- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: فلسطين و الجزائر... قصة حب وعشق ابدي
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: فلسطين و الجزائر... قصة حب وعشق ابدي
- 19 أغسطس 2023, 5:51:48 ص
- 543
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بين الجزائر وفلسطيـن قصة حب وعشق ابديه لا ولن تنتهي، فلسطين هي قلب الجزائر وروحها وانا كفلسطيني اقولها رغم ان الجزائر البعيدة جغرافيا عن فلسطين لكنها الأقرب إلى قلب كل فلسطيني .
فيجد الفلسطينيون في الجزائر الدولة الأقرب إلى قلوبهم، إذا ينتصر الجزائريون لفلسطين أرضاً وشعباً ، في علاقة جذروها ضاربة في اعماق الارض ورائها يعانق السماء علاقة قوية قوة صدق الشعبين اللذان يتشاركان في كثير من الصفات والطباع .
المروءة والرجولة والبطولة والشجاعة وايضا العصبية فقد احب الشعب الجزائري فلسطين صغيره وكبيره ظالمه أو مظلومة ،فغنى لها المغنون وكتب لها الشعراء قصائد وحمل من كان محظوظا السلاح من اجلها .
فطالما بقيت الجزائر دوما عونا ودعما للقضية الفلسطينية في مختلف محطاتها، فلم تغب فلسطين عن وعي الشعب الجزائري من جماهير كرة القدم إلى شعارات الثورة في الحراك الشعبي، وقبلها بنادق الثوار على جبهات القتال منذ العام 1948.
وفي الوقت الذي تسارع فيه بعض الانظمة العربية للتطبيع مع إسرائيل، في موجة متزامنة من الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، جددت الجزائر حكومة و شعبا موقفها الراسخ الداعم لفلسطين ونضال شعبها من أجل الحرية والاستقلال.
ورغم وقوع الجزائر سابقا تحت الاستعمار الفرنسي لم يتخلف الجزائريون عن الالتحاق بالمتطوعين العرب على أرض فلسطين من أجل مقاومة العصابات الصهيونية عام 1948، كما ذكرت مصادر تاريخية أن المئات من الجزائريين التحقوا بالثورة الفلسطينية نهاية الثلاثينات والتي قادها الشيخ عز الدين القسام ضد الاحتلال البريطاني.
فلم يتوقف الدعم الجزائري للثورة الفلسطينية منذ استقلال الجزائر، حيث احتضنت عددا كبيرا من الفدائيين الفلسطينيين بعد احتلال بيروت عام 1982.
ومنها انعقد المجلس الوطني الفلسطيني، حيث أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات ف 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، بقصر الصنوبر بالعاصمة الجزائرية، قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس فيما يسمى فلسطينيا بإعلان الاستقلال .
وبرغم الانكسار والتخاذل العربي تجاه فلسطين بقيت الجزائر دوماً تسير على مبادئ ثورتها المجيدة ونهج قادتها العظام، وفية لعروبتها وقضيتها المركزية فلسطين ، ولم يسجل عليها يوماً، أنها تخلت عن دورها التاريخي تجاه فلسطين وقضيتها، فكانت في كل الأوقات والأزمنة، خير سند للشعب الفلسطيني في مسيرته التحررية سعياً لدحر الاحتلال ونيل حقوقه المشروعة وفي المقدمة منها الحرية والاستقلال. ومازالت الجزائر اليوم كما عهدناها مستمرة في دعمها وملتزمة بواجبها تجاه فلسطين وشعبها، ومن خلال المواقف الثابتة للجزائر تجاه فلسطين يتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن فلسطين حاضرة ولم تغبْ عن أذهان وعقول وقلوب الجزائريين كل الجزائريين، فالجزائر الحريصة دوماً على مصالح الشعب الفلسطيني ووحدة قواه السياسية وفصائل المقاومة الفلسطينية، بادرت الجزائر دائما برعاية رسمية وشعبية، إلى دعوة الدول العربية للالتقاء حول القضية الفلسطينية وتقديم كامل الدعم المادي والمعنوي للمقاومين في أرض فلسطين وإلى دعم المصالحة الفلسطينية وردء الانقسام .
وما دور الإعلام الجزائري والتجربة الإعلامية المتميزة التي بدأتها الصحف الجزائرية منذ ما يزيد على عقد من الزمان، دعماً للقدس والأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني وعبر كل وسائل الإعلام على اختلاف أسمائها، المرئية والمقروءة والمسموعة، وايضاً الكُتاب والإعلاميين الجزائريين الذين يخصصون مساحات في كتاباتهم وتقاريرهم وعلى صفحات الجرائد المقروءة، لعرض قضية الأسرى وهمومهم ومعاناتهم، وفضح انتهاكات وجرائم الاحتلال بحقهم، قد جعل منها تجربة اعلامية متميزة واستثنائية في اسناد الأسرى ودعم قضاياهم وتعزيز صمودهم، فنقل وسائل الإعلام الجزائرية للأحداث الدائرة في مناطق الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة على الرغم من أن العالم منشغل بقضايا دولية أخرى إلا أن الجزائر ما زالت تُركز على قضية فلسطين لإيجاد حل لها عبر إنهاء حالة الصراع الدائرة في الواقع الفلسطيني بسبب الاحتلال ،فتتعاطى وسائل الإعلام الجزائرية من خلال خطاب إعلامي ورسالة إعلامية موجهة لكل المستويات المحلية والإقليمية والدولية لإرسال الصورة الحقيقية عن القضية الفلسطينية، لكون الملف الفلسطيني ما زال الملف العالق حتى اللحظة دون حل جذري للحقوق الفلسطينية.
و طالما كانت الجزائر عقبة أمام الكيان الصهيوني في كافة المحافل.
حيث لا يخفى على أحد المهمة الدبلوماسية والسياسية الكبيرة الذي قام بها الدبلوماسيون الجزائريون المتمثلة بطرد كيان الاحتلال من الاتحاد الافريقي، حيث سبق وأن قاد وزير الخارجية الجزائري مع وزراء خارجية عدد من الدول التي تدعم منح “إسرائيل” صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، لإقناعها بالعدول عن موقفها والتصويت لصالح سحب هذه الصفة.
وكان للجزائر الدور البارز في هذا الملف وتولي الجزائر لهذه المهمة الصعبة لطرد “إسرائيل” من الاتحاد، يتبين أن هذه الخطوة مهمة، بل بالغة الاهمية، لان السلطات الجزائرية اقدمت عليها في وقت تتهافت فيه حكومات عربية عديدة للتطبيع مع اسرائيل، واقامة علاقات سرية وعلنية معها، وتحالفات فوق الطاولة وتحتها، وتضع حركات المقاومة على قوائم “الارهاب”، وبمباركة بعض الدول العربية.
و انه في زمن التيه العربي هذا وغياب الدول العربية ، تبقى الجزائر البوصلة، التي تذكر العرب بأنهم يسيرون عكس التيار، وتذكر الجزائر الثورة والحراك والكرامة بأن فلسطين هي أم القضايا العربية ، وانه لا يمكن أن يكون للعرب والمسلمين عز دونها .