- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
إسماعيل جمعه الريماوي يكتب: نتنياهو واهداف ومبررات معركة جنين
إسماعيل جمعه الريماوي يكتب: نتنياهو واهداف ومبررات معركة جنين
- 5 يوليو 2023, 2:36:26 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في ظل العدوان المتواصل ضد مخيم جنين، الذي تخلله القصف الجوي، وتدمير البنى التحتية، واستهداف البيوت وتجريف الطرقات، وانقطاع المياه والكهرباء عن غالبية أحياء المخيم وقد أسفرعن ارتقاء عشرة شهداء حتى الآن ، وإصابة أكثر من مئة بجراح إصابة العديد منهم خطرة، في مشاهد أعادت إلى الأذهان عدوان الاحتلال على جنين قبل عقدين من الزمن، وارتكابه مجازر أسفرت عن تدمير المخيم، وارتقاء مئات الشهداء العزّل نتيجة ذلك العدوان.
وفي ظل العدوان الجديد ضد جنين يحاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحقيق العديد من الأهداف، فهو يحاول جاهدًا الهروب للأمام من أزمته الداخلية والصراعات السياسية المتفاقمة في المجتمع الإسرائيلي من قضايا الفساد والمحاكمات التي يواجهها إلى موضوع الإصلاحات القضائية التي يسعى لتحقيقها والى إرضاء حلفاءه المتطرفين في الحكومة ، كما ويسعى لاستعادة سياسة الردع التي هشمتها المقاومة الفلسطينية في جنين ومدن شمال الضفة الغربية المحتلة.
ربما يكون هدف الاحتلال من عمليته الأخيرة في جنين هو إضعاف المقاومة الفلسطينية في شمال الضفة، لكن الهدف الاهم لحكومة نتنياهو المتطرفة هو كسب الهدوء على الأرض لأطول مدة ممكنة بما يتيح لها تنفيذ مشروعها الاستيطاني الكبير الذي تسعى به إلى حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني بالسيطرة التامة على جميع مناطق الضفة المحتلة، وإنهاء حلم بناء الدولة الفلسطينية المستقلة في المستقبل.
حيث أن الغطاء السياسي والدبلوماسي الأمريكي والأوروبي هو أكثر ما يساعد حكومة الاحتلال على مواصلتها انتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وضربها عرض الحائط باتفاقيات جنيف وجميع المواثيق الدولية التي تكفل حماية الفلسطينيين تحت الاحتلال، وضمان حقوقهم بحياة كريمة، فضمان كيان الاحتلال للفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، وتدخل الإدارة الأمريكية لمنع ملاحقة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية إنما يمثل شراكة فعلية في ارتكاب جرائم الاحتلال سواء في جنين أو في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي تعمّدها انتهاك القوانين الدولية دون ملاحقة قضائية.
وفي ظل التطبيع العربي ، وهرولة بعض الأنظمة الخارجة عن وجدان شعوبها المعادية للاحتلال والذي يمثّل تشجيعًا للاحتلال لمواصلة عدوانه ضد الفلسطينيين، كما أن التعاون العسكري والأمني والاقتصادي البغيض مع كيان الاحتلال هو شراكة فعلية في جريمته ضد الفلسطينيين ، كما أن الصمت الرسمي العربي، إلا من بعض بيانات الإدانة الخجولة، هو إقرار للاحتلال بالاستمرار في ارتكاب جرائمه ضد المدنيين العزل .
أما نحن كفلسطينيين فلا شك أن الجميع يشعر بغصة كبيرة إزاء تمسّك البعض من أصحاب المصالح الخاصة بالتنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال بذرائع ومبررات واهية، ونراها جريمة لا تقل خطورة عن جريمة الاحتلال ، فتحرير فلسطين يبدأ من وحدة الكلمة والميدان تحت راية المقاومة، وتطهير الصف الداخلي، و إنهاء الانقسام البغيض الذي يمثل عقبة أساسية في طريق الوحدة و التحرر ومبررا للاحتلال وغيره من قوى اقليمية ودولية في الحديث عن الخلاص من الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية.
وإذ نتابع عدوان الاحتلال على جنين فإننا على ثقة بأن استئصال المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة بات حلمًا إسرائيليًّا بعيد المنال، فخلايا المقاومة الفلسطينية اليوم هي في حالة تمدد جغرافي،والحاضنة الشعبية التي تدعم استمراريتها رغم ضربات الاحتلال القاسية لها .
واليوم تعود جنين من جديد لتقول كلمتها في ساحة المواجهة مع الاحتلال، فهي ما تزال صامدة في المواجهة ، وقد نجحت مقاومتها الباسلة في الصمود وصد العدوان بما يشير إلى صلابة المقاومة ، وقدرتها على تحدي قوة وعنجهية الاحتلال رغم ضعف الإمكانيات و فارق القوة الكبير بينها و بين الاحتلال.