ربما تبدو العلاقة بين انقطاع الكهرباء وارتفاع معدلات الوفيات بسبب أول أكسيد الكربون بعيدة، لكن دراسة أمريكية أوجدت علاقة بينهما.

أول أكسيد الكربون الذي يعرف بـ"القاتل الصامت"، هو غاز غير مرئي عديم الرائحة ينتج عندما يتم حرق الوقود، بما في ذلك البنزين والفحم والخشب والغاز الطبيعي، بشكل غير كامل، وعندما يستنشقه الناس، فإنه يحل محل الأكسجين في مجرى الدم ويمكن أن يكون قاتلاً.

وخلال فترات انقطاع التيار الكهربائي الكبيرة، يقع الأشخاص غالبًا ضحية تشغيل مولدات الطاقة أو جلب التدفئة الخارجية ومصادر الطهي مثل شوايات الفحم ومواقد النار إلى المنزل، وفي بعض الحالات، يحاول الناس استخدام موقد الغاز كمصدر للحرارة.

وخلال الدراسة الجديدة، التي نشرتها دورية "نيو إينجلاند جورنال أوف ميدسين"، استخدم الباحثون من جامعة هارفارد الأمريكية، البيانات الفيدرالية لتحديد 581 انقطاعًا رئيسيًا للتيار الكهربائي حدثت بين عامي 2007 و2018 في المتوسط، واستمرت 48 ساعة، بسبب الظروف الجوية والعواصف.

وبعد ذلك، باستخدام قاعدة بيانات مطالبات التأمين، وجد الباحثون 799 زيارة لقسم الطوارئ بسبب التسمم بأول أكسيد الكربون الذي حدث في غضون 10 أيام قبل أو بعد 10 أيام من بداية الانقطاع، والغالبية العظمى (580) أصيبت بعد أن بدأ انقطاع التيار الكهربائي.

ووجدت الدراسة أنه عندما استمرت الانقطاعات لأكثر من 48 ساعة، بلغت حالات التسمم بأول أكسيد الكربون ذروتها في اليوم الثالث، وفي تلك المرحلة، كانت أكثر شيوعًا تسع مرات، مقابل 10 أيام قبل بدء الانقطاع.

وتشمل أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون الدوخة والصداع والغثيان والارتباك.

وتقول تريسي فوكس، المتحدثة باسم الصليب الأحمر الأمريكي، معلقة على النتائج في تقرير نشرته أول من أمس شبكة "هيلث داي"، إنه "يجب على الأشخاص الذين يلاحظون هذه الأعراض، في أنفسهم أو في أطفالهم، استنشاق الهواء الطلق على الفور ثم الاتصال بالطوارئ".

وردد كريستوفر ورشام، طبيب الرعاية الحرجة في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد، والباحث الرئيسي بالدراسة، النصيحة ذاتها بشأن ما يجب على الأفراد فعله لمنع التسمم بأول أكسيد الكربون، لكنه قال أيضًا إن الأسباب الجذرية لانقطاع التيار الكهربائي تحتاج إلى معالجة، وهي الظروف المناخية المتطرفة المتعلقة بتغير المناخ وشبكة الكهرباء المتقادمة في البلاد.