت بمقتل مواطنين غزيين. وبحسب الإعلان الأميركي فمن المتوقع أن يستمر الإسقاط الجوي للطرود.
في الوقت نفسه، هناك ثماني سفن أمريكية في طريقها إلى غزة بهدف إنشاء الرصيف الأمريكي العائم – وهو منشأة ضخمة من شأنها إدخال مليوني وجبة إلى غزة يوميا. هذه المهمة اللوجستية لا تعد استثنائية بالنسبة للأمريكيين، لكن بالتأكيد تُعتبر حدثا نادرا وغير مسبوق على شواطئ البحر المتوسط.
منذ بداية الحصار على غزة – قبل 17 عاما – لم يكن من الممكن استلام بضائع من البحر. قبل عشرة أيام وصلت للمرة الأولى سفينة مساعدات إنسانية تابعة لمنظمة “المطبخ العالمي المركزي” (World Central Kitchen)، وسيطلق الأمريكيون قريبا منظومة عسكرية كاملة من العلميات البحرية، سيتم من خلالها إدخال البضائع والأغذية إلى غزة.
الحديث لا يدور عن سفينة عسكرية لوجستية صغيرة واحدة، بل بقوة تضم نحو 1000 جندي أمريكي. بحسب إعلان المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال بات رايدر، لن تطأ قدم أي من الجنود أرض غزة.
سفينة “بيسون” الأمريكية تشق طريقها إلى البحر لمتوسط، 9 مارس، 2024. ( U.S. Central Command via AP)
أول سفينة غادرت شواطئ الولايات المتحدة هي “بيسون” – وهي سفينة لوجستية ستبدأ عملية بناء الرصيف العائم. وقد وصلت السفينة بالفعل ميناء بونتا ديلغادا (في جزر الأزور، وهي منطقة حكم ذاتي برتغالية) للرسو والتزود بالوقود قبل أن تواصل رحلتها.
وبحسب المخطط الهندسي، سيتم إنشاء رصيف عمل خاص على بعد حوالي خمسة كيلومترات من الشاطئ. ويبلغ عرض الرصيف 22 مترا وطوله 82 مترا. كيف سيتم ذلك؟ شاطئ غزة معروف بأنه رملي – والمدرجة الرملية تمتد إلى عمق البحر. سوف ترسو سفينة البحرية الأمريكية الكبيرة على المسافة المذكورة وتقوم بتركيب رصيف العمل بالقرب منها.
وستتحرك القوارب من وإلى هذا الرصيف لنقل البضائع إلى الرصيف العائم. سيتم استخدام الرصيف العائم نفسه، الذي سيتم بناؤه بشكل منفصل عن السفينة الكبيرة، كطريق ذو مسارين – ومن هناك سيتم نقل البضائع إلى المحطة التالية. وذكر البنتاغون أنه لن يتم الكشف عن نقطة الإرساء المحددة قبالة سواحل غزة في هذه المرحلة. ولم يتم الإعلان عن مدة المهمة بعد.
تم التدرب على إنشاء الرصيف العائم قبل أقل من سنة في مناورات مشتركة للجيش الأمريكي والجيش الأسترالي (اسم التمرين: Exercise Talisman Sabre). تم تكليف الوحدتين اللتين شاركتا في التمرين بالمهمة الحالية أيضا – الفرقة اللوجستية (النقل) السابعة والوحدة البحرية “غروب 1” من قاعدة كوروندو (في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا)
مقاول مدني أمريكي من الباطن
ولضمان عدم قيام أي جندي أمريكي بأي شكل من الأشكال بملامسة أرض غزة أو حدوث أي احتكاك مع حركة حماس، استأجر الجيش الأمريكي خدمات مقاول مدني من الباطن، شركة تُدعى Fogbow. من المقرر أن تدير هذه الشركة عملية استلام البضائع من البحر وتوزيعها إلى غزة، رغم أنه ليس من الواضح من خلال من سيقومون بذلك.
رئيسا الشركة المذكورة – التي تعمل في مجال المساعدات الانسانية – هما ضابطان متقاعدان أمريكيان: سام موندي وميك مالروي.
فكيف تستطيع كل هذه القوى ضمان عدم انقضاض السكان على المنطقة الساحلية؟ من المرجح أن يتم إسناد مهمة الأمن إلى الجيش الإسرائيلي. وقد يتعرض كل من قوات الأمن وسكان غزة المحتاجين لنيران المسلحين في نقاط توزيع الغذاء.
بقدر ما هو معروف حتى الآن، يبدو أن الأمريكيين مستعدون لإدارة الجزء البحري من العملية، لكن الواجهة مع الساحل والتوزيع داخل غزة لم يكتملا بعد. وعلى أية حال، فإن القرار الأمريكي بإطلاق مثل هذه العملية ينبع أولا وقبل كل شيء من حقيقة أن إسرائيل لا تقوم بإدخال ما يكفي من الغذاء والمساعدات الإنسانية.
أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن هذه المسألة في كل مكالمة هاتفية أجراها مع بنيامين نتنياهو، بدءا من اللحظة الأولى للحرب. إسرائيل أومأت برأسها ووعدت، ولكن على مستوى التطبيق لم ينجح عدد المعابر باستيعاب كميات الشاحنات، وبما أن إسرائيل لم توافق على إعداد برنامج لليوم التالي في غزة، واصل المسلحون مهاجمة شاحنات المساعدات – وعززوا مواقعهم في مناطق بأكملها داخل القطاع.
وكما ذُكر سابقا، فقد أبحرت سفينة “بيسون” بالفعل وستكون إسبانيا محطتها الوسيطة التالية. على بعد أيام قليلة منها هناك ثلاث سفن أمريكية أخرى، من بينها سفينة الإنزال “مونتيري” – السفينة التي ستقوم بنقل البضائع من السفينة الرئيسية إلى الرصيف العائم وسفينة الشحن “جيمس لو”.
أربع سفن أخرى – “لوبيز” و”بوبو” و”بينافيدز” و”أموروس” – لم تبحر بعد وهي على سواحل فرجينيا وفلوريدا. ومن المفترض أن تبدأ العملية برمتها في المنطقة في 10 مايو. وحتى ذلك الحين، سيستمر الأمريكيون في إسقاط المساعدات الإنسانية جوا.
وحتى وصول الأسطول الأمريكي، تدخل معظم المواد الغذائية غزة بالشاحنات عبر المعابر الإسرائيلية. الأيام القليلة المقبلة حاسمة في هذا الصدد، لأنه سيتم نشر العديد من المقالات في جميع أنحاء العالم حول التأخير الإسرائيلي في إدخال المساعدات – سواء بسبب عمليات التفتيش المتزايدة أو بسبب المظاهرات التي جرت قبل بضعة أشهر.
دول العالم لا يهمها أسباب تأخر دخول الشاحنات، وهي تطالب بإدخال المزيد من الغذاء إلى غزة لمنع تدهور الوضع هناك إلى مجاعة جماعية.