- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
إيران والاتفاق النووي.. هل يقبر تخصيب اليورانيوم محاولات الإنعاش؟
إيران والاتفاق النووي.. هل يقبر تخصيب اليورانيوم محاولات الإنعاش؟
- 1 مارس 2023, 1:13:17 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جزيئات من اليورانيوم المخصب تناهز النسبة الضرورية لإنتاج قنبلة نووية تضع محاولات إنعاش الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى على المحك.
ولئن لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية - حتى الآن- من تأكيد ما إذا تم بلوغ هذا السقف في شكل عرضي أم متعمد، إلا أن الحدث في حد ذاته كفيل ببعثرة ما تبقى من الخطة المشتركة الموقعة في 2015، والتي انسحبت منها واشنطن بشكل أحادي في 2018.
قنبلة نووية؟
مساء الثلاثاء، أعلنت الوكالة أنها رصدت في إيران جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83,7 في المئة، أي أقل بقليل من نسبة التسعين في المئة الضرورية لإنتاج قنبلة نووية.
إعلان يرى مراقبون أنه يدخل عملية إحياء الاتفاق النووي حالة من التوتر الشديد، بل يعتقد خبيران إيرانيان في الشؤون الدولية أنه من الممكن أن يقود لانهيار الاتفاق النووي في ظل هذا التوتر.
ورغم مزاعم طهران بوجود فتوى شفهية من المرشد علي خامنئي بحرمة إنتاج وصناعة الأسلحة النووية، لكن تقارير دولية تكشف زيف المزاعم الإيرانية.
وأكد رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأول مرة رسميًا، رصد جزيئات بنقاء 83.7 في المئة من اليورانيوم المخصب في المنشآت النووية الإيرانية.
وهذا المستوى من التخصيب أقل بقليل من تركيز 90 بالمئة المطلوب لإنتاج سلاح نووي.
وفي أحدث تقرير عن برنامج إيران النووي، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب تزيد 18 مرة عن الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة.
وقدرت الوكالة الذرية، في تقريرها الجديد، أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب حتى 20 بالمئة تبلغ 434.7 كيلوجرام على شكل سداسي فلوريد اليورانيوم و37.7 كيلوجرام على شكل أشكال أخرى.
كما يشير هذا التقرير إلى أن احتياطي إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة وصل إلى 87.5 كيلوغراماً، بزيادة 48 كيلوغراماً عن التقرير السابق الذي صدر قبل ثلاثة أشهر.
وتقول الوكالة إنها تجري مناقشات مع إيران حول مصدر 84 في المائة من جزيئات اليورانيوم المكتشفة في يناير في منشأة فوردو النووية.
وبحسب تقرير وكالة الطاقة الذرية، قالت إيران في خطاب يوم 20 فبراير عن وجود 83.7٪ من جزيئات اليورانيوم في منشأة فوردو إن "تقلبات غير مرغوب فيها في مستوى التخصيب" ربما حدثت.
الاتفاق النووي في خطر
في تعليق على التطورات، يرى الباحث الإيراني في الشؤون الدولية، رضا نصيري، أن "التوتر الجديد بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يجعل الاتفاق النووي في خطر وربما ينهار في أي لحظة خصوصا بعد فشل جميع المساعي لاستئناف المفاوضات".
ويقول نصيري في حديث لموقع "إنصاف نيوز" المحلي، إنه "لا حل أمام إيران إلا بالعودة للمفاوضات النووية وإلا سيتم إعادة الملف النووي إلى مجلس الأمن الدولي"، مشدداً على أن "التوتر الجديد يمكن أن يضع الأطراف الأوروبية في مكانة تفرض شروطاً جديدة على طهران".
من جانبه، أيد حسن بهشتي بور، خبير الشؤون الدولية، ما ذهب إليه نصيري، بالقول إنه "لا توجد طريقة أخرى غير التفاوض؛ والتفاوض ألف مرة أفضل من لحظة حرب".
وقال بهشتي بور في حديثه لموقع "رويداد 24" المحلي: "في رأيي، التفاوض ألف مرة أفضل من لحظة القتال (الحرب)، يجب على المسؤولين التفاوض لتحسين الأوضاع الاقتصادية".
واستبعد بهشتي بور أن تحدث الزيارة المقبلة للمدير العام للوكالة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران، انفراجة كبيرة في الخلافات القائمة بين الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي.
وتابع: "على الحكومة الإيرانية التوقف عن إعلان أننا لا نربط المفاوضات بتحسين أوضاع الشعبية الاقتصادية والمعيشية، فهذا مرتبط ببعضه البعض"، مبيناً "إذا لم تحل الخلافات مع المجتمع الدولي فستتزايد العقوبات".
وحذر من أنه "إذا فشلت عملية إحياء الاتفاق النووي، فيجب على الجميع -إيران والقوى الأخرى الموقعة على الاتفاق- إعلان موت هذا الاتفاق، الذي هو بالفعل بات يعاني من موت سريري بعد انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018".
إيران تعلق
في سياق متصل، قال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن التقرير الأخير لمفتشي الوكالة يعود إلى "أهداف سياسية".
وادعى كمالوندي أن إيران "لها الحق في إجراء التخصيب بأي نسبة تريدها على أساس الالتزامات الواردة في الضمانات ومعاهدة إيران لمنع انتشار الأسلحة النووية".
بينما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية على وجه اليقين إن مستوى تخصيب اليورانيوم الإيراني اقترب من إنتاج قنبلة نووية، فيما حذر وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، في مؤتمر الأمم المتحدة لنزع السلاح بجنيف، من احتمال حدوث "أي تحرك سلبي" في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مارس/أذار الجاري.
وقال عبداللهيان في تصريحات صحفية من جنيف: "طهران تحتفظ بهذا الحق في الرد بالمثل"، مضيفاً "البرنامج النووي لإيران سلمي بالكامل وسيظل سلميًا"، وادعى أن بلاده تلتزم تمامًا بالتزاماتها بموجب اتفاقية الضمانات الشاملة
وأضاف: "شهدنا في الأيام الأخيرة مرحلتين من رحلة الوفد الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، كما وجهنا دعوة إلى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارتها في الأيام المقبلة، وإذا تخلت الوكالة عن نهجها السياسي، فنحن قريبون جدًا من حل تقني".
المفاوضات متوقفة
تأتي تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما توقفت منذ شهور المفاوضات النووية الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس تصريح أمير عبد اللهيان أمس بأن واشنطن بعثت برسالة إلى إيران حول "استعداد الولايات المتحدة لاتفاق نووي" ووصفها بـ "كذبة".
وقال برايس في مؤتمر صحفي، إن "السلطات الإيرانية وحدها يمكنها أن تقول لماذا يستمرون في قول هذه الأكاذيب، ويمكنهم تكرار هذا بقدر ما يريدون، لكنه لا يغير الحقيقة".