الاخوان بين وحدة الهدف واختلاف الطريق

profile
ياسر ذكي إذاعي مصري
  • clock 3 أبريل 2021, 1:48:17 ص
  • eye 1195
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

منذ أن وضع البنا اللبنات الأولى للجماعة وترك رسائله التي تعد مرجعا ودستورا يرجع إليه عند كل خلاف ، كان هدف الجماعة واضحا وهو الوصول إلى أعلى هرم السلطة والسيطرة الكاملة على مقاليد الأمور، وهو هدف لا عيب فيه لأي حزب سياسي وليس لجماعة دينية كانت تضع الدعوة في صدارة أولوياتها. لكن طالما اختارت الجماعة أن تأخذ طريق السياسة وتخوض غمارها فلا بأس من ذلك . هذا بخصوص الهدف ، أما الطريق للوصول إلى هذا الهدف ، فقد تطورت الطرق منذ نشأة الجماعة في عهد المؤسس مرورا بخلفائه الذين كان لكل شيخ منهم طريقته.الان وبعد أن انتشرت الفكرة وصار للجماعة فروع في كل قطر عربي بل تعدت الدعوة إلى بلاد المهجر، فقد تعددت السبل وأصبحت السيطرة على هذه الفروع صعب المنال ، لهذا أعطيت لهم حرية حركة على ألا يحيدوا عن الهدف، فأصبحنا نرى إخوان الأردن يمضون في طريق لا يخلو من مناورة وتحالف مع النظام ،ونري في الجارة فلسطين قمة التناقض مابين فرعي الإخوان (حماس في الضفة وغزة) والحركة الإسلامية في فلسطين ٤٨ حيث التحالف مع أحزاب يمينية وعلى رأسها الليكود فلا صوت يعلو على صوت البراجماتية وحصد المكاسب الانتخابية. وإذا انتقلنا إلى ليبيا نجد صورة أخرى حيث لا شئ مستغرب من أجل الوصول إلى الجائزة الكبرى، حيث آبار النفط تنتظر من يغترف من خيراتها ، وفي سبيل ذلك يهون كل صعب.أما إخوان تونس فقد خطوا خطوة أولى بالسيطرة على مجلسه النيابي والتحالف مع رئيس وزراء أتى به الرئيس رغما عنهم، ليؤكد قدرة الجماعة سياسيا على ضم حلفاء من خارج السرب السياسي . ونصل إلى المغرب حيث وصل التطرف السياسي أوجه ، حين أضحت المصلحة السياسية أهم وأبقى من كل الأدبيات الفارغة ، فمن كان يحلم في منامه أن تسعى حكومة إخوانية في إقامة علاقات كاملة مع الكيان الصهيوني، العدو القديم للجميع وأحد وسائل الدعاية البارزة للظفر يتعاطف الجماهير مع أهداف الجماعة، والأكثر من ذلك السماح بتقنين زراعة القنب ( الحشيش) لتحقيق عائد يعين الجماعة في تحقيق نجاح اقتصادي مزعوم.يبقى أن نرى الأمور بعين الإنصاف بعيدا عن فكرة النقد من أجل النقد ، بالجماعة ليست شيطانا يسير على قدمين ، ما فعلوه ، فعله غيرهم وربما أكثر ، المسألة تتعلق بالتطور والالتزام بشروط اللعبة السياسية ، دون الالتفات إلى أمور لم تعد تجدي في ظل عالم يحتكم إلى أدوات جديدة أولها الإجابة عن سؤال : ماذا لديك كي أعطيك..؟!


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)