- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
اطلاق الصواريخ على وسط البلاد: عنصر آخر في استراتيجية حماس الجديدة
اطلاق الصواريخ على وسط البلاد: عنصر آخر في استراتيجية حماس الجديدة
- 6 يناير 2022, 4:13:56 م
- 420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال الباحث في معهد دراسات الامن القومي الإسرائيلي الدكتور كوبي ميخائيل، إن إطلاق الصواريخ باتجاه شواطئ غوش دان ، والذي بررته حماس على أنه خلل فني ، يجب أن يُنظر إليه على أنه إشارة أخرى أو تهديد أو إنذار من حماس وباعتباره مكونا آخر في استراتيجية عمل المنظمة منذ عملية "حارس الاسوار ".
تستمر حماس في التعبير عن استيائها من الطريقة التي تتقدم بها عملية الترتيبات واسعة النطاق ولا تتردد في إبداء استيائها حتى في خطابها الموجه نحو مصر ، وفي تمرير الرسائل لإسرائيل وفي الخطاب العلني الموجه للجمهور الفلسطيني ، وكذلك ايضا بالافعال . وينعكس ذلك في اطلاق نيران القناصة وإصابة إسرائيليين على الجانب الإسرائيلي من السياج الأمني ، في إطلاق صواريخ باتجاه وسط البلاد وخاصة في جهود مراكمة القوة العسكرية وتجربة وسائل قتالية جديدة بشكل استعراضي .
في الوقت نفسه ، تبذل المنظمة قصارى جهودها في محاولة إنشاء بنية تحتية( إرهابية ) في الضفة الغربية وجنوب لبنان ، باعتبارها استمرارًا مباشرًا للاستراتيجية المزدوجة وقواعد اللعبة التي تحاول المنظمة ترسيخها ضد إسرائيل منذ عملية حارس الاسوار ، كما تعمل على تحريض الميدان ضد السلطة الفلسطينية وتأسيس قنوات تنسيق وتعاون مع( عرب اسرائيل ).
كل هذا من أجل تمتين قدرتها تمهيدا للجولة القادمة ضد إسرائيل التي ستندلع ، طالما أن إسرائيل تتعاون مع قواعد اللعبة التي تريدها حماس ، في الوقت الذي يناسب حماس.
الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ الأخير هو مثال آخر على التعاون مع قواعد اللعبة لحماس. المخاوف إلاسرائيلية من التصعيد، وسعيها إلى اتفاق واسع النطاق في قطاع غزة ، يقودان إسرائيل إلى بناء مقاربتها على تحسين الأوضاع الاقتصادية إلى جانب جهود الوساطة المصرية كوسيلة للتوصل إلى تفاهمات حول الترتيبات .
قد يحدث هذا وقد لا يحدث ، لكن لدى حماس مجموعة مختلفة تمامًا من الاعتبارات والمنطق. على الرغم من أن حماس تريد تحسين الواقع الإنساني والاقتصادي في قطاع غزة ، إلا أن همها الأساسي لا ينصب على رعاياها في غزة بل على ترسيخ شرعيتها وشعبيتها لتقويض السلطة الفلسطينية واستبدالها وتطوير قدراتها العسكرية في قطاع غزة والبنية التحتية الإرهابية، في الضفة الغربية لمواصلة القتال ضد إسرائيل.
حماس لم تغير جلدها ولا ميثاقها ولن يكون من الصواب أن تقع اسرائيل في مثل هذا الوهم. تعتبر حماس نفسها رأس الحربة للمقاومة المسلحة و أنها التعبير النهائي عن النضال الوطني الفلسطيني ، وبالتالي من المفترض أنها ستستمر في السعي الدؤوب نحو مواجهة عنيفة مع إسرائيل وستختار القيام بذلك في الوقت الذي يناسبها. لا يمكن لحماس أن تكون شريكة في عملية سياسية مع إسرائيل وسيكون من الصواب معاملتها ليس فقط كمنظمة إرهابية ولكن باعتبارها طرف سياسي تخريبي ، الذي يعمل على تطوير وتحسين وتعزيز قدراته ونفوذه في الساحة الفلسطينية وخارجها ببراغماتية تتكيف مع الظروف ، وبتصميم كبير .
من المهم أن لا تخلط إسرائيل بين البراغماتية والاعتدال ، وبشكل أساسي أن لاتسمح لحماس بفرض قواعد اللعبة وتوقيت الجولة المقبلة.