- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
أ. هلال نصّار يكتب: سيف القـــدس مشرعاً .. لن يغمد
أ. هلال نصّار يكتب: سيف القـــدس مشرعاً .. لن يغمد
- 10 مايو 2022, 11:11:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تتناغم المقاومة بلغة البارود والنار مع الاحتلال الغاصب للحق الفلسطيني في الذكرى الأولى لمعركة «سيف القدس» التي أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وفرضت معادلات استراتيجية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا مجال للاحتلال إلا بالرحيل عن أرضنا، حيث شكلت المقاومة في معركة سيف القدس نموذجاً للوصول الى أهدافنا، ووجهت ضربة قاسمة لمشروع أوسلو وفريق التنسيق المدنس، وأعادت رسم الأوزان في المنطقة فأصبح القطاع عامل مؤثر في معادلة الصراع مع الاحتلال، وأفقدت الكيان عنصر المبادرة في المواجهة، وأكدت على ردع العدو وقلب المعادلات فلم يعد للمحتل مطلق الحرية بأن يقتحم الأقصى أو يعتدى على الحقوق الفلسطينية دون رد من المقاومة وأعلنت أن سيفها سيبقى مشرعا في وجه بني يهود لن يغمد.
"مشروع التحرير هو خيار المقاومة الذي أصبح اليوم أكثر واقعية للتصدي لاعتداءات الاحتلال الصهيوني في حين أن خيار التسوية ونهجها قاد شعبنا إلى مزيد من الانحطاط السياسي وكبل طاقات شعبنا في الدفاع عن أرضه ومقدساته والتفاف الجماهير خلف خيار المقاومة ورموزها الذي بدوره عرى نهج التسوية والخديعة وتسويق الوهم الذي قاده فريق سلطة أسلو على مدار 30 عامًا.
تخوفات واسعة في صفوف وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي من اتساع دائرة المواجهات لتصل مدن الداخل المحتل (أراضي48)، حيث أفادت القناة 12 العبرية أن شرطة الاحتلال وضعت خطة طوارئ للتعامل مع الأزمة المرتقبة، وتستعد لإرسال وتعزيز وحدات إضافية من الشرطة وحرس الحدود ضمن قوات الاحتياط، في حال اندلاع احتجاجات دفاعاً عن المسجد الأقصى على غرار تنفيذ سيناريو مشابه لأحداث مايو 2021 عندما اندلعت مواجهات عنيفة في اللد المحتلة ولم تستطيع شرطة الاحتلال السيطرة عليها مما يشكل هاجس أمني كبير لدى المؤسسة الأمنية الصهيونية
قوة ردع المقاومة بغزة أدت إلى فرض معادلات وقواعد اشتباك جديدة ألزمت العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه المجرمين بالتعامل بحذر من تكرار مشاهد الجحيم خلال عملية حارس الأسوار-سيف القدس العام الماضي، وهذا ما أدى الى فشل مسيرة الأعلام الصهيونية من الوصول إلى باب العامود والبلدة القديمة والتي شكلت انتصارا إضافيا في إطار معركة شعبنا بالدفاع عن القدس ومقدساتها.
قوى المقاومة تقف بكل قوة وشجاعة أمام اعتداءات الاحتلال وأمام الهيمنة والعربدة الأمريكية بالمنطقة ولديها القدرة لتقول للعالم الظالم أن شعبنا ليس وحده في ميدان المعركة، ومحور المقاومة الآن في حالة تصاعد كبير في المنطقة ويسجل إنجازات وانتصارات على المشروع الصهيو أمريكي وحلف الخيبة الذى يتم تأسيسه ببن دول التطبيع والكيان الصهيوني بأوامر أمريكية لن يُكتب له النجاح، مبينًا أن المقاومة في المنطقة على أهبة الاستعداد لمواجهة ربما باتت قريبة مع العدو الصهيوني الذي لن يردع ولن يوقف جرائمه إلا من خلال المواجهة فالمقاومة أخذت قرارها وترصد سلوك العدو لضربه في مقتل بأمر الله تعالى.
سيف القدس أثبتت بفرض معادلات جديدة للمرابطين في الأقصى الذين أتوا من كل ربوع فلسطين المحتلة أنه لا يمكن لجم العدوان الصهيوني ووقف الاقتحامات إلا من خلال التصدي والاشتباك مع قطعان المستوطنين الذين تتم حمايتهم من قبل حكومة العدو، فالمقاومة لا زالت متأهبة على مدار الوقت دفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك وهي تدرك أن العدو يعد العدة للمعركة المقبلة، كما أن المقاومة أرست معادلة جديدة بعد معركة سيف القدس بأنها حاضرة بكل أذرعها العسكرية للرد على أي اعتداء على أهلنا ومقدساتنا، ومن المؤكد أن سيف القدس جسدت حالة الإجماع الفلسطيني حول خيار المقاومة التي أربكت حسابات العدو.
قوة الردع زادت فعاليتها بعد معركة سيف القدس وعلى العدو أن يفهم الرسائل ويوقف عدوانه في القدس والضفة فوراً، فرسالة المقاومة واضحة بأن القدس حاضرة في أولوياتها ولن تسمح بأي عبث صهيوني بمقدساتنا مهما عظمت التضحيات، ولا شك أن الاحتلال منزعج من معادلة المقاومة التي لا مفر منها إلا بالمواجهة أو تنفيذه خطة بديلة يحاول فرضها جيش الاحتلال على المقاومة من خلال التهديد بالاغتيالات وهو الأمر المستبعد ولكنه قد يطرح وينفذ في حالات عدم قدرته على ردع إطلاق الصواريخ بين الفينة والأخرى شبه اليومية أمام مجتمعه للحفاظ على حكومته.
فصائل المقاومة بغزة: إذا أقدم الاحتلال على ارتكاب أي حماقة أو استهداف أي من قادة المقاومة، فإنه سيفتح عليه أبواب جهنم وسيكون الرد مزلزلاً وتتعدى ارتداداته حدود فلسطين لأن القائد يحيى السنوار أصبح أيقونة للمقاومة في فلسطين وأحد أركان محور القدس.