- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
علي محمد علي يكتب : من الذرة للمجرة
علي محمد علي يكتب : من الذرة للمجرة
- 3 أبريل 2021, 2:09:12 ص
- 1003
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ممكن لو سمحت ... تفضي ذهنك وتركز معايا شوية ... شكلك كده عشوائي وهاتتعبني .... عمومًا هاسألك شوية أسئلة ... أنت كتير سألتها لنفسك ... كيف بدأ الكون ؟ بدأ إزاي ؟ طيب هو أصلًا بدأ ولا هو موجود من الأول ؟ طيب لو بدأ ؟ إيه كان قبله ؟ طيب هو كون واحد ولا فيه غيره ؟ طيب كيف تكونت المادة ؟ إحنا جينا منين ؟ .... وأسئلة كتيييير من النوع ده .. بيسموها الأسئلة الوجودية ... قبل ما أجاوبك ... لي عندك طلب شكله بسيط ... جرد نفسك من أي خلفية ... وليس لي أو لك وسيلة مضمونة وموثوق بها غير العلم ... فهل أنت مستعد؟
حيث لا وجود لمكان أو زمان وتعطل كل القوانين الفيزيائية المعروفة ... مفيش أصلًا مادة حيث العدم بمعناه الحرفي حيث أصغر مسافة في الكون ممكن نوصلها وعقلك ممكن يستوعبها بقياسات وأرقام .. مسافة بلانك ( plank length ) ... حيث وجدت أو أوجدت نفسها نقطة التفرد ( Singularity Point ) ... نقطة شديدة الحرارة والكثافة معًا ... وكلمة شديدة هنا غير كافية للوصف الدقيق دعني أستبدلها بكلمة ( هائلة أو مهولة) هذه النقطة بهذا الوصف لم تحتمل ولم تستطع المقاومة فحدث لها إنفجار عظيم ... ( Big Bang ) ... ظهرت هذه الفرضية للوجود على يد الكاهن والعالم البلجيكي ( Georges Lemaitre ) وسماها ( إفتراض الذرة الأولية ) وكان ذلك عام 1927 م حيث إفترض تمدد الكون ... وجاء بعده إدوين هابل عام ١٩٢٩ ليؤكد فرضيات جورج وأثبت علاقة خطية بين بعد المجرات والإنزياح الأحمر ( Red Shift) وتم التوصل لحساب ما يعرف بقانون و ثابت هابل ... ومن الطريف أن الحاج ألبرت أينشتين علق على رسالة لومتر آن ذاك بقولة " إن حساباتك في التمدد سليمة رياضيًا ، لكن الفيزياء التي إستخلصتها ليست واقعية " وما الطرفة في ذلك ؟ ... الطرفة أن نظرية النسبية وخصوصًا العامة ... هي التي تولت بعد ذلك دفة حسابات الكون المتمدد ... ولن أخفيكم سرًا ... فإن ألبرت نفسه كان متأثرًا بنظرية أخرى كانت سائدة آن ذاك لتفسير نشأة الكون وهي " نظرية الحالة المستقرة " " Steady State Theory " أو مايعرف بالخلق المستمر وهي تفترض وجود أو خلق مادة باستمرار بالتزامن مع تمدد وتوسع الكون وظلت هذه النظرية البديلة لنشأة الكون سائدة حتى تم إكتشاف " إشعاع الخلفية المكروية الكونية " في أواخر الستينات _ الكون يرسل أشعة ميكرويف ... والتي دقت المسمار الأخير في نعش تلك الفرضية ... نرجع بقى لل ( Big Bang Theory ) نرجع إلى قبل يومنا هذا بما يعادل ١٣.٧٩٨ مليار سنة هي عمر تلك اللحظة لحظة الإنفجار العظيم وذلك بحساب التقلبات الحرارية والخلفية الإشعاعية للكون وقياسات الإرتباط بين المجرات ... وأخيرًا أتت اللحظة ... وحدث الإنفجار ... حدث هذا في ظلمة تامة لأنه في تلك اللحظة لم يكن هناك ضوءًا من الأساس .... وخلينا أقولك حاجة أغرب هذا الحدث لا يمكن مراقبتة من الخارج أو رؤيته من مكان بعيد ... لأنه لم يكن هناك خارج ... فقط داخل ... ضباب ضئيل من الطاقة بالغة السخونة .... فإمتلأ الكون لحظتها بصورة متجانسة وقياسية بجسيمات ذات كثافة وطاقة وضغوط هائلة ... وتمدد وبرد بسرعة فائقة وخلال ١٠ أس _٣٧ ثانية ... إيه أنتم متخيلين الرقم ده ... يعني جزء من تريليون من الثانية تمدد من حجم ذرة إلى حجم برتقالة ... وخلال ١٠٠ ثانية تمدد وأصبح بحجم نظامنا الشمسي عبر مئات التريليونات من الأميال وهنا تكونت أجسام أقل من الذرة ... وهي أول المواد التي وجدت على الإطلاق ... نصف هذه الجسيمات كانت مصنوعة من المادة ... نفس الشيء الذي نحن مخلوقين منه ... والنصف الآخر مصنوع من نقيض المادة أو ما يطلق عليه المادة المضادة وعندما يلتقيان يفنيان بعضهما مطلقين وميضًا جبارًا من الطاقة .. ولحسن حظنا نجا من تلك التصادمات جزءًا ضئيلًا من المادة ... هذا الجزء الضئيل جدًا هو ما صنع الكون .... تستطيع القول بأريحية كبيرة أننا صنعنا من ذلك الدخان والغبار الذي أطلقه الإنفجار العظيم .... وبعد ١٠ دقائق من عمر الكون أصبح قطره آلاف السنين الضوئية ... مجرد كومات من الغاز منتشرة في فضاء الكون في تلك اللحظات العصيبة ظهرت قوة غريبة خفية هي التي سيطرت على الموقف وجزبت كومات الغاز إلى بعضها لبعض ... وكونت الجسيمات التي تحدثنا عنها والتي صنعت كل شيء .... إنها قوة الجاذبية والذي ساعدها على القيام بدورها هو عدم كمال الكون فقد كانت هناك كومات دخان ذات كثافة أعلى من مثيلاتها ... فمكن هذا الجاذبية من فرصة عظيمة .. صنعت من خلالها النجوم والمجرات وأنا وأنت .... وعندما تلاشى الضباب ، أصبح الكون مرئيًا ... أرأيت .... عدم الكمال كان صاحب فضل .... وكل ما أوردته عليه دليل ... ويحظى بقبول كبار العلماء .... يعني لما حد يقولك يا عشوائي ماتزعلش .