- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
جيش وحكومة واستخبارات.. "طوفان الأقصى" يجرف أُسس إسرائيل
جيش وحكومة واستخبارات.. "طوفان الأقصى" يجرف أُسس إسرائيل
- 9 أكتوبر 2023, 8:24:46 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"أُسس دولة إسرائيل أصبحت موضع تساؤل: جيشها وأجهزة استخباراتها وحكومتها وقدرتها على السيطرة على ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في وسطها".
ذلك ما خلص إليه روجر كوهين، في تحليل بصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية ترجمه "الخليج الجديد"، موضحا أن "إسرائيل أصيبت بصدمة نفسية شديدة؛ إثر (الهجوم) الأكثر شمولا على الأراضي الإسرائيلية منذ عقود، والذي نفذته قوة من حركة حماس".
وبرا وجوا وبحرا، أطلقت "حماس" من قطاع غزة فجر السبت عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل.
وبتلك العملية، ترد "حماس" على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وقال يوفال شاني، أستاذ القانون الدولي في الجامعة العبرية بالقدس: "اهتز الإسرائيليون حتى النخاع.. يوجد غضب من حماس، ولكن أيضا من القيادة السياسية والعسكرية التي سمحت بحدوث ذلك".
شاني أردف: "كان من المتوقع من دولة بهذه القوة (إسرائيل) أن تمنع مثل هذه الأمور، ولكن بعد مرور 75 عاما على إنشاء إسرائيل، فشلت الحكومة في الاضطلاع بمسؤوليتها الرئيسية، وهي حماية حياة مواطنيها".
وحتى مساء الأحد، قُتل ما لا يقل عن 700 شخص وأصيب نحو 2200 آخرين في إسرائيل، بحسب القناة "12" العبرية (خاصة)، فيما استشهد 413 فلسطينيا، بينهم 78 طفلا و41 سيدة، وأصيب 2300، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
غضب وعدم تصديق
و"كما حدث مع اندلاع حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 التي انتصرت فيها مصر وسوريا على إسرائيل)، اختلط (في إسرائيل) عدم التصديق بالغضب إزاء الفشل الاستخباري الهائل"، وفقا لكوهين.
وأوضح أنه "في 1973، كان الافتراض هو أن قوات قوات سوريا ومصر استُنفدت، بعد النصر الخاطف الذي حققته إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967".
ورأى أنه "من المؤكد أن حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين) نتنياهو اليمينية تبدو وكأنها تعيش في حفرة عميقة، وتواجه قرارات مؤلمة بشأن مدى شمول الانتقام الإسرائيلي في غزة، التي تسيطر عليها حماس".
كوهين قال إنه "لسنوات عديدة، تزايد الافتراض داخل إسرائيل بأن القضية الفلسطينية أصبحت بلا قضية، وأن سياسة المماطلة التكتيكية، مع تزايد حجم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (المحتلة)، من شأنها أن تضمن عدم قيام أي دولة فلسطينية".
واستدرك: "ولكن كل هذا لم يتمكن من إخفاء المشكلة الكبيرة، وهي الغضب الفلسطيني المتزايد إزاء الإذلال والتهميش الذي أدى بالفعل إلى تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية العام الجاري".
وشدد على أن إسرائيل "احتضنت سفك الدماء عبر إضفاء الطابع المؤسسي على التقدم المطرد للسيطرة على أكثر من 2.6 مليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة والقبضة الإسرائيلية الخانقة على قطاع غزة المحاصر (إسرائيليا منذ عام 2006)، حيث يعيش نحو 2.1 مليون فلسطيني آخرين".
خطر وجودي
ديانا بوتو، وهي محامية فلسطينية تعيش في حيفا، قالت إنه "إذا كان هناك درس واحد مما يحدث، فهو ليس أن هذا كان فشلا أمنيا، بل كان فشلا من جانب العالم في معالجة الصراع.. كل يوم نستيقظ على العنف، ونمارس العنف ضد الفلسطينيين".
وأضافت أن الفلسطينيين داخل إسرائيل (الأراضي المحتلة عام 1948)، والذين يشكلون أكثر من 20% من السكان، اندهشوا مما حدث وشعروا بالقلق بشأن المستقبل، ولكن يوجد أيضا شعور بالفخر ممزوج بالانزعاج والقلق.
وقالت ريم يونس، سيدة أعمال فلسطينية تعمل في مجال التكنولوجيا الفائقة في مجال علم الأعصاب بمدينة الناصرة: "نحن ممزقون. ولا نعرف الآن ما يمكن توقعه ونشعر بالخوف".
وقبل سنوات، حذر مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) بين 1996 و1998، داني ياتوم، من أنه "إذا واصلنا حكم المناطق (الفلسطينية المحتلة)، فسيشكل ذلك خطرا وجوديا على إسرائيل".
لكن "نتنياهو لم يرغب قط في الاستماع إلى مثل هذه التحذيرات أو الدخول في محادثات جادة لإحلال السلام على أساس الدولتين"، كما ختم كوهين.
ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار الاستيطان في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية.