إسلام الغمري يكتب: انسحاب إسرائيل من محور نيتساريم.. هزيمة جديدة أم إعادة تموضع؟

profile
إسلام الغمري الغمري نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية
  • clock 9 فبراير 2025, 1:04:20 م
  • eye 73
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في تطور لافت، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحابها الكامل من محور نيتساريم، ذلك الطريق العسكري الذي شقته داخل قطاع غزة لفرض حصار خانق على المدينة، ومحاولة تقسيم القطاع إلى مناطق معزولة تُسهل السيطرة عليها عسكريًا. فهل نحن أمام هزيمة عسكرية جديدة للاحتلال؟ أم أنها مجرد إعادة تموضع ضمن مخطط آخر؟

دلالات الانسحاب.. عندما تفشل الأهداف

 

منذ أن أقامت قوات الاحتلال محور نيتساريم، كان الهدف الرئيسي منه تقطيع أوصال القطاع، وعزل شمال غزة عن جنوبها، ما يسهل عملياتها العسكرية ويضيق الخناق على المقاومة. لكن بعد أشهر من القصف العنيف والتوغل البري، اضطرت إسرائيل إلى الانسحاب، ما يعكس عدة دلالات مهمة:


1. فشل السيطرة الميدانية
• رغم التفوق العسكري الهائل، لم يتمكن الاحتلال من فرض سيطرته الكاملة على المحور، حيث استمرت المقاومة في تنفيذ هجمات نوعية واستنزاف قواته عبر الكمائن والعبوات الناسفة.
• الانسحاب يعكس عجز الاحتلال عن تأمين خطوط إمداده داخل غزة، ما جعله عرضة لهجمات المقاومة بشكل مستمر.
2. إخفاق مخطط تقسيم غزة
• محور نيتساريم كان أداة عسكرية تهدف إلى فرض واقع جديد، لكن صمود المقاومة وتكيفها مع الظروف العسكرية أحبط هذا المخطط.
• المقاومة أثبتت أنها قادرة على إفشال المشاريع الاحتلالية مهما كانت قوتها، وأجبرت العدو على التراجع.
3. تكتيك إسرائيلي لتخفيف الضغط؟
• قد يكون الانسحاب جزءًا من إعادة التموضع لتخفيف الخسائر، خاصة مع تصاعد الضغوط السياسية على حكومة الاحتلال، وفشلها في تحقيق “صورة النصر” أمام جمهورها.
• من المحتمل أن تسعى إسرائيل إلى تقليل خسائرها البشرية والمادية في غزة، استعدادًا لمعارك أخرى أو خيارات تفاوضية مفروضة عليها.

 

رسالة للمقاومة: الثبات يصنع المعادلات

 

انسحاب إسرائيل من محور نيتساريم ليس مجرد حدث عابر، بل هو تأكيد جديد على أن صمود المقاومة الفلسطينية يغير قواعد اللعبة، ويفرض على العدو تراجعات متتالية. وكما فشلت إسرائيل في حروبها السابقة في تحقيق أهدافها، فإن هذا الانسحاب يعزز قناعة أن الاحتلال لن يستطيع البقاء طويلًا في غزة، ولن يفرض معادلات جديدة بقوة السلاح.

إن معركة غزة اليوم ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي حرب إرادات، والمقاومة أثبتت أن إرادتها أقوى من الدبابات والطائرات. والاحتلال، مهما استمر في عدوانه، سيجد نفسه مضطرًا للتراجع، كما حدث في نيتساريم، وكما سيحدث في أماكن أخرى.

#غزة_تنتصر


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)