- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
إيران وصلت إلى اللحظة التي تتهرب منها منذ سنوات: المواجهة المباشرة مع إسرائيل
إيران وصلت إلى اللحظة التي تتهرب منها منذ سنوات: المواجهة المباشرة مع إسرائيل
- 4 أكتوبر 2024, 11:49:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
معاريف - مقال: جاكي حوغي
إن المعسكر الإيراني لن يسكت على اغتيال حسن نصر الله، وبالنسبة إليه، فإن ما حدث ليس تجاوزاً لخط، بل أكثر من ذلك كثيراً؛ فنصر الله ليس فقط ورقة مركزية في الآلة الضخمة التي بناها هذا المحور انتقلت إلى العالم الآخر، بل أيضاً هم يشعرون بأن إسرائيل أعلنت الحرب عليهم جميعاً، وفي هذه الحرب، كما في كل الحروب، يطلقون الصواريخ.
حاوِلوا أن تضعوا أنفسكم مكان طهران؛ فالجيش الإسرائيلي يعمل باستمرار وبثقة ويحقق نتائج، وفي البداية، دمر حركة "حماس"، وعملياً حيدها كعضو قادر على القتال لسنة كاملة وحده، وبصورة منهجية، اختفت كل الشخصيات التي كان الإيرانيون يوزعون المعلومات عن طريقها ويتعاونون معها: صالح العاروري في بيروت، وإسماعيل هنية في طهران، وبعدهما محمد ضيف في غزة. وهذا أيضاً ما فعلته إسرائيل مع قيادة حزب الله؛ قتلتهم الواحد تلو الآخر.
وما إن انتهينا من غزة، حتى توجهت قوات الجيش الإسرائيلي إلى الضاحية، ولم تَغْتَلْ نصر الله فقط، بل أيضاً كل طاقم القيادة الكبير للحزب، وفي الوقت نفسه، كانت طائرات سلاح الجو تهاجم مرفأ الحديدة البعيد عن إسرائيل وإيران.
لو كان الجيش الإسرائيلي وحده في المهمة، لكان للإيرانيين شأن آخر، لكن الولايات المتحدة وقفت إلى جانبه باستمرار، وهي المسؤولة عن تمويل الحرب واستمرار الإمدادات بالذخيرة وتقديم الدعم الدبلوماسي. فعملياً، هذه معركة إسرائيلية - أميركية، أو أميركية – إسرائيلية، والجيش الإسرائيلي هو المقاول التنفيذي، لكن واشنطن لها دور مركزي.
في السنوات الماضية، بنى الإيرانيون حول إسرائيل حلقة محكمة من الأعداء؛ في غزة ولبنان وسورية والعراق واليمن، ومؤخراً في جنين وطولكرم. وها هي إسرائيل تدمر "حماس"، وتتجه نحو تحطيم حزب الله، وإذا نجحت، فإنها ستنتقل إلى الميليشيات الشيعية في العراق وسورية، وبعدهم ربما ستصفي حاسبها المفتوح مع الحوثيين. إن طول نَفَس إسرائيل لا يخضع للقيود أو التحفظات، وأميركا وراءها.
والإيرانيون يشعرون بأنهم إذا لم يكبحوا القطار المتدهور، فربما يجدون أنفسهم بعد عام أو عامين من دون وكلاء، وعندما يكونون عراة من دون أي مدافع، فإن أكبر عدوَين لهم؛ الشيطان الأصغر، والأكبر، يمكن أن يعيدا إحياء خططهما، ومهاجمة المنشآت النووية على أراضيهم.
لذلك، تُعتبر هذه الأيام بالنسبة إلى الإيرانيين صراعاً وجودياً، وإذا لم يكبحوا هذا الصراع الآن، فإنه يمكن أن يتعاظم ويصل إلى أبوابهم. ومن أجل هذا، يجب أن تتلقى إسرائيل ضربة تلجمها وتنقذهم من المصير الذي ينتظرهم، وليس المقصود هنا ضربة محدودة أو ضربة مسيّرات، إنما ضربة عاصفة توقف آلة الحرب، ومن الأفضل أن يفعلوا ذلك الآن عبر لبنان قبل أن يواصل الجيش طريقه من هناك إلى ساحات أُخرى.
ويتابع الإيرانيون باهتمام شديد تحركات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، والسؤال المركزي بالنسبة إليهم هو ما إذا كنا سنتوقف، و"هل ما يريده الجيش هو تكبيد حزب الله ثمناً باهظاً والعودة إلى بلده، أم إنه يُعِد للحزب مصيراً كمصير ’حماس‘؟"، وفي خضم ذلك، تلمح إسرائيل إلى عمليات محدودة، لكننا تعرضنا لضربة مؤلمة، ومن الصعب رؤية مؤشرات للانكسار في صفوف حزب الله، فقواته البرّية مستعدة وجاهزة لمواجهة توغل برّي للجيش الإسرائيلي، وهي لا تزال سليمة. وهم أشخاص أتقياء، والضربات القاسية التي لحقت بهم لن تمنعهم من مواصلة طريق مهمتهم، والله يجربهم.
مَن قتل نصر الله؟
بحسب التقارير، فإن "مذبحة" 7 تشرين الأول/أكتوبر شكّلت مفاجأة لنصر الله وعناصره، كما أن السنوار ومجموعته سرقوا منهم عنصر المفاجأة؛ إذ طوال سنوات تدربت قوات حزب الله على غزو من هذا النوع لمستوطنات الجليل.
وعلى الرغم من ذلك، فقد وضع نصر الله تحرير القدس في رأس أولوياته، وبالنسبة إلى حزب الله، فإن تحرير القدس هو أحد الأهداف المركزية في النضال ضد إسرائيل منذ اليوم الأول لتأسيسه. وفي نظرهم، لا يعمل الحزب لمصلحة اللبنانيين فقط أو الفلسطينيين، بل أيضاً من أجل الأمة الإسلامية. وفوراً بدأ الحزب حربَ الإسناد لمساعدة إخوتهم في "حماس".
لقد كان السنوار يحترم نصر الله، وتعلّم منه الكثير، وهو آخر شخص كان يرغب في موته. وفي الأمس، همس في أذني مصدر إسرائيلي بأنه إذا ما كان السنوار لا يزال على قيد الحياة، فمن الجيد أنه شهد ذلك.