- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
ارتباك أميركي حيال "طوفان الأقصى" رغم الدعم المفتوح لإسرائيل
ارتباك أميركي حيال "طوفان الأقصى" رغم الدعم المفتوح لإسرائيل
- 9 أكتوبر 2023, 8:31:07 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، ضيفاً على شبكات التلفزة الرئيسية الخمس في الولايات المتحدة لشرح موقف ورد فعل الإدارة الأميركية على "طوفان الأقصى"، مؤكدًا في حديثه الوقوف المفتوح إلى جانب الحليفة إسرائيل.
ورغم تأكيد بلينكن في العنوان العريض على وقوف واشنطن مع إسرائيل، إلا أنه كان في التفاصيل أقرب إلى لغة الحذر والتلميح مع الغمز المبطّن تجاه سياسات حكومة نتنياهو المتطرفة التي أدت إلى خلق ورطة إسرائيلية، تشكل عبئا على إدارة بايدن كانت بغنى عنها في هذا الوقت بالذات بعد أن كانت أولوياتها تتوزع بين أوكرانيا والتطبيع السعودي – الإسرائيلي.
من زاوية أخرى، ما زالت هناك علامات استفهام بمثابة اللغز في واشنطن حول كيفية تمكن قوات "حماس" من اختراق الحدود ثم التوغل في العمق الإسرائيلي والدخول إلى 22 بلدة وموقع عسكري ومواصلة القتال في خمس منها لليوم الثاني على التوالي، ما أدى إلى كسر الرقم القياسي في عدد القتلى والرهائن، حسب المراجع الإسرائيلية.
ولعل هبوط الثقة هذا كان وراء قرار الإدارة بإرسال حاملة طائرات مع طاقمها نحو شرق المتوسط، قرب الشاطئ الإسرائيلي، لتكون قريبة كفاية لمد يد العون للقوات الإسرائيلية إذا تعثرت في عملياتها، بل ربما للتدخل المباشر إلى جانب إسرائيل إذا شاركت إيران وجماعاتها في المنطقة في العمليات العسكرية، حسب الجنرال المتقاعد باري ماكفري المطلع على أجواء البنتاغون.
وفيما ترك بلينكن، الذي ظهر في مقابلاته بوجه محبط، الانطباع بوجود مأزق، أبدى مواربة لومه لإسرائيل من خلال التذكير بأن الإدارة "سبق وعبّرت عن قلقها من تزايد العنف"، لكن تعبيراتها خاصة في الإحاطة الصحافية اليومية لوزارة الخارجية، كانت دائما ضبابية في أحسن أحوالها، وبدون رد أو خطوات كابحة للعنف الإسرائيلي خصوصا في الآونة الأخيرة.
في الوقت ذاته حرص الوزير على استباق توسيع الحرب من خلال تأكيده على أن الإدارة ليس لديها حتى الآن ما يثبت ضلوع إيران في "طوفان الأقصى"، في ما يعد إشارة أخرى على حرص الإدارة على عدم قطع "شعرة معاوية" مع طهران.
وبدا بلينكن في تصريحه هذا وكأنه يرد بطريقة غير مباشرة على زعم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي اتهم إيران بلعب دور في ترتيب الهجوم. وكان البيت الأبيض قد حذّر القوى المحسوبة على طهران في المنطقة من الزج بنفسها في المواجهة إلى جانب "حماس"، كما تردد أنها مررت التحذير بصورة رسمية إلى لبنان، خاصة بعد قصف "حزب الله" ثلاثة مواقع إسرائيلية في تلال شبعا.
وفيما صدرت عن إسرائيل تلميحات باحتمال الاشتباك المباشر مع طهران، ترك وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الاحتمال معلقا في رده، الأحد، على سؤال في مقابلة مع وسيلة إعلام أميركية قال فيها "علينا التحوط والقيام بالعمل المطلوب".
وإذا كانت الإدارة غير متحمسة لتوسيع المواجهة إلى هذه الحدود فإن ما صدر عن الكونغرس وخصوصا الجمهوريين، يعطي نتنياهو "شيكا على بياض" في حربه، إذ أعرب معظم النواب والشيوخ (وهم الآن في إجازة خارج واشنطن) عن عدم التحفظ في الوقوف إلى جانب إسرائيل ضد "حماس"، وبالأخص المرشحين للرئاسة، مثل نيكي هيلي المستعجلة على الحرب أكثر من نتنياهو.
كما تصب مواقف معظم الهيئات والمنظمات اليهودية في مجرى مثل هذا الدعم، باستثناء بعض النخب والرموز التي تجاوزت خصلة البصم على سياسات الحكومات الإسرائيلية، بل إن بعضها سارع إلى التذكير بالسوابق والحروب، وبالتالي بضرورة العودة إلى البحث عن تسوية مع الفلسطينيين "إذ لا بديل للعيش معهم بسلام"، بتعبير ماكس بوت، الكاتب والباحث في "مجلس العلاقات الخارجية".
ومثل هذه الدعوة تكرر التلميح إليها رغم سخونة اللحظة وتردد كثيرون في المجاهرة بها في الوقت الحاضر، ومنهم الرئيس بايدن الذي فاجأته "العاصفة" في وقت تتعثر فيه حملته الانتخابية، ومن هنا يأتي حرصه على التوازن في موقفه بين الدعم الذي "لا يتزعزع" وبين السعي الذي تجريه إدارته مع "الحلفاء في المنطقة" للمساعدة في العثور على صيغة لحل مسالة الرهائن.
لكن رغم ذلك لا أحد في واشنطن يتوهم أي حلحلة في المدى المنظور، بل على العكس، تتقاطع كافة التقديرات عند "ترجيح الأسوأ قبل حلول اللحظة الأفضل" بعد حين غير قريب.