- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
احمد القديدي يكتب: بلغ العرب ساعة الحقيقة
احمد القديدي يكتب: بلغ العرب ساعة الحقيقة
- 1 يوليو 2023, 5:35:29 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ومع إحياء العرب ليوم الأرض تتجدد إثارة الملف الحارق الذي اتسعت آثاره لتشمل العالم بأسره، حيث تحول إلى تهديد مستمر لأمن الجميع أشارت منظمة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي في تقريرها الأخير لمنظمة (الأسكوا) وأمينتها العامة (د. فرجينيا تليه) إلى ممارسات إسرائيلية ضد العرب الفلسطينيين فوصفتها بالتمييز العنصري من خلال فرض طابع الدولة اليهودية على إسرائيل مما يعني أن غير اليهود يعاملون كمواطنين منبوذين عنصريا.
التلويح الكلامي بأن قضية فلسطين "مركزية" لا يفيد إخوتنا الفلسطينيين ولا يجعل الأمم تعود لتساهم في الإبقاء على (الأونروا.. وكالة الغوث)..
وبالطبع ثارت ثائرة حكومة نتنياهو لتندد بالأمم المتحدة واستمرت دولة الاحتلال في هدم بيوت المناضلين في عمليات انتقام من الأبرياء أمام أنظار العالم بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي الصحفية شيرين أبو عقلة!
بل وتواصل مسار ما يسمى بالتطبيع مع عدو مارق عن جميع القوانين الدولية والأخلاق الإنسانية! وفي سجل مختلف تتردد بعض الدول الأوروبية في تنفيذ نقل سفاراتها إلى القدس لأن حكوماتها لم تتوقع حجم ردود أفعال حلفائها الأوروبيين والآسيويين الذين أجمعوا على التهديد الذي يشكله هذا القرار للسلام العالمي.. ومن أي منظور قيمنا العدوان الإسرائيلي اليوم على لبنان وفلسطين وسوريا واستهداف تركيا وإيران وكيفما حللنا أسبابه وتداعياته فلا بد من الاعتراف بأنه يشكل المواجهة المصيرية الأكثر حسما للصراع العربي الإسرائيلي الدائر في المنطقة منذ ما يقارب القرن.
فهو يضع العرب أولا وبقوة أمام تحدي البقاء أو الفناء (كما قال وزير خارجية فلسطين أمام مجلس الأمن يوم الأربعاء الماضي) لأن العرب بلغوا اليوم وعبر هذه الحروب ما يطلق عليه ساعة الحقيقة، فلم يعد من اليسير الهروب إلى الحجج الواهية التي لم تعد تقنع أحدا مثل (خيارنا هو السلام) أو سنعترف بإسرائيل إذا ما وإذا ما...!
لأن العدوان فاق كل درجات الاحتمال بالنسبة للشعوب العربية وهذه الشعوب تختلف عما كانت عليه عام 1948 إبان النكبة وعام 1956 إبان العدوان الثلاثي وعام 1967 موعد العرب مع الهزيمة وعام 1973 عندما حقق العرب نصف انتصار وعام 1982 حين واجه لبنان الغزو من أجل محو المقاومة الفلسطينية من الخارطة وحين دك قطاع غزة مرات متتالية لأن الأمة تعيش ككل أمة في الألفية الثالثة وتتأثر بوسائل الإعلام والاتصال الجماهيري الراهنة وبشكل مباشر متطور، وهذا هو فضل العولمة على تحرير الأمم كما لم يتوقعه أعداؤها ومغتصبو حقوقها!
ثم يأتي التحدي الأخير للمجتمع الدولي والقانون الدولي ليضع الشعب اليهودي الموزع في شتى أصقاع العالم أمام مراجعة قاسية واستعجالية لمستقبل هذه الدولة العبرية ذات المواصفات الفريدة والاستثنائية بين الدول من حيث هي تأسست على الإرهاب منذ اغتالت عصابات الصهيونية المتطرفة اللورد موين في القاهرة عام 1944 بعد أن عينته الحكومة البريطانية مسؤولا عن الملف الفلسطيني عام 1941 فشكك في إمكانية تطبيق وعد بلفور على حساب الشعب العربي في فلسطين بل واقترح إنشاء كيان يهودي في أوروبا المسؤولة وحدها عن محنة اليهود.
ثم اغتالت عصابات الهاغانا الكونت برنادوت مبعوث الأمم المتحدة إلى فلسطين عام 1948 وفجرت عصابة شترن فندق الملك داوود في القدس على رؤوس الضباط البريطانيين المائة والعشرين في نفس العام.
ثم بدأت سلسلة المذابح في فلسطين من دير ياسين إلى بئر السبع إلى قانا وصبرا وشتيلا أعقبتها حروب العقاب الجماعي في قطاع غزة والتركيز تحديدا على الأطفال في فلسطين لأنهم الضمان الأول لاستمرار القضية.. وتواصل الصراع جيلا بعد جيل مع عمليات اغتيال داخل وخارج فلسطين (آخر الأطفال المغتالين طفل جنين)..
وتحركت ضمائر مشاهير المثقفين اليهود فوقعوا على بيان يدين حكومة ناتنياهو وبن غفير أمثال (ناحوم شومسكي) عالم الألسنية و(هارولد بينتر) الكاتب الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 2005 و(جوزي ساراماجو) الكاتب الحاصل على جائزة نوبل لعام 1998 والمؤرخ (بيار فيدال ناكي) وأساتذة الجامعات (إيتيان باليبار) و(سوزان سيترون) و(ستيفان هيسيل) و(هنري كورن) و(أبراهام سيغال) و(جيل منسورون).. وبهذه الحقائق الجديدة يصبح اليمين الإسرائيلي في مواجهة شعب مضطهد وصامد ورأي عام عالمي منزعج ونخبة يهودية ضجت بممارسات العنف وتهديد الأمن العالمي.