اسماعيل الريماوي يكتب: الضفة الغربية وإرهاب الاستيطان المستمر

profile
  • clock 30 يونيو 2023, 6:03:07 م
  • eye 504
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد أن باتت حكومة نتنياهو عاجزه عن حماية المستوطنين بداءت تواجه الفلسطينيين بميليشيات الاستيطان الذين هم من أتباع الوزيرين المتطرفين سموتريش وبن غفير والتي يتم حمايتهم من قبل الجيش الاسرائيلي وقد يكون منهم من هم من الجيش نفسه أو من جنود الاحتياط . 
و في تحليل ومتابعة لظاهرة بروز منظمات الاستيطان الإرهابية في الضفة الغربية، والتي تقوم بتنفيذ سياسة انتقامية تعرف باسم “تدفيع الثمن”، وذلك بمهاجمة المدنيين الفلسطينيين والإضرار بالمساجد والممتلكات والمزروعات والأشجار، وقد تطورت بأساليبها الإرهابية باستخدام أساليب حرق أهدافها التي تتنوع ما بين الشجر والحجر والبشر. وعند استعرض عناصر البيئة الحاضنة التي نشأت وترعرعت فيها هذه التنظيمات الاستيطانية الإرهابية، بما في ذلك الرعاية والمساندة من قبل الحكومات والكنيست والقضاء والشرطة ولوبي الاستيطان الإسرائيلي، وكذلك دور الحاخامات المتعصبين وتلامذتهم. وقد تم تناول التبعات والتأثيرات ونتائج هذه الظاهرة الإرهابية على الصعيدين الإسرائيلي أولاً والفلسطيني ثانياً، لتبين أن الإرهاب لا حدود له وقد ينقلب على مؤسسيه ورعاته ومموليه، ولتتبع التوجهات العقائدية الإرهابية والعملياتية وأهدافها التي توسعت لتشمل المجتمع والنظام الإسرائيليين . 
حدثت عمليات “تدفيع الثمن” الأولى في الضفة الغربية في عام 2008، حيث كانت العمليات في حينه انتقاماً فورياً على إخلاء البؤر الاستيطانية. وكانت الأهداف التي تمت مهاجمتها تتركز على سيارات ومنازل في القرى الفلسطينية، القصد منها  إلحاق الضرر الحقيقي بالأرواح وإرهاب السكان ودفعهم إلى الخوف و الرحيل .
وبدأ هؤلاء في العام 2013 يتسببون بضرر أكبر بالمدنيين الفلسطينيين في الضفة وداخل إسرائيل، ومحاولات أولية لإلحاق الضرر بهم ، وطوال الوقت على مدار سنوات الاحتلال كان هؤلاء الإرهابيون يوصفون بـ”شواذ، أعشاب ضارة، أعمال فردية – هكذا وصفهم  المجموع اليهودي في إسرائيل”- كما يكتب أحد الصحافيين الإسرائيليين. ويستطرد ذاك الصحافي ليؤكد أن تياراً بات يبرز يميل إلى التحسب والخوف من إرهاب المستوطنين بعد حرق عائلة دوابشة في دوما،  ليصفهم بـأنهم “حارقو الأولاد والكنائس ومقتلعو الأشجار وكاسرو العظام وقد وصلت حالة الخوف هذه إلى حالة من الفزع حتى في أوساط رؤساء المجمع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة “يشع”، الذين طلبوا أموالاً من وزراء الحكومة “مُدعين أنهم يريدون استثمار هذه الأموال في التعليم ومعالجة الثقافة الثانوية غير القانونية لشباب البؤر الاستيطانية التي تطور داخلهم "
و منذ أن تشكلت حكومة نتنياهو بات المستوطنون يشكلون "قوة منظمة" بالضفة الغربية مدعومة من الحكومة التي تشكلت اصلا من غلاة الاستيطان و التطرف في اسرائيل التي باتت تحميهم و تشجيعهم ضد الفلسطينيين .
في مساء يوم الأحد 26 فبراير/شباط 2023؛كانت ذروة الاعتداءات على الفلسطينيين و جاءت بحماية قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي،  فقد شن غلاة التطرف هجوماً مميتاً ومدمراً على بلدة حوارة جنوبي نابلس حيث أحرق المتطرفون عشرات المنازل وعشرات السيارات. ووصفت بعض الدوائر الفلسطينية وحتى الإسرائيلية هذا الهجوم بـ "المذبحة"؛ إذ تسبب في استشهاد مواطن فلسطيني يدعى سامح الأقطش (37 عاماً) ، وجرح مئات آخرين في حوارة والقرى الأخرى المجاورة لها.
ويقول أهالي بلدة حوارة إن هذا "الهجوم هو الأكبر من نوعه"، ويعد أكبر هجوم شهدته المنطقة من المستوطنين على بلدة فلسطينية بهذا الشكل منذ سنوات وبحماية جيش الاحتلال وشرطته"، لكنه أشار إلى أن البلدة تشهد اعتداءات يومية أيضاً، ولا تزال.
وقد تصاعدت هجمات المستوطنين على السكان الفلسطينيين، بعد مقتل 4 إسرائيليين تعرضوا لإطلاق نار بالقرب من مستوطنة "عيلي" شمال الضفة الغربية، يوم الثلاثاء، وذلك في أعقاب اقتحامات نفذها جيش الاحتلال في جنين أسفرت عن سقوط شهداء و مصابين من الفلسطينيين.  
المستوطنين شنوا اعتداءات  جديده على قرى وبلدات ترمسعيا وبيت فوريك وعورتا وحوارة واللبن الشرقية والساوية وزعترة وياسوف ودير شرف فقد أحرقوا عشرات المنازل و مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية و سيارات ومحلات تجارية و مغسلة طالها أيضا النهب والسلب في مدخل اللبن الشرقية.
كما هاجم مستوطنون قرية بيتين شرق رام الله، وكسروا زجاج عدد من المركبات ومنازل المواطنين، و محلات تجارية في هجمات هي الأعنف منذ سنوات و بحماية و رعاية الجيش الاسرائيلي .
وعن ما دور السلطة الفلسطينية في حماية المواطن الفلسطيني و دعم صموده في مواجهة الاستيطان و المستوطنين حيث تملك السلطة الفلسطينية اجهزة أمنية بأذرع مختلفة بما يقدر عددهم إلى ستين الف مسلح موزعين في مدن مختلفة في الضفة الغربية المحتلة فهل تستطيع هذه الأجهزة حماية المدن و القرى من توحش المستوطنين ام لها دور اخر .


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)